حقول الموت.. قرى غربي اليمن بشباك ألغام الحوثي
لا تزال ألغام وعبوات مليشيات الحوثي المزروعة عشوائيا تحاصر قرى سكنية بأكملها غربي اليمن وتستمر في قتل وحرق وبتر أطراف المدنيين بطرق مروعة.
ورغم جهود التحالف العربي في تطهير مساحات واسعة كجزء من مهمته لحماية حقوق الإنسان عبر الفرق الهندسية للقوات المشتركة ومشروع "مسام" السعودي وكذا البرنامج الوطني لنزع الألغام، إلا أن استمرار المليشيات الحوثية الإرهابية بنشر حقول الموت عشوائيا دون ردع دولي يقوض كل تلك العمليات الإنسانية.
وعثرت القوات المشتركة اليمنية، الجمعة، على حقل ألغام جديد زرعته مليشيات الحوثي في طرقات رئيسية تربط قرى سكنية وأراضي زراعية في الريف الجنوبي من محافظة الحديدة، المطلة على البحر الأحمر.
وتنتهك حقول الألغام هذه والتي تستخدمها مليشيات الحوثي كسلاح رئيس في معركتها على الأرض، الحقوق الأساسية في الحياة والأمن وتؤدي إلى تدمير سبل العيش الاقتصادية الاجتماعية لعقود طويلة عندما تجبر الناس على عدم زراعة أراضيهم وتتحول إلى مصائد للموت.
وقبل يومين، قتل 5 مدنيين بينهم طفلان من عائلة واحدة عقب انفجار لغم حوثي مضاد للدروع بمركبة مدنية بالقرب من"المطاحن" في الطريق الرئيسي الحيوي شرقي مدينة الحديدة الساحلية.
حقل جديد يغطي قريتين
دأبت مليشيات الحوثي على زرع حقول تضم شبكة مترابطة من آلاف الألغام والعبوات الناسفة والمضادة للأفراد المحرمة دوليا خصوصا في الساحل الغربي لليمن المصنف بأكبر حقل للألغام على مستوى البلاد.
وقال مصدر عسكري مسؤول في اللواء السابع عمالقة في القوات المشتركة، إن فرقه الهندسية تلقت بلاغا من سكان محليين، بوجود أجسام غريبة ومختلفة الأشكال في مناطق ريفية بمديرية حيس، جنوبي الحديدة، كانت تتمركز فيها مليشيات الحوثي، قبل أن يتم طردها منها في نوفمبر الماضي.
وأوضح المصدر لـ"العين الإخبارية" أن الفريق الهندسي قام بمعاينة المكان الذي ظهرت فيها الأجسام الغربية في "وادي نخلة" شرقي حيس ، المدينة التي كانت قديما ممرا للقوافل التجارية.
وأضاف أن الفريق الهندسي عثر على حقل ألغام عبارة عن شبكات ألغام مضادة للدروع، وعبوات ناسفة ومتفجرة، وفردية منتشرة على نطاق واسع وتكشف مدى إجرام مليشيات الحوثي في نصب الفخاخ للمدنيين.
ويغطي حقل الألغام لمليشيات الحوثي طرقات فرعية مؤدية إلى بلدتي "القُلمة" و"الحائط" المحررتين حديثا، فضلا عن حقول زراعية شرقي حيس، ما يجعل حياة المدنيين مهددة بالموت في أي لحظة، طبقا للمصدر.
وأكد أن الفريق الهندسي قام بتطهير وانتزاع كميات كبيرة من الألغام والمتفجرات، التي زرعتها مليشيات الحوثي على شكل شبكات مترابطة شملت أيضا طرقا يسلكها المدنيون في حيس ومديريات الساحل الغربي التي حولتها مليشيات الحوثي إلى أكبر حقل للألغام.
وأعلنت القوات المشتركة بشكل متكرر اكتشاف حقول للألغام في مدن وأودية الساحل الغربي لليمن خلال الأعوام الأخيرة، فيما تدخل فرق المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" بالتنسيق مع البرنامج اليمني للتعامل مع الألغام، في تطهير 31.574.023 متر مربع من الأراضي اليمنية التي كانت مفخخة بالألغام والعبوات الحوثية.
تنديد أممي
ونددت الأمم المتحدة، الخميس، بالخسائر المأساوية لألغام مليشيات الحوثي وتأثيرها على السكان المحليين في الحديدة، وذلك في إدانتها لمقتل 5 مدنيين من عائلة واحدة بينها طفلان في انفجار لغم شرقي المدينة.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة في الحديدة الحاجة المُلحة للنهوض بالإجراءات المتعلقة بإزالة ألغام مليشيات الحوثي لحماية المدنيين من الوبال المتكرر والمدمر للمتفجرات من مخلفات الحرب.
ويعد الساحل الغربي لليمن أكبر حقل للألغام، إذ يقدر خبراء في هذا المجال قيام مليشيات الحوثي بزراعة مليوني لغم متعدد، ما أدى إلى سقوط أكثر من 1200 ضحية، غالبيتهم من الأطفال أثناء رعيهم الأغنام.