بدأت إندونيسيا التجارب الأولية لتشغيل مشروعها الضخم للقطارات السريعة، والذي حصل على دعم كبير من الصين ضمن مباردة الحزام والطريق.
ومن المقرر أن تعمل القطارات السريعة الجديدة على خط سكة حديد يربط بين العاصمة الإندونيسية جاكرتا ومدينة باندونغ المكتظة بالسكان في مقاطعة جاوة الغربية.
والمشروع يمثل علامة فارقة في مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تعمل على تطوير البنى التحتية في الدول التي تمر بها.
والقطار السريع الجديد سيختصر وقت السفر بين جاكرتا و باندونغ من أكثر من 3 ساعات إلى حوالي 40 دقيقة فقط، حيث يقطع المسافة بسرعة تصل إلى 350 كيلومترا في الساعة.
ووفق صحيفة "تشاينا ديلي" فإن القطار من المقرر افتتاحه للجمهور في يونيو/حزيران 2023 وقد خضع مؤخرا لاختبار تشغيل تجريبي أظهر نجاحه بعد رصد حالة المسار وشبكة الاتصال.
قطار للتنمية
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، زار الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو محطة تيجالوار في باندونغ وهي إحدى محطات السكك الحديدية الأربع التي سيتوقف فيها القطار.
وتفقد ويدودو قطارا مكونا من 8 عربات كان قد وصل من الصين في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال ويدودو للصحفيين خلال الزيارة "نأمل مع القطار فائق السرعة بين جاكرتا وباندونج في أن تكون حركة البضائع والأفراد أسرع وأن تكون قدرتنا التنافسية أقوى أيضا"، كما توقع ويدودو أن يفيد القطار السريع القطاعات الأخرى.
مشروع طموح
وتولت شركة السكك الحديدية الصينية CRRC تصميم وبناء عربات القطار السريع، وبدأت في سبتمبر/أيلول الماضي توريد القطارات التي يتكون كل منها من 8 عربات، حيث يبلغ طول القطار المكون من 8 عربات 208.9 متر.
وكانت شركة السكك الحديدية الصينية قد وقعت على عقد المشروع في أبريل/نيسان من عام 2017، وقد بلغت قيمته 364.5 مليون دولار.
من جهته، تولى الكونسورتيوم (تحالف شركات) الإندونيسي الصيني PT KCIC عملية إنشاء خط السكة الحديد البالغ طوله 142.3 كيلومتر بقيمة 7.8 مليار دولار.
وقد تم توقيع صفقة إنشاء السكك الحديدية في أكتوبر/تشرين الأول 2015 بعد أن فضلت إندونيسيا الصين على اليابان في مناقصة تنافسية.
وتم تمويل المشروع بقرض من بنك التنمية الصيني بنسبة 75% فيما تحمل الكونسورتيوم نسبة الـ25% المتبقية.
نظام أمني معزز
وتصل سرعة القطار إلى 350 كيلومترًا في الساعة، وهو يمر بمنحنيات بنصف قطر لا تقل عن 150 مترًا، ومجهز بمحركات كهربائية يعمل كل منها بقوة 625 ألف وات.
وقالت الشركة المصنعة إن القطارات تم تعديلها خصيصًا للتكيف مع المناخ الاستوائي في إندونيسيا، ومجهزة بنظام أمني محسّن لديه القدرة على رصد الزلازل والفيضانات وظروف الطوارئ الأخرى.