المليشيات تتحدى الكاظمي وترد على الحراك الدبلوماسي بالصواريخ
تصاعدت حدة الهجمات بصواريخ الكاتيوشا في الأيام الماضية، لتصل إلى 11 عملية منذ إعلان حكومة الكاظمي الحوار الاستراتيجي مع واشنطن
استهدفت صواريخ الكاتيوشا التابعة للمليشيات أمس الأحد، المنطقة الرئاسية وسط بغداد، في تحدٍّ واضح لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي توعد بمطادرتها، وذلك بالتزامن مع حراك دبلوماسي إقليمي ودولي نشط.
ويأتي هذا التصعيد من جانب المليشيات بعد توقف دام بضعة أيام، كما جاء أيضاً مع وصول وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إلى بغداد.
وكان الكاظمي، توعد بعد أيام من تولي حكومته في مايو/أيار الماضي، بفرض سطوة الدولة على جميع الأراضي ومؤسسات الدولة ومطاردة المليشيات المسلحة التي تمثل التحدي الأكبر للبلاد.
وتصاعدت حدة الهجمات بصواريخ الكاتيوشا في الأيام الماضية، لتصل إلى 11 عملية منذ إعلان حكومة الكاظمي استئناف الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة في يونيو/حزيران الماضي.
وبلغ عدد الهجمات التي تشنها ما يسمى بـ"جماعة الكاتيوشا"، منذ مطلع العام الحالي عقب اغتيال فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الإرهابي قاسم سليماني، 51 عملية، استهدفت مراكز دبلوماسية حساسة من بينها السفارة الأمريكية ومعسكر التاجي ومطار بغداد.
وتتوجه أصابع الاتهام إلى مليشيا "حزب الله" العراقية، وبعض الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، التي دفعت الكاظمي بتنفيذ "عملية الدورة" الأمنية، واستهدفت مقراتهم جنوبي بغداد، واعتقال بعض عناصرهم المطلوبة.
وتتصاعد حدة الخلاف بين الميليشات المسلحة التي تتلقى الدعم إقليمياً والكاظمي، حيث يدخل في مواجهة مباشرة مع القوى التي وصفها بـ"خاطفي الدولة"، بعد الإعلان عن برنامج إصلاحي يستهدف تجفيف موارد الفساد واستعادة المنافذ الحدودية من قبضة المليشيات.
وتثير تلك الخطوات التي تبعها رئيس مجلس الوزراء العراقي بتحركات دبلوماسية، مخاوف العديد من القوى السياسية التي ترتبط بالولاء مع بعض دول الخارج مثل إيران.
وتستهدف الهجمات الصاروخية في أغلبها المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تضم عددا من السفارات بينها الأمريكية والمباني الحكومية، فضلاً عن مواقع وقواعد عسكرية لقوات التحالف.
وكان قصف صاروخي واسع بـ18 صاروخًا قد استهدف قاعدة التاجي يوم 11 مارس/آذار الماضي، ما أسفر عن مقتل أمريكيين وطبيبة عسكرية بريطانية، وردًا على هذا الهجوم نفذت الولايات المتحدة هجوما جويا على مواقع مليشيا حزب الله العراقية.
ونشرت السفارة الأمريكية في بغداد شبكة "سي رام" المضادة للصواريخ مطلع العام الحالي، وبدأ استخدامها فعليا في يونيو/حزيران الماضي.
واستهدفت الهجمات الأخيرة المنطقة الرئاسية في بغداد، بثلاث قذائف هاون من عيار 82 ملم، فيما أكدت قيادة العمليات المشتركة أن الجهات التي تقف وراء هذا الخرق "تسعى لخلط الأوراق".
ويدفع توقيت هذه الهجمات مع اعتزام بغداد الخوض في تفاهمات سياسية استراتيجية مع دول الجوار والمحيط الدولي، إلى قراءة ما حدث وربطها برغبة بعض الجهات المتضررة للضغط على الكاظمي والتأثير على ما تحمله حقيبته من أوراق دبلوماسية.
ويستبعد الخبير الأمني العراقي فاضل أبو رغيف، في تصرحيات لـ"العين الإخبارية"، أن تكون هناك صلة ما بين تحركات الكاظمي الخارجية والهجمات الصاروخية الأخيرة، رغم قوله إن الجهات التي تقف وراء الهجوم تسعى لإحراج العراق دوليا وتأليب الوضع العام".
ويرى المحلل السياسي العراقي رحيم الشمري، أن الهجمات الصاروخية التي استهدفت المنطقة المحصنة، تهدف لإيصال رسالة مفادها بأن هناك جهات لا تلتزم بقرارات الدولة العراقية، ولا تخضع لسلطة القانون، في تحد واضح وصريح للمؤسسة الأمنية.
وتابع الشمري لـ"العين الإخبارية"، أن "هذه الفصائل غير مسيطر عليها من الدولة وتحركاتها تدخل ضمن الصراع الدولي الذي يوجه من دول خارجية"، لافتاً إلى أن "بقاء القوات الأمريكية من عدمه الذي تستخدمه ذريعة لشن هجماتها يحدد عن طريق القنوات الدبلوماسية ومعالجات القانون الدولي لا عن ترهيب الوضع وتعريض مصالح العراق إلى الخطر".