الخصوم في سوريا يستقبلون جنيف4 بـ"تبادل النيران"
قال دي ميستورا إنه لا يتوقع انفراجة في المحادثات ولا يقبل شروطا مسبقة
أعلنت أطراف الصراع المسلح في سوريا عن تنفيذها عدة ضربات عسكرية خلال الـ24 ساعة الماضية التي سبقت إطلاق جولة جديدة من مفاوضات الحل السلمي، الخميس، في مدينة جنيف السويسرية.
وأعلن الجيش التركي، الخميس، مقتل 56 من أعضاء تنظيم داعش الإرهابي على يد مقاتلين تدعمهم أنقرة وغارات للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مدينة الباب السورية، بالتزامن مع التحضيرات لمؤتمر جنيف4 الهادف إلى إنهاء الحرب المشتعلة في سوريا منذ 6 سنوات.
وقال بيان للجيش التركي إن نيران المدفعية أصابت 104 أهداف لداعش، بينها مبان وعربات ملغومة، وقتل 11 إرهابيا في غارات للتحالف، فيما قتل الآخرون جراء القصف المدفعي والاشتباكات خلال العمليات في الباب.
وشنت تركيا عملية عسكرية داخل سوريا أسمتها "درع الفرات" في أغسطس/آب الماضي، توغلت خلالها في شمال سوريا، بحجة أنها تريد حماية حدودها من تنظيم داعش الإرهابي، ووقف تقدم المقاتلين الأكراد السوريين الذين يدعمون الأكراد في تركيا.
والأربعاء، أعلن الجيش السوري الحكومي أن وحدات منه بالتعاون مع القوات الرديفة وبتغطية من الطيران الحربي نفذت عمليات مكثفة على تجمعات تنظيم داعش في مدينة دير الزور ومحيطها، وفق ما أعلنته وكالة سانا الحكومية.
وقالت مصادر للمعارضة إن طائرات حربية سورية نفذت ضربات جوية على مناطق تحت سيطرة المعارضة في محافظتي درعا وحماة، وأطلق مقاتلو معارضة صواريخ على أهداف حكومية الخميس، بحسب ما نقلته "رويترز".
وفي ظل هذه الأجواء، وعلى صعيد محاولات الحل السياسي، يجتمع خلال ساعات أطراف الصراع والدول التي تدعمهم في جنيف السويسرية، لبحث العملية السياسية في سوريا، وسط أجواء تشاؤم للاختلافات الحادة في المطالب.
وفي هذا الصدد، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، الأربعاء، إنه لا يتوقع تحقيق انفراجة فورية عندما تستأنف محادثات في جنيف.
وستكون المحادثات أول مفاوضات سورية تجري بوساطة الأمم المتحدة منذ نحو عام تغير خلاله الوضع العسكري والجيوسياسي بشكل كبير.
ومع ذلك من المرجح أن تطفو على السطح نفس الخلافات، خاصة فيما يتعلق بدور الرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا؛ حيث تصر فصائل معارضة على استبعاده، فيما تبدي أخرى مرونة في التفاوض.
وقال دي ميستورا إن روسيا التي دعمت المكاسب العسكرية للرئيس بشار الأسد طلبت من الحكومة السورية "وقف القصف الجوي في المناطق التي ينطبق عليها وقف إطلاق النار" أثناء المفاوضات.
وأضاف أن الدول القريبة من المعارضة دُعيت أيضا إلى حثها على الحد من الاستفزازات.
وتساءل دي ميستورا في مؤتمر صحفي: "هل أتوقع انفراجة؟ لا.. لا أتوقع انفراجة... لكني أتوقع وأصر على الحفاظ على قوة دفع نشطة للغاية".
وقال إنه يأمل ألا يحاول أي طرف عرقلة المحادثات من خلال استفزاز الآخر، مشيرا إلى أن قوة الدفع نحو حل سياسي أمر ضروري لإحباط أولئك الذين يسعون لتخريب جهود السلام.
وفي حين ستركز محادثات جنيف على الوضع السياسي قال دي ميستورا إنه يتوقع جولات محادثات أخرى في آستانة عاصمة قازاخستان التي دعت إليها روسيا وتركيا وإيران للتعامل مع وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية بما في ذلك قضية السجناء.
وأحجم دي ميستورا عن مناقشة صيغة محادثات جنيف التي قال إنها ستبدأ باجتماعات ثنائية لكنه لم يحدد أهداف تلك الجولة.
لكنه أوضح أن المفاوضات ترتكز على قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي يشير إلى إقامة نظام حكم لا يُقصي أحدا وصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وعبّر دي ميستورا عن رفضه لأي شروط مسبقة.
وقال "سنرفض بشدة الدخول في شروط مسبقة وفي الحقيقة سوف أرفض هذا الأمر".
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg جزيرة ام اند امز