تدريبات إسرائيل بالضفة.. كابوس يلاحق فلسطينيي الأغوار
15 عائلة فلسطينية في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية بفلسطين تسلموا إخطارات لإخلاء منازلهم تمهيدا للتدريبات العسكرية الإسرائيلية بالذخيرة الحية
يشعر الفلسطينيون القاطنون في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية، بالغضب، لعمليات التهجير القسري المؤقت التي يتعرضون لها من قوات الاحتلال الإسرائيلي بين الحين والآخر، بحجة التدريبات العسكرية التي تجريها تلك القوات في المنطقة.
الكهل محمد حمّود، من الأغوار الشمالية شرق الضفة الغربية أمسك بالإخطار الذي استلمه من قوات الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء منزله الأسبوع المقبل؛ لإتاحة المجال أمام تلك القوات لإجراء التدريبات العسكرية بالمنطقة.
وقال لـبوابة "العين" الإخبارية: "حياتنا لا تطاق، يهجروننا بالقوة عن منازلنا، ويستخدمون المنطقة للتدريبات العسكرية".
"حمّود" وهو واحد من 15 عائلة استلموا إخطارات خلال الساعات الأخيرة لإخلاء منازلهم تمهيدًا للتدريبات العسكرية الإسرائيلية بالذخيرة الحية المقررة الأسبوع المقبل.
وتساءل: "إلى متى تستمر معاناتنا؟ هذه أرضنا ومهما فعلوا لن رحل؟ هم يريدون تهجيرنا، وقهرنا، وإعطاء أرضنا للمستوطنين".. وهذا لن يتحقق لهم مهم فعلوا هنا.
وصُنّفت منطقة الأغوار الواقعة شرق الضفة الغربية، وفق الاتفاقيات الموقعة بين الفلسطينيين وإسرائيل، ضمن المناطق (C) التي تخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وتنتشر فيها مضارب البدو، التي تتعرض للاستهداف وعمليات التدمير المتكرر، بما في ذلك المنشآت والبيوت الممولة من الاتحاد الأوروبي.
تهجير قسري:
وأكد مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس، معتز بشارات، أن الإدارة المدنية التابعة لقوات الاحتلال، سلّمت إخطارات مكتوبة للعائلات الفلسطينية التي تُقيم في منطقة "حمصا الفوقا"، لإخلاء منازلها، تمهيدًا لتدريبات عسكرية في المنطقة.
وقال بشارات لـ"العين" إن إخطارات الاحتلال تضمَّنت إخلاء المنازل في ساعات محددة، عدة أيام الأسبوع المقبل، ما يعني تهجيرًا قسريًّا لهذه العائلات، بما يشكل انتهاكًا لكل المواثيق الحقوقية الدولية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها قوات الاحتلال تدريبات عسكرية ومناورات في المنطقة؛ حيث تكرر ذلك عشرات المرات بينها ما لا يقل عن 15 مرة منذ بداية العام الجاري، وفق جهات حقوقية فلسطينية.
كابوس مزعج:
وأكد عارف دراغمة، رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الأغوار، أن تدريبات الاحتلال – التي تكاد لا تتوقف في المنقطة، وتنتقل من تجمع لآخر- باتت مثل الجحيم والكابوس الذي يطارد الأهالي.
وقال دراغمة إن انتهاكات جسيمة تمارسها قوات الاحتلال تتمثل بالتهجير القسري، والحرائق التي كثيرًا ما تسببت في إتلاف مئات الدونمات من المراعي الجبلية في المنطقة، وملاحقة الرعاة والتضييق عليهم.
وحذر من سعي الاحتلال الإسرائيلي - عبر تكرار مناوراته وما يصاحبها من تهجير للسكان، إلى تحويل حياة الفلسطينيين في الأغوار إلى جحيم يفقدهم الاستقرار، ما قد يدفعهم للهجرة الطوعية.