مصراتة كلمة السر.. هل تضمن زيارة المنفي تحييد مليشياتها؟
بعد انسداد الأفق السياسي بليبيا، وتلويح الحكومة "المقالة" بالمليشيات كعصى لترهيب مطالبيها بتسليم السلطة، اتجهت الأنظار لـ"كلمة السر" مدينة مصراتة.
فبعد أن كان التنافس محصورا شرقي ليبيا وغربيها، ضاقت رقعته حاليًا لتنحصر في مدينة مصراتة غربي ليبيا، التي باتت الحصان الأسود؛ فمن يفوز بها، فقد تنحل عقده للأبد.
تلك النظرية باتت واقعًا على الأرض، خاصة بعد اختيار فتحي باشاغا رئيس لحكومة الاستقرار الذي ينحدر من مدينة مصراتة خلفًا لعبدالحميد الدبيبة (ابن المدينة ذاتها)، لتجد المدينة نفسها، في بؤرة التوترات والتجاذبات بين الرجلين المتنافسين.
صراع سياسي
ورغم إعلان قادة مصراتة في وقت سابق أنهم ليسوا طرفا في أي صراع سياسي، حاول المجلس الرئاسي الليبي ضمان تأكيد تحييد تلك المدينة، خاصة بعد ارتفاع وتيرة التحركات المسلحة خلال الفترة الماضية، وخوفًا من ضمها لأي نزاع مسلح، قد ينشب.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن محمد المنفي التقى السبت، حكماء وأعيان مصراتة، والفعاليات الاجتماعية بالمدينة، لمناقشة بعض النقاط المتعلقة بمشروع المصالحة الوطنية الذي أطلقه المجلس الرئاسي، وسبل تجاوز مرحلة الانسداد السياسي الراهنة.
إنهاء الأزمة
وبحسب البيان، فإن اللقاء استعرض جهود المجلس الرئاسي في المحافظة على استقرار البلاد، واستمرار العمل على توحيد مؤسسات الدولة، والوصول إلى حل ينهي الأزمة الليبية، وإنهاء كافة المراحل الانتقالية، من خلال مشروع المصالحة الوطنية الذي يمهد الطريق للسلام، وصولاً لإجراء الانتخابات.
وأكد المنفي، أن كل المناطق والمدن والقرى هي جزء من مشروع المصالحة الوطنية، الذي يسعى المجلس الرئاسي لإنجازه، ضمن استحقاقات المرحلة، لرأب الصدع وتحقيق السلام والاستقرار والتعايش السلمي الدائم في البلاد.
بدورهم، أكد حكماء وأعيان المدينة خلال اللقاء، على استمرار دعمهم للمجلس الرئاسي لتحقيق الاستقرار، من خلال جهوده المتواصلة في التهدئة، والتواصل مع جميع الفرقاء في المشهد السياسي، بحسب البيان.
سر الزيارة
وحول الزيارة، قال المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "رئيس المجلس الرئاسي ليس لديه أي ثقل على الأرض"، وفق قوله، مشيرًا إلى أنه مهما كانت أسباب هذه الزيارة، فقد لا تبدو بالأهمية الكافية، كون "الرئاسي" خارج اللعبة السياسية برمتها.
وأوضح الأوجلي، أن المليشيات وقادتها أكدت منذ فترة أنها لن تشارك في أي صراع مسلح، مؤكدًا أن تحركات المنفي وذهابه لمدينة مصراته لن تشكل أي ضغط على المليشيات.
وشدد المحلل الليبي على أن المليشيات لا تعتبر المجلس الرئاسي جسما يمكن التفاوض معه؛ نظرا لكونه لا يملك ثقلا على الأرض.
تلك التصريحات أكدها رضوان الفيتوري، المحلل السياسي الليبي، أيضا والذي قال لـ"العين الإخبارية"، إن المنفي لا توجد له مواقف تسجل له على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن الزيارة قد تكون نوعًا من إثبات الحضور.
سيناريوهات محتملة
وأمام "تعنت" عبدالحميد الدبيبة في تسليم السلطة إلى خلفه فتحي باشاغا، باتت ليبيا أمام بعض السيناريوهات بعضها كارثي وينذر بإعادة البلد الأفريقي إلى مربع الصراعات.
إلا أن رئيس حكومة الاستقرار باشاغا، قال في تصريحات له بثت قبل يومين من مدينة سرت وسط ليبيا: "إنه رغم قدرة حكومته على الدخول إلى العاصمة طرابلس بالقوة، إلا أنها تجنح إلى السلمية، مضيفا "لدينا القدرة، لكن لا نريد إراقة قطرة دماء واحدة".
قوة القانون
وأوضح باشاغا، أن حكومة الدبيبة "المقالة" التي رفضت تسليم السلطة، أرادت "إحداث فتنة" في ليبيا، إلا أن حكومته مستمرة في حواراتها، وستدخل طرابلس بقوة القانون.
وحذر من أن حكومته لن تستمر طويلا في البعد عن العاصمة طرابلس، إلا أنها لن تسعى لإراقة الدماء، ولفت إلى أن حكومته ستمارس مهامها من سرت.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNi4yMDcg جزيرة ام اند امز