وزير السياحة والشباب الصربي لـ«العين الإخبارية»: الإمارات شريك استراتيجي في تنمية صربيا
حسين ميميتش: COP28 يرسم مساراً لمستقبل أكثر استدامة ومرونة تجاه المناخ
تشهد علاقات التعاون في مجالات السياحة والتبادل الثقافي بين دولة الإمارات وجمهورية صربيا طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة.
وهناك رحلات طيران مباشرة من العاصمة الصربية "بلغراد" إلى مدينتي أبوظبي ودبي. بالإضافة إلى ذلك، وقّعت الدولتان اتفاقية بشأن نظام الإعفاء من التأشيرات. حيث ينطبق نظام الإعفاء من التأشيرات على حاملي جوازات السفر الوطنية لكلا البلدين، الذين لديهم الحق في الدخول والخروج والمرور والبقاء لمدة تصل إلى 90 يومًا. ولأغراض السفر السياحي، يجب أن تكون الفترة المتبقية من صلاحية جواز السفر 6 أشهر على الأقل. ويعتمد الإطار التشريعي في مجال السياحة على مذكرة تفاهم (MOU) في مجال السياحة بين المؤسسات المسؤولة عن السياحة في أبوظبي والفجيرة.
إحصائياً، يتم منذ عام 2016 رصد الإحصاءات الرسمية لحركة السياحة (وصول السائحين وإقامتهم) بشكل خاص للسائحين من الإمارات العربية المتحدة. وفي الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، زار صربيا 3025 سائحًا من الإمارات العربية المتحدة (بزيادة قدرها 0.4٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق)، حيث قاموا بـ 10198 ليلة مبيت.
إلى ذلك، تشمل الأنشطة الترويجية لصربيا في سوق الإمارات العربية المتحدة المشاركة في المعارض والـexpos والعروض. وقد شاركت صربيا تقليدياً في سوق السفر العربي في دبي في الفترة من 2014-2019، وهو معرض أعمال رائد وحدث عالمي مخصص لصناعة السياحة في الشرق الأوسط. كما شاركت صربيا في مهرجان تراث الشيخ زايد 2016 في أبوظبي، ومهرجان أيام الشارقة التراثية، أبوظبي، في عام 2017. وبالإضافة إلى ذلك، شاركت صربيا في المعرض العالمي EXPO 2020 دبي.
- المفوض الأوروبي للمناخ: «ببساطة» الطموح مرتفع للغاية في COP28
- دبي أول مدينة شرق أوسطية ضمن الـ10 الكبار بمؤشر «قوة المدن العالمي 2023»
في هذا الإطار حاورت "العين الإخبارية" وزير السياحة والشباب بجمهورية صربيا حسين ميميتش في حوار خاص حول فرص التعاون المثمرة بين دولة الإمارات وجمهورية صربيا وكيف يمكن تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وما توقعاته حول النتائج المثمرة لاستضافة دولة الإمارات لمؤتمر COP28.. وإلى نص الحوار:
ما هي الفرص والتحديات الرئيسية للتعاون السياحي بين صربيا ودولة الإمارات؟
تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر الأسواق السياحية الواعدة لجمهورية صربيا. وهناك فرص كبيرة لتحقيق نتائج جيدة في حركة السياحة، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار نظام الإعفاء من التأشيرات بين البلدين والرحلات الجوية المباشرة بين صربيا والإمارات العربية المتحدة.
أيضًا، من أجل تحسين التعاون في مجال السياحة، من الضروري تشجيع التعاون بين أصحاب المصلحة المعنيين، مثل المنظمات السياحية الوطنية (الترويج السياحي)، وجمعيات منظمي الرحلات السياحية، وأصحاب الفنادق، وما إلى ذلك.
ما هي الأهداف المحددة للحكومة الصربية للتعاون السياحي مع دولة الإمارات العربية المتحدة؟
أهدافنا المحددة هي:
● استخدام الفرص للترويج والتعاون بهدف تعزيز حركة السياحة.
● دعم المشاركة في معارض السفر، والفعاليات، والرحلات للعاملين في وسائل الإعلام ومهنيي السياحة لتحسين الترويج للمنتجات السياحية في كلا البلدين.
● تحسين التعاون في مجال السياحة الصحية وإعداد الرياضيين.
● دعم الاستثمارات في البنية التحتية السياحية وأماكن الإقامة.
● نقل المعرفة وتبادل الخبرات والمهارات بين المهنيين في قطاع السياحة والطلاب.
