جرس إنذار أممي.. تقارير "مفزعة" عن إضراب نزلاء بسجن معيتيقة بليبيا
مع تعثر المسار السياسي في ليبيا بوجود حكومتين تتنافسان على السلطة، اتخذت المليشيات المسلحة من ذلك الوضع ملاذا آمنا لممارسة انتهاكاتها.
بين تلك المليشيات والتي تعد "الآمر الناهي" في المنطقة الغربية بليبيا، ما يعرف بـ"مليشيات الردع" التي يسيطر قائدها عبدالرؤوف كارة على سجن معيتيقة المركزي بطرابلس الشهير بـ"غوانتانامو ليبيا"، بسبب الممارسات التعذيبية والانتهاكات التي ترتكب فيه بحق السجناء.
إلا أن تلك الممارسات التي شابها سوء المعاملة والحرمان من الزيارات العائلية والرعاية الطبية، دفعت أكثر من 70 نزيلاً في سجن معيتيقة المركزي للإضراب عن الطعام منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، احتجاجاً على "الاحتجاز التعسفي" المطول للعديد منهم.
تقارير "مفزعة"
وحول تلك التطورات أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن "قلقها البالغ"، إزاء تقارير وصفتها بـ"المفزعة" تفيد بإضراب أكثر من 70 نزيلا في سجن معيتيقة المركزي عن الطعام.
وقالت البعثة الأممية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن التقارير تشير إلى أن معاملة المضربين عن الطعام قد ساءت في الأسابيع الأخيرة "فيما يبدو أنه عمل انتقامي".
ودعت البعثة الأممية السلطات القضائية إلى التحقيق في هذه التقارير، والإفراج الفوري عن جميع المحتجزين دون أساس قانوني وضمان حقوق جميع المحتجزين بما يتماشى مع التزامات ليبيا الدولية والقوانين الوطنية.
سجن سيئ السمعة
وفيما لم يكشف تقرير الأمم المتحدة هوية السجناء والقضايا المحتجزين بموجبها، لم يتحدث كذلك عن الخطوات التي سيتخذها المبعوث الأممي عبدالله باتيلي لحلحلة هذه الأزمة.
ويقع سجن معيتيقة داخل قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس، ويخضع لحراسة مشددة، لأن أغلب نزلائه من رموز نظام معمر القذافي إلى جانب عناصر وقادة تنظيم "داعش" الذين اعتقلوا في السنوات الماضية.
ولسجن معيتيقة "سمعة سيئة" داخل ليبيا وخارجها، بسبب حالات التعذيب والانتهاكات التي ترتكبها المليشيات المسلحة داخل السجن بحق النزلاء، فيما تحدثت تقارير محلية، عن أن أحد مسؤولي "مليشيات الردع"، يتولى ملف التعذيب بالسجن.
وكان المبعوث الأممي عبدالله باتيلي أثار أزمة سجن معيتيقة، خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء الماضي، قائلا إن "هناك عشرات الموقوفين في سجن معيتيقة في طرابلس بدأوا إضرابا عن الطعام اعتراضا على ظروف توقيفهم".