تحركات "اللحظات الأخيرة" بليبيا.. هل تنجو ويليامز من "مقصلة التغيير"؟
وسط غموض يكتنف مستقبلها كثفت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز من وتيرة تحركاتها بالساعات الماضية.
ضبابية ترجمها تقديم أفريقيا أسماء إلى مجلس الأمن الدولي من أجل اختيار مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، في حراك يتزامن مع تعثر تشهده مبادرة وليامز لإنهاء أزمة القاعدة الدستورية التي ستجري على أساسها الانتخابات العامة في بلد مزقته الحرب منذ أكثر من عقد.
فمن شرقي ليبيا إلى غربها، كانت ويليامز على موعد مع 3 لقاءات وصفت بـ"الهامة"، لمناقشة الانسداد السياسي الذي تعانيه ليبيا، وسبل معالجته مع الأطراف الداخلية والخارجية، خوفًا من فقدان السيطرة على الأمور على الأرض.
أول تلك اللقاءات عقدته مع جوزيبي بوتشينو، سفير جمهورية إيطاليا لدى ليبيا، في العاصمة طرابلس، لمناقشة الوضع الحالي في ليبيا، ودعم المسار الدستوري - الانتخابي بحيث يكون قابلا للتطبيق، من أجل تمكين إجراء الاستحقاق الدستوري في أقصر إطار زمني ممكن.
الهدوء على الأرض
وقالت المبعوثة الأممية في تغريدة عبر حسابها بموقع تويتر، إنها اتفقت مع الدبلوماسي الإيطالي على ضرورة ضمان تنسيق جميع الجهود الدولية بشأن ليبيا لدعم العملية بقيادة ليبية مع الحفاظ على الهدوء على الأرض.
وفي لقاء ثان، ناقشت المبعوثة الأممية بالإنابة، مع رئيس ما يعرف بـ"الأعلى للدولة" خالد المشري، حول كسر الجمود السياسي وإنجاح المسار الدستوري بهدف "الوصول للحد الأدنى من التوافق".
لقاء ثالث جمعها بالنائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي فوزي النويري، ناقش آخر المستجدات السياسية والمحافظة على الاستقرار.
وقال النويري، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر، إنه التقى ويليامز في العاصمة طرابلس، لمناقشة آخر المستجدات السياسية والمحافظة على الاستقرار؛ لـ"إيجاد تسوية توصلنا في أقرب الآجال للانتخابات الرئاسية والبرلمانية ودور مجلس النوّاب المهم بشأنها".
فصل جديد للصراع
في قراءة لتسارع وتيرة تحركاتها، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش إن ستيفاني ويليامز "بدأت اللعب على المكشوف بعد أن انفضح أمر عرقلتها لأي مصالحة ليبية- ليبية تفضي لإنهاء الفوضى وعودة الاستقرار والسيادة لليبيين في بلادهم".
مقترح لتعيين مبعوث أممي أفريقي لليبيا.. هل يصلح للمهمة "الشاقة"؟
وأوضح المرعاش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الاجتماع مع خالد المشري أحد رموز الفوضى ورهن مستقبل ليبيا لتنظيم الإخوان، يعني فصلا جديدا من الصراع والفوضى في ليبيا وبإدارة مباشرة من الثنائي الأمريكي السفير (لدى ليبيا) ريتشارد نورلاند وستيفاني ويليامز".
وأشار إلى أن تلك اللقاءات خاصة مع المشري، "تؤكد عودة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تبني سياسات هيلاري كلينتون بنشر الفوضى والانقسامات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتمكين الإسلام السياسي من لعب دور المخرب والممزق لكيانات هذه الدول وجعلها ألعوبة في أيدي الغرب".
مقصلة التغيير
وحول إمكانية نجاة المبعوثة الأممية بالإنابة من "مقصلة التغيير"، قال المحلل الليبي، إن تمرير أي قرار من مجلس الأمن بشأن تسمية مبعوث جديد -ربما من أفريقيا- يعد أمرا شبه مستحيل في ظل الانقسامات الحادة داخل المجلس.
وأكد أن الفيتو الأمريكي والبريطاني جاهز للإبقاء على ويليامز التي باتت "ممثلة لسياسات بلادها وليس للأمين العام للأمم المتحدة"، لافتا إلى أن صورة الأخير والمنظمة التي يقودها ستهتز، لأنها تحولت لمنصة لمصالح الدول العظمى وفرض إراداتها على الدول تحت عنوان الأمم المتحدة".
وتأتي لقاءات ويليامز بعد أيام من الإعلان عن حراك داخل مجلس الأمن لتعيين مبعوث أممي جديد بديلا عن مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز، والتي أثارت الكثير من الجدل، حول طريقة إدارتها للأزمة الليبية.
ورغم أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جدد الأسبوع الماضي، بالإجماع، تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، تنتهي في 31 يوليو/ تموز المقبل، إلا أنه دعا إلى تعيين ممثل جديد على وجه السرعة في الدولة الواقعة شمال أفريقيا.
ذلك المطلب نادت به روسيا التي سعت منذ فترة لإقالة ويليامز وتعيين رئيس جديد لبعثة الدعم مرحبا به من قبل موسكو، بحسب مصادر غربية.