رضوان فايد.. معلومات جديدة عن "الدماغ" أخطر مجرمي فرنسا
على الطريقة الهوليوودية، وفي 10 دقائق فقط، هرب الفرنسي رضوان فايد الملقب بـ"الدماغ"، من أحد سجون باريس.. ماذا تعرف عنه؟
"الدماغ" كما تلقبه الصحف الفرنسية، لتصف ذلك اللص المحترف، والمتهم بالعديد من جرائم السطو المسلح، الذي استطاع الفرار من أحد أكبر سجون فرنسا، في عملية هروب وصفت بأنها على طريقة "أفلام هوليوود"، لم تستغرق أكثر من 10 دقائق، وهي المرة الثانية التي ينجح فيها في الفرار، فيما لا تزال عمليات البحث لقوات الأمن الفرنسي جارية لاستعادة المتهم.
رضوان فايد، (46 عاماً) فرنسي ينحدر من أصول جزائرية، ولد في مدينة سيريل الفرنسية، احترف الإجرام في سن الـ18 عشرة عقب انهائه المرحلة الثانوية.
ولقب فايد بعدة ألقاب "الدماغ والعقل المدبر"، لقدرته العالية على التخطيط للجريمة الكاملة، دون أن يترك خلفه أثراً.
وأشارت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية إلى أنه عام 2012، تم عرضه على طبيب نفسي، وذكر في تقرير إلى أنه يستغل صفاته في عملية السرقة"، موضحاً أنه "ساحر، وذكي، وشجاع، وخفيف الظل، ويستطيع التحكم في العقول".
وأضاف: "رضوان فايد سجين نموذجي يمارس الرياضة، ولاعب جيد لكرة القدم يحب القراءة، ومشتركاً في جميع الصحف، ومهووساً بالفن السابع وأفلام السينما".
سجن فايد للمرة الأولى عام 2003، وقضى عقوبة 10 سنوات، إلا أنه خرج قبل انقضاء العقوبة لحسن سيير وسلوكه داخل السجن.
وصدر على رضوان حكم بالسجن لمدة 25 عاماً، في أبريل الماضي بعد محاولة هرب ناجحة للهرب إذ فجّر السجن عام 2013، واحتجز 4 حراس رهائن، ما تسبب في مقتل شرطية، قبل أن تلقي الشرطة عليه القبض لاحقاً، وكان يقضي رضوان آنذاك مدة 10 سنوات سجن إثر قيامه بعملية سطو مسلح قام بها عام 2010.
وحكم عليه بخمس مرات، وقد تراكمت أكثر من أربعين عاماً في السجن، إلا أنه حصل على البراءة في ربيع عام 2009، بفضل التلاعب حول اللبس في حيثيات الأحكام.
وذكرت محطة "إل سي آي" الفرنسية أنها استضافت رضوان منذ نحو ثماني سنوات، بعد إصدار كتابه عام 2010، الذي يروي قصة حياته بعنوان، "السارق: مدن المجرمين الكبار"، وقال رضوان خلال الحلقة إن الشياطين الذين بداخله يدفعوه للسرقة قد ماتوا، ويريد فتح صفحة جديدة في حياته".
وخلال العام نفسه، تزوج فايد وقدم خاتم الزواج لحبيبته عبارة عن قسم بتوبته إلى الأبد وعدم عودته إلى الإجرام، إلا أن ذلك القسم لم ينفذ.
ووفقاً لما ذكره فايد في كتابه بأنه كان محباً جداً لإسرائيل، وذكر ذلك في كتابه قائلاً:"زوّر فايد جواز سفر إسرائيلياً وانتحل شخصية فتاة تدعى سارة، وسافر لإسرائيل، واستغل وجوده في الدولة العبرية لتعميق إتقانه صناعة المتفجرات وتركيبها".
وعن عملية هروبه الأخيرة، ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن فايد استطاع بمساعدة 3 من رفاقه الفرار من سجن "رو" شرقي العاصمة باريس في ضاحية سين إي مارن الباريسية، بعد أن حطت طائرة مروحية في ساحة السجن وتمكن المسلحون من اصطحاب فايد إلى الطائرة قبل أن يلوذوا بالفرار".
ونفّذت هذه العملية قرابة الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي، ولم تستغرق سوى 10 دقائق ولم تسفر عن أي إصابات، وفقاً لسلطات السجون.
هذا وقد اعتقلت الشرطة الفرنسية شقيق السجين الفار رضوان فايد للتحقيق معه والحصول على معلومات قد تقود لاعتقال شقيقه.
من جهتها، ذكرت محطة "بي إف إم تي في" الفرنسية إلى أنه تم العثور على السيارة التي استخدمها رضوان فايد وأعوانه في الهرب بعد النزول من الطائرة المروحية، محترقة في بلدة "أولناي سو بوا" على بعد 60 كيلومتراً من مكان السجن.
وبحسب أجهزة المراقبة، فإن الثلاثة الذين هرّبوا رضوان استقلوا شاحنة نقل بيضاء، من طراز سيتروين، واتخذوا طريق مدينة" فال دي واز" الفرنسية أحد ضواحي باريس.
من جهتها، قالت وزيرة العدل الفرنسية نيكولا بيلوبيه، إن طائرة هليكوبتر حطت في فناء بالسجن الذي لم يكن مغطى بشبكة واقية"، مضيفة: "إنها عملية هروب مثيرة لقد كانت وحدة كوماندوس معدة بشكل جيد جيداً، وربما استخدمت طائرات بلا طيار لمراقبة المنطقة قبل هذه العملية".
وتبين فيما بعد أن شركاء السجين فايد المسلحين سبق أن سيطروا على طائرة مروحية وأجبروا قائدها على تنفيذ هذه العملية، ومن ثم أطلقوا سراحه بعد ذلك.
فيما صوّر بعض السجناء عملية الاقتحام لتهريب رضوان، وتأكدت قوات الأمن من صحة المقاطع المصورة وتم تحريزها، بحسب إذاعة فرانس إنفو.
وأثارت تلك الواقعة ردود أفعال واسعة لسياسيين وفنانين، حيث انتقدت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن عملية حراسة السجن، معتبرة ذلك تقصيراً وفضحية للعدالة الفرنسية.
وفي رد فعل مثير للجدل، نشرت الممثلة الفرنسية بياتريس دالا، تغريدة على صفحتها الشخصية على موقع "أنستقرام" أبدت فيها تضامناً مع المجرم الهارب، قائلة: "برافو رضوان.. الرب يحفظك، قلوب جميع الفرنسيين معك في جميع الحالات سواء عدت إلى السجن أم لا".