عسكري ليبي: برلين بداية الحل ولا بديل لتفكيك المليشيات
قائد عسكري بارز بالجيش الليبي يرى أن ألمانيا تدرك أن مؤتمر برلين هو بداية الحل، لذا يجب أن تتضمن المخرجات حل جميع المليشيات.
قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب إن ألمانيا تدرك تماماً أن مؤتمر برلين هو بداية الحل، لذا يجب أن تتضمن المخرجات حل جميع المليشيات التي تعرقل تأسيس دولة مدنية.
وأضاف المحجوب، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "مؤتمر برلين يختلف عن جميع المؤتمرات السابقة، فالجيش يسيطر على 99% من الأراضي الليبية، كما أنه حقق الأستقرار الأمني في جميع المناطق المحررة، وهي تحت إدارة الحكومة الليبية المؤقتة".
وشدد المحجوب، على أن بداية حل الأزمة الليبية هي حل المليشيات، لأنها تعوق الاستقرار في ليبيا.
وأكد المحجوب أن موانئ وحقول النفط هو قرار شعبي، موضحاً أن الليبيين يشعرون بالغضب من سرقة ثرواتهم واستغلالها في الإنفاق على المرتزقة.
وقال إن "حكومة فايز السراج تستغل أموال النفط لجلب المرتزقة والإرهابيين لقتال الجيش الليبي".
وتابع المحجوب أن "الشعب الليبي أدرك اللعبة التركية، ويعلم أن تنظيم الإخوان الإرهابي المعروف بأنشطته المشبوهة، وأردوغان الذي يحلم بالسيطرة على ليبيا، يسعى لإغراق طرابلس بالمرتزقة والإرهابيين".
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق أن عدد المرتزقة السوريين الموالين لأنقرة الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس، ارتفع إلى أكثر من ألفي مسلح.
وأشار المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إلى أن عمليات التجنيد مستمرة في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا شمال سوريا، مؤكداً أن "تركيا تريد نحو 6000 مرتزق سوري في ليبيا".
وكان أردوغان قد أعلن مؤخراً إرسال قوات دون أن يحدد هويتها إلى ليبيا.
وأكد الجيش الليبي مراراً أن تركيا نقلت عدداً من الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا؛ للمشاركة في القتال ضد قواته من خلال موانئ مصراتة ومعيتيقة الجوية والبحرية، أو عبر ما يعرف بـ"سفن الموت"، و"طيران الأجنحة" المملوك للإرهابي عبدالحكيم بلحاج، أمير الجماعة الليبية المقاتلة.
وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج بالعاصمة الليبية طرابلس والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، وإرسال المرتزقة السوريين الموالين لها، بالمخالفة لقرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
وانطلقت بالعاصمة الألمانية، في وقت سابق الأحد، فعاليات مؤتمر "السلام في ليبيا"، بمشاركة دولية رفيعة، وسط مساعٍ لإيجاد حل دائم وشامل للأزمة.
ويهدف مؤتمر برلين إلى التزام جميع الأطراف المعنية بالحظر المفروض على تصدير الأسلحة لليبيا، الذي ينتهك بشكل صارخ، تمهيداً لفتح الطريق أمام حل سياسي، وفق تصريحات سابقة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
شارك في المؤتمر أكثر من 10 دول عربية وغربية، بالإضافة إلى قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج.
وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بضروة منع إرسال مرتزقة سوريين موالين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ليبيا.
كما اقترح ماكرون أن تتفاوض الأمم المتحدة على شروط هدنة في ليبيا دون فرض شروط مسبقة من جانب أي طرف.
بدوره أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس أهمية توافر عملية سياسية لحل الأزمة الليبية، مشيراً إلى أن الحل العسكري لن ينهي تلك الأزمة التي تضرب البلاد.
وبحسب بيان الأمم المتحدة، قال جوتيريس، في كلمته بمؤتمر برلين: "إنني على قناعة تامة بأنه لن يكون هناك حل عسكري في ليبيا"، مشدداً على ضرورة الحيلولة دون تفاقم الحرب، كي لا ينتهي النزاع إلى "كابوس إنساني" وكي لا تنقسم الدولة بشكل دائم.