4 دول تضيّق الخناق على "الشباب" الإرهابية.. هل تكون النهاية؟
اجتمع قادة 4 دول في شرق أفريقيا لصياغة استراتيجية للقضاء على حركة الشباب الإرهابية التي تنشط في الصومال وتنفذ هجمات منذ عقدين.
وأصدر قادة الصومال وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي خطة مشتركة لـ"البحث عن تدمير" الحركة الإرهابية بعد اجتماع في مقديشو، الأربعاء، بحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وذكرت المجلة الأمريكية أن هذه ليست المرة التي تعهّد فيها القادة الأفارقة بالقضاء على حركة الشباب، وليست المرة الأولى التي تواجه فيها الحركة سلسلة من الهزائم العسكرية قبل أن تعيد بناء نفسها مرة أخرى.
ومع ذلك، تبدو الأوضاع وكأنها تسير في صالح الصومال في الفترة الحالية، بحسب خبراء إقليميين ومحليين متخصصين بشؤون الإرهاب.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن الصومال، بمساعدة قوى إقليمية والولايات المتحدة، شن هجوما عسكريا كبيرا جديدا اقتلع الشباب من الأراضي التي سيطرت عليها لسنوات وجعل الحركة الإرهابية في حالة ترنح.
وقال المسؤول الاستخباراتي الصومالي السابق العقيد عبدالله علي ماو لـ"إذاعة صوت أمريكا": "من الواضح أن الشباب كانت تخسر الأراضي وتم طردها من بلدات كبرى وقرى كانت تسيطر عليها لأكثر من عشرة أعوام"، مضيفا "أعتقد أنها بداية نهايتها".
ويبدو أن الحظ يسير بجانب الصومال سياسيا أيضًا، إذ جعل الرئيس الكيني الجديد، وليام روتو، دحر الشباب أولوية قصوى لحكومته.
حرب شاملة
ويعلق المسؤولون الغربيون آمالا كبيرا على أن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يمكنه الوفاء بتعهده بـ"حرب شاملة" على الشباب.
كما يبدو أن اتفاق السلام الذي أنهى الصراع المدمر في منطقة تيغراي الإثيوبية لا يزال قائما، ما يمنح مساحة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للتركيز أكثر على القتال ضد حركة الشباب.
وقال المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، كاميرون هدسون: "من الواضح أن هناك جهودا إقليمية ودولية جارية، وجهدًا أكثر جدية وإخلاصًا من جميع الزوايا لهزيمة الشباب أخيرًا"، لافتا إلى "وجود استعداد جديد من جانب المنطقة لمحاولة إنهاء هذا القتال نهائيا".
وفي جهد سياسي يوازي الهجوم العسكري، حشد الصومال دعم رجال الدين المسلمين المؤثرين لإدانة الحركة الإرهابية، إذ حضر حوالي 300 رجل دين مؤتمرا مؤخرا في مقديشو يدعم هجوم الحكومة على الحركة.
جهود أمريكية لمكافحة الإرهاب
وتأتي العملية الأمنية الحالية في الصومال في وقت بدأت فيه الولايات المتحدة تحقيق مكاسبها البارزة ضد الجماعات الإرهابية بالبلد الفقير وغير المستقر في شرق أفريقيا.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أعادت تنشيط جهود مكافحة الإرهاب الأمريكي في القرن الأفريقي على مدار العامين الماضيين.
وأعاد بايدن نشر حوالي 450 من القوات إلى الصومال العام الماضي، متراجعا بذلك عن قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بإخراج القوات من الصومال في يناير/كانون الثاني 2021، قبل فترة قصيرة على مغادرته المنصب.
وقتلت قوات الكوماندوز الأمريكية زعيما بارزا في تنظيم داعش، هو بلال السوداني، في شمال الصومال الشهر الماضي.
وفي عام 2022 كثفت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا عدد الغارات الجوية التي شنتها ضد الشباب على مدار العام الماضي لدعم الصومال.
وذكرت "فورين بوليسي" أن استعادة الأراضي من الشباب لن يدمر بالضرورة الحركة الإرهابية، وهو شيء تعلمته الولايات المتحدة وشركاؤها في عمليات مكافحة الإرهاب السابقة.
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن الشباب، مثل الجماعات الإرهابية الأخرى، أظهرت قدرة كبيرة على الاختفاء قبل أن تعود بهجمات ضد المدنيين والأهداف الحكومية لاحقا.
وعلاوة على ذلك، ازدادت الهجمات الإرهابية العنيفة بانتظام في القرن الأفريقي ومنطقة الساحل خلال السنوات الأخيرة، بالرغم من مئات ملايين الدولارات من التمويل الأمريكي والغربي التي توجه لحملات مكافحة الإرهاب بشتى أنحاء أفريقيا.
ومن جانبه، قال الرئيس الصومال حسن شيخ محمود -خلال حوار حصري مع صحيفة "ذي أوبزرفر" البريطانية-: إن الأحزاب الصومالية يمكنها الحفاظ على السلام، وأنه يمكن للديمقراطية النمو.
وأعيد انتخاب محمود في مايو/أيار (2022)، وبحسب الاستخبارات الصومالية، فإنه يعتبر "الهدف رقم 1" لحركة الشباب.
وكان الإرهابيون نفذوا تفجيرات في مقديشو أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص. وكان أحد الأهداف وزارة التعليم، التي يقودها فرح شيخ عبدالقادر، أقرب صديق لمحمود في دوائر السياسة (الذي نجا من الهجوم).
وأدان الرئيس الصومالي الهجمات، واصفا إياها بالانتقام من الانتصارات التي حققتها حكومته فيما يصفه بـ"حرب شاملة" ضد الإرهابيين.
واستعادت حكومة حسن السيطرة على عدد من الأراضي الاستراتيجية. لكن المكاسب التي حققتها هشة، ولا يزال الصومال يواجه مجموعة هائلة من التحديات.
aXA6IDMuMTM5LjcyLjE1MiA= جزيرة ام اند امز