ما هي أهم المبادرات السياحية بين صربيا والإمارات العربية المتحدة؟
تلتزم صربيا بجهود تعزيز التعاون في مجال السياحة وفي السنوات الأخيرة رأينا أن التعاون يزداد مع العديد من المبادرات الجديدة التي يتم تنفيذها.
وفيما يلي أهم المبادرات السياحية بين صربيا والإمارات العربية المتحدة:
يعد مشروع واجهة بلغراد البحرية أهم المشاريع المشتركة التي ساهمت في تنمية صربيا.
وكان EXPO 2020 دبي، الإمارات العربية المتحدة، أفضل فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياحة. وقدمت صربيا قطاعاتها الاقتصادية المختلفة ومحتواها العلمي وابتكاراتها التكنولوجية وصناعاتها الإبداعية وعروضها السياحية، خلال المعرض.
كما كان معرض إكسبو دبي فرصة ممتازة لتقديم صربيا كوجهة سياحية وواحدة من أسرع وجهات السفر الترفيهي وسفر الأعمال نموًا في أوروبا الشرقية. وتم تنظيم الأمور لإظهار التزام صربيا بوضع معيار جديد للسفر من خلال السلامة والتجارب الفريدة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات مع الشركاء التجاريين وإيجاد طرق جديدة لزيادة عدد الزوار من الإمارات العربية المتحدة والمنطقة الأوسع.
وخلال المعرض، تم عرض المميزات السياحية لصربيا مثل الإجازات القصيرة في المدن الصربية والعطلات النشطة في المناطق البرية والطبيعة الخلابة. كما ركزت العروض التقديمية على الجوانب الثقافية وتجربة المطاعم والمقاهي في البلاد، مما يجعلها وجهة مثالية للسفر العائلي. وبذلك، تم تشجيع ضيوف معرض إكسبو دبي على استكشاف العديد من المغامرات والمعالم الطبيعية والتنوع الثقافي في صربيا مع وعدهم بتجربة فريدة وجذابة.
كيف ترسم لنا ملامح الخطط المستقبلية للتعاون السياحي بين صربيا والإمارات العربية المتحدة؟
تلتزم صربيا التزامًا كبيرًا بتطوير العلاقات الثنائية في مجال السياحة مع دولة الإمارات العربية المتحدة. إذ تعتبر صربيا دولة الإمارات العربية المتحدة من أبرز أسواقها السياحية بسبب إمكانية الوصول الممتازة للخطوط الجوية وحقيقة أن مواطني الإمارات العربية المتحدة لا يحتاجون إلى تأشيرة لدخول البلاد.
وتركز حكومة جمهورية صربيا بشدة على دعم القطاع السياحي الخاص وتعزيز العلاقات مع الشركاء التجاريين لإيجاد طرق لزيادة عدد الوافدين من السياح من الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى جذب استثمارات جديدة من الإمارات العربية المتحدة.
ويشمل التكثيف الإضافي للتعاون في مجال السياحة، تبادل المعلومات حول تنظيم المعارض المتخصصة والمعارض القطاعية وغيرها من الأحداث التجارية، بالإضافة إلى الحاجة إلى دعم شامل للبنى الاقتصادية لكلا البلدين من أجل توسيع قدرات القطاع السياحي.
كيف يمكن للحكومة الصربية ودولة الإمارات تعزيز التعاون القوي في برامج تنمية الشباب؟
هناك العديد من المجالات التي يمكن فيها لصربيا ودولة الإمارات العربية المتحدة تطوير وتعزيز تعاونها فيما يتعلق بالشباب، من خلال تطوير برامج شبابية محددة مصممة خصيصًا للشباب من هذين البلدين. ويجب تصميم البرامج بطريقة تحترم خصوصيات الشباب من كلا البلدين وسهلة التكيف مع الظروف المتغيرة.
أما المجالات ذات الإمكانات الأكبر فيما يتعلق بتنمية الشباب، فهي:
- برامج التنقل الشبابي: تنظيم مخططات التنقل حول مواضيع مختلفة وبأشكال مختلفة بما في ذلك التبادلات الشبابية، وتبادل التلاميذ والطلاب، وتنظيم فعاليات شبابية مشتركة، والمؤتمرات والاجتماعات الرقمية، وما إلى ذلك.
- التبادل الثقافي: تشجيع التبادلات المنتظمة بين الشباب من صربيا ودولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز التفاهم المتبادل، وتبادل المعرفة، ومشاركة أفضل الممارسات في مجال تنمية الشباب.
