"الدفاع الجزائرية" توضح حقيقة مقتل متظاهر خلال احتجاجات حدودية
اندلاع أعمال عنف بشكل مفاجئ في منطقة حدودية مع دولة مالي ومقتل متظاهر وجرح آخرين، والدفاع تنفي إطلاقها الرصاص
شهدت الجزائر، الإثنين، احتجاجات مفاجأة بمنطقة "تين زاواتين" الحدودية مع مالي، تحولت إلى أعمال عنف سقط خلالها قتيل وعدد من الجرحى، فيما أكدت وزارة الدفاع فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادث.
و نفت الدفاع الجزائرية، وفق بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إطلاق أحد جنوها النار على المحتجين، واتهمت أطرافاً لم تسمها بالتحريض عبر مواقع التواصل ضد أفراد الجيش.
وأكدت أن ما حدث "لا علاقة له بمطالب اجتماعية"، مشيرة إلى أن "الأحداث تعود إلى قيام بعض الأشخاص المعروفين في المنطقة بنشاطاتهم المشبوهة في مجال التهريب والجريمة المنظمة بمحاولة تخريب الجدار الحدودي العازل وتحريض السكان على العنف والتظاهر، لفك الخناق على مصالحهم المشبوهة في المنطقة".
وكشفت عن معلومات خطيرة تتعلق بـ"اختراق الاحتجاجات من قبل مجهولين"، ونفت "أي علاقة لقوات الجيش بإطلاق النار"، واصفة ما يثار عبر منصات التواصل الاجتماعي بـ"المعلومات التحريضية".
وأوضحت وزارة الدفاع الجزائرية أنه أثناء تدخل عناصر حرس الحدود لتهدئة الأوضاع، تم إطلاق النار من مصدر مجهول باتجاه مواقع حرس الحدود. أصيب على إثرها أحد الأشخاص المتجمهرين.
وأضافت أن أحد أفراد حرس الحدود "سارعوا إلى إجلائه للتكفل به من طرف المصالح الصحية، غير أنه فارق الحياة نتيجة خطورة الإصابة".
وأفاد البيان بأن "القيادة العليا للجيش الوطني أمرت بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادثة، داعية إلى توخي الحذر من مثل هذه الشائعات والمعلومات المغلوطة التي تسعى من ورائها أطراف معادية لتأجيج الوضع في هذه المنطقة".
وتعد تمنراست والمناطق التابعة لها، من أكثر المساحات الحدودية التي يعتبرها الجيش الجزائري "منطقة حساسة ومصدر خطر أمني من جهة الحدود مع دولة مالي"، لكونها منطقة عبور الجماعات الإرهابية والمتاجرة بالسلاح والمخدرات والبشر، بالإضافة إلى كونها منطقة لـ"التنقيب غير الشرعي عن الذهب".
غير أن الجيش الجزائري فرض طوقاً عسكرياً منذ 2013 على تلك المنطقة الحدودية بشكل شل حركة جماعات الجريمة المنظمة وفق بيانات وزارة الدفاع الجزائرية.
وفي 9 فبراير/شباط الماضي، شهدت منطقة "تيمياوين" المحاذية لمدينة "تين زاواتين" جنوب البلاد عملية انتحارية استهدفت وحدة للجيش قرب الحدود مع مالي، أدت إلى مقتل أحد الجنود، الذي تمكن من إحباط دخول المركبة المفخخة إلى داخل الوحدة العسكرية.
وتداول الجزائريون، الإثنين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضوراً ومقاطع فيديو لإطلاق النار في مدينة "تين زاواتين" التابعة لمحافظة تمنراست (أقصى الجنوب الجزائري)، وسط حالة من الفوضى غير المسبوقة في المدينة الصحراوية.
وكان سكان منطقة "تين زاواتين"، كشفوا ، في بيان، عن خلفيات خروج بعض أهالي المنطقة للاحتجاج، وتأكيدهم على "تفاجأهم لتحول الاحتجاج السلمي إلى أعمال عنف".
وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة من الطلب الذ قدمه الأهالي إلى والي المحافظة في 11 يونيو/ حزيران الجاري، حيث اعترضوا فيه على ما أسموه "إحاطة المدينة بشكل كلي بالأسلاك الشائكة الحادة، والتهميش الممنهج لشيوخ وأعيان المدينة".
وطالبوا بإزالة الأسلاك وفتح "واد مائي" مشترك مع دولة مالي أغلقته السلطات الجزائرية لـ"دوافع أمنية"، معتبرين أنه "الشريان الوحيد والمورد المائي الوحيد للمدينة"، بالإضافة إلى مطالب تدعو إلى تسهيل حركة تنقل الفلاحين عبر المعابر الحدودية مع مالي.
وتزامنت احتجاجات "تين زاواتين" مع تظاهر مئات الجزائريين في محافظة ورقلة (جنوب)، الأحد، احتجاجاً على واقع التنمية والمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية.
وتعد هذه أول مظاهرة بـ"مطالب معيشية" منذ انتخاب عبد المجيد تبون رئيساً للجزائر، نهاية العام الماضي.
ورفع المحتجون لافتات كبيرة ترجمت، بحسب هتافاتهم، "الواقع المتناقض لولايتهم" التي تبعد بنحو 560 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة، حيث تعد ورقلة "أغنى محافظة جزائرية"، أو كما تسمى "عاصمة النفط" لاحتوائها على أكبر آبار النفط في البلاد، وتحديداً في منطقة "حاسي مسعود".