ماذا تريد إيران من بغداد عشية زيارة الكاظمي للرياض؟
طهران تعترض الطريق على رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قبيل ساعات من انطلاق زيارته المرتقبة إلى الرياض
استبقت إيران انطلاق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في أولى جولاته الخارجية، بإرسال وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى بغداد.
وفيما يزور الكاظمي السعودية، غدا الإثنين، توقعت مصادر أن يحمل الأخير معه خلالها رسائل إقليمية للعب دور الوساطة والتقريب بين الخصوم.
ووصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بغداد، اليوم الأحد، في زيارة رسمية يلتقي خلالها رئيس البلاد ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وعددا من الشخصيات السياسية.
وتأتي تلك الزيارة في ظل متغيرات تشهدها الساحة السياسية على المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عن خطوات وتحركات إصلاحية في الداخل العراقي يقودها الكاظمي لإصلاح المنظومة الإدارية والاقتصادية التي تعاني الهشاشة والضعف التي ورثها من الحكومات السابقة.
وتضع تلك الإصلاحات وحرب المنافذ وإبعاد سطوة المافيات المسلحة عن الموارد الحدودية التي بدأها الكاظمي قبل أيام، القوى والجهات السياسية المدعومة من إيران في موضع الاصطدام والمواجهة المباشرة مع سلطة الحكومة وقواتها العسكرية.
ويرى المحلل السياسي العراقي ماهرة عبد جودة أن "زيارة ظريف إلى العراق تأتي في ظل ظروف وتعقيدات تشهدها المنطقة، لا سيما أن طهران تعيش أزمة اقتصادية خانقة وانهيار في عملتها، مما يضطرها إلى تحميل بغداد رسائل إلى الرياض وواشنطن خلال الجولة المرتقبة للكاظمي".
ويشير جودة في حديث لـ"العين الإخبارية" إلى أن "القبول الذي يحظى به العراق تدفعه للعب دور الوساطة الإقليمية لسحب التوترات من المنطقة وحلحلة الأزمات بالمنطقة".
وشدد على أن "إيران إذا ما قدمت تنازلات وتعهدات للمجتمع الدولي باتباع العقلنة السياسية ستنجح في التخفيف من وطأة العزلة الدولية التي ترزح تحتها.
وتشهد طهران، منذ سنوات عدة، انهياراً اقتصادياً وتراجعاً كبيراً في سعر علمتها "التومان" أمام العملات الأخرى، جراء العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي ودعم تنظيمات وفصائل مسلحة في سوريا والعراق واليمن.
وحول ذلك يؤكد جودة أن "الوساطات العراقية وغيرها لن تستطيع إرجاع الثقة الدولية بسياسة طهران إن لم تتخل عن دعمها للفصائل والمليشيات المسلحة مع أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها تضطرها إلى التهدئة، وسحب أذرعها من الساحة الإقليمية والدولية".
وكان رئيس الحكومة العراقية المؤقتة مصطفى الكاظمي أكد اكتساب العراق قراراه السيادي، وعدم السماح على جعل أرضه ساحة لتصفية حسابات الخصوم، ومرتعاً للفصائل غير النظامية المسلحة.
وفيما يخص زيارة ظريف للعراق، أكدت بغداد لسان وزير خارجيتها فؤاد حسين أن العراق يرغب في علاقات متوازنة مع دول الجوار، وأنه يجب إبعاد المنطقة عن التوترات.
وشدد حسين، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيراني بعيد ساعات من وصوله، على "إبعاد المنطقة والعراق عن التوترات الدولية وحماية السيادة".
من صرح ظريف أن بلاده تريد عراقاً قوياً يتمتع بالأمن والسلام الدائمين، وأن علاقتنا ببغداد لن تتزحزح أبداً.
وبحث الجانبان، بحسب المؤتمر الصحفي، سبل تقوية وتنشيط العلاقات التجارية بين البلدين والمصالح المشتركة فضلاً عن تفعيل عدد من الاتفاقيات في مجال مختلفة، بينها الملاحة البحرية والطاقة والتنمية.
وتعد زيارة وزير الخارجية الإيراني هي الأولى إلى العراق منذ تولي مصطفى الكاظمي منصب رئاسة مجلس الوزراء في مايو/أيار 2020.
وفي السياق ذاته، يعتقد المحلل السياسي نجم القصاب، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن "لدى العراق الفرصة بالتحول من لاعب احتياطي إلى لاعب رئيس في المنطقة".