- الأنشطة الرياضية للشباب: التعاون من خلال الأنشطة الرياضية وتنظيم مخططات التنقل للشباب الرياضيين، ونوادي الرياضة الشبابية، وتنظيم مسابقات وبطولات رياضية للشباب، وما إلى ذلك.
- برامج التعليم والمؤهلات: تنظيم مخططات التنقل والبرامج التعليمية التبادلية المختلفة للشباب والتلاميذ والطلاب من كلا البلدين، خاصة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وتكنولوجيا المعلومات والابتكار. قد يشمل ذلك أيضًا إنشاء منح دراسية للطلاب الصربيين للدراسة في الإمارات العربية المتحدة، والعكس صحيح.
- توظيف الشباب وريادة الأعمال وتطوير المهارات: على الرغم من الاختلافات في أسواق العمل، فهناك مجال لتطوير برامج محددة للشباب من كلا البلدين. يجب التركيز بشكل خاص على تنفيذ البرامج التي لديها درجة عالية من الطلب، مثل البرامج التي تركز على ريادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات وتطوير المهارات.
- إنشاء منصة لحوار الشباب: يمكن للبلدين إنشاء منصة لحوار الشباب للسماح للشباب من كلا البلدين لمشاركة خبراتهم وأفكارهم. قد يتضمن ذلك إنشاء منتدى عبر الإنترنت أو تنظيم مؤتمرات شبابية منتظمة وورش عمل وتبادلات شبابية.
كيف تسهم مبادرات الشباب في تعزيز التفاهم المتبادل والتبادل الثقافي بين صربيا والإمارات العربية المتحدة؟
تلعب مبادرات الشباب دورًا حاسمًا في تعزيز التفاهم المتبادل والتبادل الثقافي بين البلدان والمجتمعات والثقافات. من خلال إشراك الشباب في الحوار عبر الثقافات والتبادلات التعليمية والمشاريع التعاونية، يمكن لهذه المبادرات تعزيز التسامح والتفاهم وبناء روابط دائمة بين البلدين.
ويمكن تعزيز التبادل الثقافي بين صربيا والإمارات العربية المتحدة من خلال مبادرات الشباب في هذه المجالات المحددة:
1. برامج تبادل اللغة والثقافة:
تنظيم برامج الغمر الثقافي التي توفر فرصًا للشباب لتجربة التقاليد والعادات والفنون المتنوعة لصربيا ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر. قد يساعد ذلك في كسر الصور النمطية وبناء جسور بين الثقافتين.
فضلا عن إنشاء برامج لتبادل اللغة؛ تسمح للشباب من صربيا والإمارات العربية المتحدة بتعلم ثقافات ولغات بعضهم البعض.
2. المشاريع التعليمية المشتركة:
تشجيع التعاون بين الجامعات في صربيا ودولة الإمارات العربية المتحدة في مشاريع بحثية مشتركة وتبادلات طلابية وفعاليات ثقافية.
تطوير منصات عبر الإنترنت وموارد تعليمية تسهل تبادل المعرفة والآراء بين الشباب الصرب والإماراتيين.
3. مبادرات ريادة الأعمال والابتكار للشباب:
دعم إنشاء حاضنات أعمال يقودها الشباب ومراكز الابتكار التي تعزز التعاون بين الصرب والإماراتيين في مشاريع ريادية.
تنظيم ماراثونات البرمجة ومسابقات الابتكار التي تجمع العقول الشابة من كلا البلدين لمعالجة التحديات المشتركة وتطوير حلول إبداعية.
4. الفنون والتبادلات الثقافية:
تسهيل التبادل بين الفنانين الشباب والموسيقيين وصانعي الأفلام بين صربيا ودولة الإمارات العربية المتحدة لعرض مواهبهم وتعزيز التفاهم الثقافي.
تنظيم معارض فنية مشتركة ومهرجانات موسيقية ومسرحيات تجمع الطاقات الإبداعية للشباب من كلا البلدين.
5. مبادرات الرياضة والمشاركة الاجتماعية للشباب:
تشجيع المشاركة في البطولات والمنافسات الرياضية الدولية للشباب التي توفر فرصًا للشباب الصرب والإماراتيين للتواصل وبناء الصداقات.
من خلال تنفيذ هذه المبادرات الشبابية المحددة، يمكن لصربيا ودولة الإمارات العربية المتحدة تنمية جيل من الشباب على دراية جيدة بثقافات بعضهم بعضاً ويقدرون قيمة التنوع وملتزمون ببناء روابط أقوى بين البلدين.
