الملايين حول العالم يشاركون في "الصلاة من أجل الإنسانية"
الإمارات قدمت أكثر من 556 طنا من المساعدات لأكثر من 49 دولة، استفاد منها نحو 556 ألفا من العاملين في المجال الطبي
شهد العالم، الخميس، ما يمكن وصفه بمشهد تاريخي غير مسبوق، حيث توحد ملايين البشر في كل أنحاء العالم بالدعاء والصلاة والتضرع لله من أجل أن يرفع وباء فيروس كورونا، وأن يلهم العلماء والباحثين للوصول إلى دواء ولقاح لإنقاذ البشرية من هذا الوباء.
جاء ذلك تلبية للنداء الإنساني الذي أطلقته اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، والذي دعمه وباركه وشارك فيه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وعدد من رؤساء وملوك العالم، ورجال الدين والسياسيين والإعلاميين والمؤثرين، والأفراد والجماعات من كل الديانات والأعراق والبلدان.
ومنذ اللحظة الأولى التي أطلقت فيها اللجنة المبادرة من خلال البيان الذي صدر بـ14 لغة، لاقت الدعوة تفاعلاً وإقبالاً كبيراً للمشاركة في الصلاة من أجل الإنسانية، حيث نقل الموقع الرسمي للدعوة "pray.forhumanfraternity.org" وصفحات اللجنة الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي المشاركات من جميع أنحاء العالم قبل وأثناء وبعد المبادرة.
كما انطلق البث المباشر لمدة 24 ساعة والذي نقل للعالم تفاعل ومشاركات الافراد والجماعات في جميع أنحاء المعمورة، حيث بلغ حجم التفاعل أكثر من 36 مليار تفاعل على جميع المنصات منذ انطلاق الدعوة في 2 مايو/أيار الجاري وحتى صباح الجمعة.
وتكلل النجاح الكبير مع مشاركة الملايين في كل أنحاء العالم في هذا اليوم الإنساني، بتصدر وسم المبادرة #صلاة_من_أجل_الإنسانية و#prayforhumanity منصات التواصل الاجتماعي ليصبح الأكثر تداولاً في العديد من البلدان حول العالم مثل فرنسا، وألمانيا، والهند، والسعودية، والإمارات، وإسبانيا، ومصر، وإيطاليا.
إلى جانب الاهتمام الكبير من آلاف وسائل الإعلام التقليدية والرقمية بكل اللغات لمواكبة وتغطية الحدث الذي قد يكون الأهم في تاريخ البشرية الحديث.
وتوجهت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بالشكر لجميع القيادات والمؤسسات الدينية والسياسية والشعبية والشخصيات الفاعلة والمؤثرة وجميع المشاركين في اليوم العالمي من أجل الإنسانية في جميع أنحاء العالم.
وأكد الكاردينال ميجيل أنخيل أيوسو جويكسوت، أمين سر المجلس البابوي للحوار، رئيس جلسات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن انضمام الناس من جميع أنحاء العالم ومشاركتهم في هذه الدعوة يؤكد أن الجميع يدرك بالفعل خطورة هذه الجائحة، وضرورة التوجه إلى الله في هذا التوقيت من أجل أن يخلص البشرية من هذا الوباء.
وأشاد القاضي محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، بما حققته هذه الدعوة من نجاحات غير متوقعة من شأنها أن تسهم في خلق حالة إيجابية إنسانية عالمية في ظل ظروف الجائحة التي تؤرق العالم.
وأوضح الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن 14 مايو/أيار يوم توحدت فيه الإنسانية من أجل رفع المعاناة عن الإنسان، وما شاهدناه جميعًا اليوم من الترحيب العالمي بالدعوة إلى الصلاة يمثل بادرةَ أملٍ على إمكانية تحقيق وحدة إنسانية عالمية.
وقال محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن هذا الوباء الصحي الذي يحيط بالإنسان من كل ناحية، جاء ليؤكد أن عالمنا اليوم لم تعد تنفعه العزلة ولا تجدي معه قواعد التمييز، ولن يكون هناك نجاة إلا بالاصطفاف والوحدة خلف قيم الإخاء والمحبة التي تفرضها.
وأكد المونسينيور يوأنس لحظي، السكرتير الشخصي للبابا فرنسيس عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن مشاركة جميع الديانات والمعتقدات في هذه المبادرة والتجاوب العالمي معها يدفعنا قدماً نحو مواصلة العمل من أجل الإنسانية، خاصة في مواجهة هذا الوباء.
وعلّق سلطان الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية قائلاً: "تمر الإنسانية بلحظة فارقة في تاريخها الطويل، ويوم 14 مايو/أيار اجتمع الناس من جميع أنحاء العالم والتقت قلوبهم بمختلف أعراقهم وجنسياتهم ودياناتهم وثقافاتهم في مبادرة للجنة العليا للأخوة الإنسانية، من خلال هذه المبادرة".
وأكد ياسر حارب، الكاتب والإعلامي، عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن العالم اتحد في هذا اليوم للصلاة من أجل الإنسانية، ومن أجل أن يمنحنا الله القوة لمواجهته، والإيمان بأننا سننتصر عليه، فكان مشهدا متفردا لاجتماع الأسرة البشرية خلف هذا النداء الإنساني.