انفجارات وقتلى.. ما تأثير الضربات الأمريكية على العراق وسوريا؟
بإعلان البيت الأبيض الجمعة «نجاح» الضربات الانتقاميّة التي شنّتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا ضدّ مقاتلين موالين لإيران، بدأت حصيلة الخسائر تتكشف شيئًا فشيئا.
واستهدفت ضربات أمريكية، ليل الجمعة السبت مواقع فصائل مسلّحة موالية لإيران في غرب العراق، خصوصا في منطقة القائم الواقعة عند الحدود مع سوريا المُجاورة، وفق ما أفاد مصدران أمنيّان عراقيّان لوكالة «فرانس برس».
فما أبرز الخسائر الناجمة عنها؟
في العراق، قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، إن مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية تعرضت إلى ضربات جوية أمريكية، معتبرًا إياها «خرقا للسيادة العراقية».
وتحدّث مسؤول في وزارة الداخليّة العراقيّة لـ«فرانس برس» طالبا عدم كشف هويّته عن «استهداف أحد مقارّ الفصائل المسلّحة ضمن منطقة القائم»، لافتا إلى أنّ المُستهدف في الضربة هو «مخزن للسلاح الخفيف بحسب معلومات أوليّة». وأفاد المسؤول بإصابة «ثمانية مدنيّين» في هذه المنطقة.
واستهدفت ضربة ثانية مركز قيادة للعمليّات تابعا للحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلّحة باتت منضوية في القوّات الرسميّة العراقيّة، في منطقة العكاشات الواقعة إلى الجنوب والقريبة من الحدود.
- أمريكا تضرب العراق وسوريا بـ«العمود الفقري».. ماذا نعرف عن «بي 1»؟
- الضربات الأمريكية على العراق وسوريا.. هل تذكي التوترات بالشرق الأوسط؟
وأكّد مسؤول في الحشد الشعبي لـ«فرانس برس»، «وقوع عدد من الإصابات في صفوف الحشد الشعبي إثر قصف أمريكي على أحد المواقع في منطقة عكاشات».
بينما أكّدت القيادة العسكريّة الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) شنّ غارات جوّية في العراق وسوريا ضدّ فصائل موالية لطهران وقوّات لفيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليّات الخارجيّة في الحرس الثوري الإيراني.
وجاء في بيان سنتكوم أنّ القوّات ضربت أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا بينها مراكز قيادة وتحكّم واستخبارات وكذلك مرافق لتخزين الصواريخ والمسيّرات.
وكانت واشنطن توعّدت بشن ضربات انتقاميّة، ردا على هجوم بمسيّرة على قاعدة في الأردن قرب الحدود السوريّة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
ماذا عن سوريا؟
فيما لم تكشف وكالة الأنباء السورية عن خسائر الضربات الأمريكية، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر له قولها، إن 18 عنصرًا من المجموعات الإيرانية قتلوا جراء الضربات الجوية على ريف دير الزور.
وبحسب المرصد السوري، فإن الضربات دمرت 26 موقعا تتمركز ضمنها العناصر التابعة لإيران، في الميادين والبوكمال قرب الحدود السورية-العراقية، إضافة إلى ضربات استهدفت مواقع قرب مدينة دير الزور.
وتجددت الضربات الجوية على مستودعات عياش وقرب مطار دير الزور العسكري، مما أدى إلى انفجار مستودع ذخيرة قرب مدينة دير الزور، كما دوت انفجارات بمنطقة الحزام وحي الصناعة في البوكمال قرب الحدود السورية -العراقية في منطقة البوكمال.
ويقول المرصد السوري، إن هناك «ارتباكا كبيرا في صفوف العناصر الموالية لإيران، نظرا لنقص المعلومات الاستخباراتية لديها عن الأماكن المتوقعة للاستهداف، ومدى جاهزيتها لاستيعاب حجم الضربات الأمريكية الحالية والمتوقعة».
ووفقا للمصادر فإن التواصل يتم بين المجموعات والقيادات عبر مجموعات تطبيقي “واتساب” و”تلجرام”، دون الاعتماد على وسائل التواصل العسكرية المخصصة لهم خوفا من الاختراق.
ماذا قالت أمريكا عن ضرباتها؟
قال مدير العمليات في هيئة الأركان الأمريكية المشتركة اللفتنانت جنرال دوجلاس سيمز، للصحفيين يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة «واثقة حقًا» في دقة ضرباتها.
وأضاف أن «المؤشرات الأولية تشير إلى أننا ضربنا بالضبط ما أردنا ضربه، مع عدد من الانفجارات الثانوية المرتبطة بالذخيرة والمواقع اللوجستية» التي استهدفتها الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة توقعت سقوط ضحايا عندما اختارت أهدافها.
وبحسب العسكري الأمريكي، فإن بلاده لديها علمًا بأن «هناك مسلحين يستخدمون هذه المواقع. لقد قمنا بهذه الضربات الليلة مع فكرة أنه من المحتمل أن يكون هناك ضحايا مرتبطون بالأشخاص داخل تلك المنشآت».
في السياق نفسه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: نعتقد أن الضربات كانت ناجحة ولا نعلم عدد المسلحين الذين قد يكونوا قتلوا أو أصيبوا.
وتعرّضت القوّات الأمريكية وقوّات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 165 هجوما منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، تبنّت العديد منها «المقاومة الإسلاميّة في العراق»، وهي تحالف فصائل مسلّحة مدعومة من إيران يُعارض الدعم الأمريكي لإسرائيل في الحرب بغزّة ووجود القوّات الأمريكية في المنطقة. وردّت واشنطن على هجمات سابقة بسلسلة ضربات في العراق استهدفت مجموعات موالية لإيران.