ما هي آليات تقييم فاعلية مبادرات الشباب بين البلدين وضمان استدامتها على المدى الطويل؟
هناك عدد من الآليات لتقييم فاعلية مبادرات الشباب وبرامجهم بين صربيا ودولة الإمارات العربية المتحدة وضمان استدامتها على المدى الطويل. يمكن تقسيم آليات التقييم هذه على نطاق واسع إلى فئتين: تقييم العملية وتقييم النتيجة. ويركز تقييم العملية على تقييم جودة تنفيذ البرنامج، بينما يركز تقييم النتيجة على قياس تأثير البرنامج على المشاركين - الشباب.
بالإضافة إلى آليات التقييم العامة هذه، يمكن لصربيا والإمارات العربية المتحدة تقييم فعالية مبادرات الشباب وبرامجهم بين البلدين من خلال:
- التقييمات المشتركة والتي تنطوي على إجراء تقييم للبرنامج مع شركاء من كلا البلدين.
- التقييم عبر الثقافات والذي ينطوي على استخدام طرق تقييم مراعية للسياق الثقافي لكلا البلدين،
- وأخيراً، بناء القدرات والذي ينطوي على تقديم التدريب والدعم للشركاء في كلا البلدين لتحسين مهاراتهم التقييمية.
ولضمان استدامة ونجاح البرامج في مجال سياسة الشباب بين صربيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، يتطلب الأمر التزامًا قويًا من كلا البلدين والاستعداد لاستثمار الموارد اللازمة. كما أنه من المهم للغاية لكلا البلدين الاتفاق على أهداف واضحة يمكن تحقيقها وتعود بالفائدة على كلا الجانبين.
من أجل تحقيق ذلك، يجب أن تكون برامج الشباب مصممة خصيصًا وتراعي احتياجات ومواقف محددة للشباب في كل من صربيا ودولة الإمارات العربية المتحدة وتنفيذها بشكل فعال في كلا البلدين.
بتنفيذ البرامج والمبادرات المقترحة، يمكن لصربيا والإمارات العربية المتحدة العمل معًا لنجاح وتطوير ودعم سياسات الشباب الفعالة التي لها تأثير دائم على حياة الشباب.
ما هي العوامل الرئيسية التي تسهم في نجاح دولة الإمارات في استضافة COP28؟
مؤتمر الأطراف (COP28) هو حدث عالمي حول أزمة المناخ سيعقد في دبي، وأغتنم هذه الفرصة لتهنئة دولة الإمارات على كونها الدولة المضيفة. سيجمع المؤتمر العالم، لمناقشة ورسم مسار نحو مستقبل أكثر استدامة ومرونة تجاه المناخ.
على الرغم من أن COP28 يدور في المقام الأول حول مفاوضات المناخ، إلا أنه سيتم تنظيم أكثر من 90 حدثًا جانبيًا في دبي وبروكسل وعبر الإنترنت حول القضايا المناخية الأكثر إلحاحًا. ستكون فرصة فريدة لمناقشة تغير المناخ ومشاركة الأسئلة مع المتحدثين.
كيف ستساهم استضافة دولة الإمارات COP28 في دفع جدول العمل العالمي بشأن تغير المناخ؟
سيتركز COP28 هذا العام على هدف الحد من انبعاثات الاحتباس الحراري، ووضعها في المستوى الذي يبقي تغير المناخ الخطير والناجم عن الإنسان تحت السيطرة.
يهدف هذا الحدث إلى دعم صنع القرار على المستويين العالمي والوطني من خلال الإجابة على الأسئلة الرئيسية المتعلقة بالعملية العالمية للتكيف مع تغير المناخ، ضمن ثلاثة عناصر أساسية في عملية التكيف العالمي: التخطيط والتمويل والتنفيذ.
ستركز المناقشات على أهمية زيادة فعالية التكيف مع تقييم التقدم المحرز في جهود التكيف العالمية، والحد من الخسائر، وتقييم الفجوة الحالية في تمويل التكيف.
كيف ترى موقعك كوزير مسلم في دولة ذات أغلبية مسيحية؟
لا يمثل الدين أي اختلاف في الحكومة الصربية، التي تصر على مشاركة الأقليات إلى أقصى حد في عملها. بصفتي وزيراً في حكومة جمهورية صربيا، أتولى منصبًا متساويًا وأحظى بالاحترام والتقدير الكبيرين. يتم تزويدي بكل ما أحتاجه لأداء صلواتي الخمس في اليوم. وبالمثل، يتم تمكيني من ممارسة العمل بغض النظر عن الهوية الدينية.
aXA6IDE4LjE4OC4xMy4xMjcg
جزيرة ام اند امز