جولة ثانية من مشاورات القاهرة بشأن ليبيا.. ما فرص نجاحها؟
مأزق سياسي تعيشه ليبيا، زاد من تأزيمه، "تعنت" الحكومة السابقة في تسليم السلطة، مما كشف عن مخاطر قد تعيد البلد الأفريقي لمربع الصراع.
وفيما انبرت أطراف محلية وغربية لتقديم مبادرات ورؤى للحل خلال الأيام الماضية، كان للبعثة الأممية نصيب منها، بعد أن سرعت الخطى نحو عقد الجولة الثانية من مشاورات القاهرة، التي اختتمت المرحلة الأولى منها قبل عيد الفطر المبارك.
ووسط تخوفات أثيرت خلال الفترة الماضية من عدم عقدها، نظرًا لما منيت به الجولة الأولى من خلافات واختلافات في الأهداف ووجهات نظر مجلسي الأعلى للدولة والبرلمان، إلا أن المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز، حصلت خلال الساعات الماضية على ضمانات بعقدها وبحضور الأطراف المشاركة فيها.
جولة ثانية
ومن المقرر أن تعقد الجولة الثانية من مشاورات القاهرة في 15 مايو/أيار الجاري، لتحقيق الهدف الذي شُكلت من أجله وهو الاتفاق على الترتيبات الدستورية اللازمة للسير بليبيا إلى انتخابات وطنية في أقرب وقت ممكن، بحسب ويليامز، التي قالت إن مجلسي النواب والأعلى للدولة، أكدا حضور تلك المشاورات.
من جانبه، قال عضو مجلس النواب الليبي مصباح أوحيدة، في تصريح مقتضب لـ"العين الإخبارية"، إن الجولة الثانية من المباحثات ستعقد في 15 مايو/أيار الجاري في القاهرة، ما لم يحدث أي تغيير.
ويعول على الجولة الثانية من مشاورات القاهرة أن تحدث توافقًا بين مجلسي النواب والأعلى للدولة، حول القاعدة الدستورية التي ستجرى على أساسها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
موعد مع الخلافات
وبحسب مصادر، فإن المجلسين سيكونان على موعد جديد من الخلافات –إن لم تتدخل أطراف لحلحتها- بسبب القاعدة الدستورية التي أنتجها "الأعلى للدولة" والتي يرفضها البرلمان، فيما الأخير أصدر إعلانًا دستوريًا، لم يحظ بقبول غريمه.
بدوره، قال المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن المشاورات المزمع عقدها في العاصمة المصرية القاهرة، تضاف إلى سابقيها في المغرب وتونس والغردقة والقاهرة، متوقعًا عدم إحرازها نتائج، بسبب تعنت الطرف الآخر بمبادئ وأسس من شأنها تقوية ودعم تيار الإسلام السياسي، في إشارة إلى "الأعلى للدولة".
برلمانيون لـ"العين الإخبارية": اجتماعات القاهرة بشأن ليبيا درء للإرهاب
وأكد المحلل الليبي، أنه استنادا إلى الماضي، فإن عشرات الاجتماعات والتي وضعت نفس هدف اجتماع القاهرة لم تسفر عن شيء متوقعًا أن يسير اجتماع القاهرة المقبل على منوال سابقيه، في إطار السياسة الأممية التي تسعى "لإضاعة المزيد من الوقت".
تصعيد إخواني
وفسر الفيتوري، تصريحات المبعوثة الأممية والتي قالت فيها "الاتفاق على الترتيبات الدستورية"، قائلا، إن هذه الكلمات تعني أن الدستور جاهز، وهو ذلك الذي يتمسك به تنظيم الإخوان المسلمين، محذرًا من أن الأعلى للدولة، قد يسعى لتمرير هذه الترتيبات الدستورية بطريقة ما.
وقال المحلل الليبي، إن أمريكا وبريطانيا تسعيان لإيجاد صيغة معينة منطقية لتمرير دستورالإخوان، ومن ثم إجراء انتخابات برلمانية فقط، محذرًا من أن هذا السيناريو سيدفع ببرلمان مخترق من قبل الإخوان إلى سدة الحكم في ليبيا.
بيان "توافقي" يعلق مشاورات القاهرة.. هل تعثر طريق الفرقاء نحو الحل؟
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن مشاورات القاهرة لن تأتي بجديد خصوصا في ظل التصعيد الحاصل خلال الفترة الماضية من بعض أعضاء الأعلى للدولة، ورفضهم المشاورات.
وأوضح المحلل الليبي، أن من بين التصعيد –كذلك- التوترات المليشياوية في العاصمة طرابلس وعودة بعض قيادات الجماعة الليبية المقاتلة، مما يوحي بعدم نجاح مشاورات القاهرة، وأن البعثة ستلجأ إلى خطة بديلة ومتلقي حوار جديد بسبب الانسداد السياسي ووجود حكومتين.
وكانت البعثة الأممية علقت في 18 إبريل/نيسان الماضي، الجولة الأولى من مشاورات القاهرة التي أجريت في أجواء وصفت بـ"التوافقية".
جولة أولى
وتنوعت تلك المشاورات التي استمرت على مدار الأيام الماضية، بين الاجتماعات المغلقة والنقاشات العامة، بحسب المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، والتي أكدت أن فريق الخبراء قدم إيضاحات فنية حول جملة من القضايا الدستورية التي وصفتها بـ"الهامة".
وقالت ويليامز، في البيان الختامي للمشاورات الماضية، إنها ناقشت عددًا من القضايا بما فيها الاتفاق على اللائحة الداخلية المنظمة لعمل اللجنة والاتفاق على استمرار اللقاءات عقب عيد الفطر لاستكمال المشاورات.
وأكدت وليامز أن الأمم المتحدة، تسعى للبناء على التوافق الذي تحقق بين المجلسين مطلع العام الجاري؛ لإعادة تفعيل المسار الانتخابي وتلبية آمال الليبيين الذين يؤمنون أن الحل النهائي للمراحل الانتقالية المتعاقبة والأزمات المترتبة عليها، يأتي عبر انتخابات تستند إلى إطار دستوري سليم وإطار انتخابي بمدد زمنية محددة.
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg
جزيرة ام اند امز