سيناريو تخيلي.. الزمالك يخطف محمد صلاح من أنياب بازل
دائما ما تكون الأحداث في كرة القدم مبنية على غيرها، حتى إن تغير حدث واحد قد يؤثر على الكثير من الأحداث التي تعقبه.
"العين الرياضية" تستعرض سلسلة من السيناريوهات التخيلية حول الأمور التي كان من الممكن أن تتغير في حالة عدم حدوث أمر ما وقع بالفعل، أو العكس.
ولعل واحدة من أبرز الأحداث التي كان لها تأثير كبير على العديد من الأحداث في كرة القدم المصرية والعالمية، رفض نادي الزمالك المصري التعاقد مع محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي الحالي، عندما كان لاعبا لفريق المقاولون العرب في عام 2012.
وكان ممدوح عباس، رئيس نادي الزمالك الأسبق، قد أكد في تصريحات سابقة أن محمد صلاح يحتاج إلى عمل كبير من أجل الانتقال إلى النادي الأبيض، مشيرا إلى أنه يتمتع بقدر كبير من الذاتية، مفضلا التعاقد مع محمد النني، لاعب وسط أرسنال الإنجليزي الحالي، والذي كان يزامل صلاح في المقاولون العرب أيضا.
وفي صيف 2012، وبعد أشهر قليلة من تصريح رئيس الزمالك الأسبق، بدأ محمدد صلاح رحلته الاحترافية مع بازل السويسري، والتي انطلق منه إلى تشيلسي الإنجليزي، ثم فيورنتينا وروما في إيطاليا، وانتهاء بليفربول الذي يعتبر نجمه الأول في الوقت الحالي.
"العين الرياضية" تستعرض عبر التقرير التالي أبرز الأمور التي كان من الممكن أن تحدث إذا وافق ممدوح عباس على التعاقد مع محمد صلاح، وانتقل اللاعب المصري إلى الزمالك بدلا من بازل.
بديل إسلام عوض
الزمالك كان سيتعاقد مع محمد صلاح خلال فترة الانتقالات الصيفية لعام 2012، وهي الفترة التي لا تعتبر جيدة للفريق، سواء على مستوى تحقيق الألقاب، أو الاستقرار الفني بشكل عام.
صلاح كان سيبدأ مسيرته مع الزمالك تحت قيادة حسن شحاتة، والذي كان يعتمد على طريقة أقرب إلى 4-4-2، بوجود إبراهيم صلاح ونور السيد وأليكسيس موندومو في وسط الملعب، مع وجود إسلام عوض على الجانب الأيسر، تحت رأسي الحربة.
وفي بعض الأحيان كان إسلام عوض يلعب في الجانب الأيمن، بينما يلعب أحمد حسن في الجانب الأيسر خلف رأس الحربة الوحيد.
وعلى كل الأحوال، فإن إيمان حسن شحاتة الشديد بإسلام عوض كان من الصعب أن يتغير بالاعتماد على لاعب آخر بدلا منه، على الرغم من أن لاعب إنبي السابق لم يقدم أي جديد، وهو ما كان يعني أن يبقى محمد صلاح حبيس دكة البدلاء.
رحيل سريع
وبسبب الحالة السيئة التي كان يعيشها الزمالك خلال تلك الفترة، سواء على المستوى الفني أو الإداري، كان هناك العديد من اللاعبين الذين يرحلون سريعا عن الفريق بسبب تلك المشكلات، دون الحصول على الفرصة المناسبة.
صلاح كان مهددا أن يكون واحدا من بين هؤلاء، لا سيما وهو الذي تؤكد الصحافة الإنجليزية حاليا أنه يضغط على الإدارة من أجل تجديد تعاقده ورفع راتبه، وهو الأمر الذي لم يكن من الممكن له فعله في الزمالك، الذي كان يعاني من أزمة مادية تتسبب في تأخر دفع رواتب اللاعبين.
في 2013، رحل العديد من اللاعبين عن الزمالك بسبب عدم الحصول على مستحقاتهم المالية، مثل أليكسيس موندومو ورزاق أوموتويوسي وعبدالله سيسيه، وكذلك صبري رحيل وإبراهيم صلاح وأحمد عيد عبدالملك.
الأمر نفسه كان من الممكن أن يقع فيه محمد صلاح، الذي كان من الصعب أن يظهر قدراته في ظل حالة التخبط التي تسبب في رحيل حسن شحاتة، ثم المدرب البرتغالي جورفان فييرا، ومن بعده حلمي طولان ثم أحمد حسام "ميدو"في غضون موسمين تقريبا.
انتهاء حلم الاحتراف
صلاح كان من الممكن أن يسلك ما سكله العديد من اللاعبين من قبله، بعدما انضموا للزمالك ثم تنقلوا في عدة إعارات قبل الرحيل عن الفريق بشكل نهائي، لتنتهي مسيرتهم في أندية الوسط أو القاع، وربما في أندية الدرجة الثانية.
رحيل صلاح عن الزمالك في وقت متأخر كان سيضيع عليه حلمه بالاحتراف في أحد الأندية الأوروبية، لا سيما مع تقدم عمره وبلوغه منتصف العشرينيات، وهو العمر الذي يصعب فيه الاحتراف في أندية جيدة.
إنجاز ميدو والخطيب
انتهاء حلم صلاح كان سيحرم المصريين من مشاهدة أنجح مسيرة احترافية في تاريخ الكرة المصرية، ليبقى أحمد حسام "ميدو"، نجم الزمالك السابق، صاحب أنجح مسيرة احترافية، بعدما لعب في عدة أندية كبرى على غرار أياكس أمستردام الهولندي ومارسيليا الفرنسي وروما الإيطالي وتوتنهام الإنجليزي.
في المقابل، لم يكن صلاح ليحصل على الكرة الذهبية كأفضل لاعب أفريقي لموسمين متتاليين، وهو الأمر الذي كان سيجعل محمود الخطيب، رئيس الأهلي المصري الحالي، اللاعب المصري الوحيد الحاصل على الجائزة.
وكان الخطيب قد سبق له الحصول على جائزة أفضل لاعب أفريقي عام 1983، قبل أن ينجح محمد صلاح في الحصول على الجائزة للمرة الأولى عام 2017، ليكرر الإنجاز في عام 2018.
حلم كأس العالم
عدم نجاح محمد صلاح كان سيمثل ضربة قوية للمنتخب المصري، إذ لم يكن منتخب "الفراعنة" ليمتلك واحدا من أفضل لاعبي العالم في صفوفه.
وإذا كان عدم وجود لاعب بقيمة محمد صلاح كان سيؤثر سلبا على منتخب مصر بشكل عام، فإن هذا التأثير كان ولا شك سيمتد إلى حلم التأهل لكأس العالم 2018 بروسيا، عندما عاد "الفراعنة" للبطولة بعد غياب 28 عاما.
المنتخب المصري خاض 6 مباريات في التصفيات، سجل خلالها 8 أهداف، من بينهما 5 لمحمد صلاح، أبرزها هدفاه في مرمى الكونغو بالجولة الخامسة، وهما الهدفان اللذان قادا منتخب مصر للتأهل إلى المونديال.
محمد صلاح شارك مع المنتخب المصري في مباراتي روسيا والسعودية بنهائيات كأس العالم، وسجل هدفي المنتخب في البطولة، والأول لـ"الفراعنة" منذ هدف مجدي عبدالغني في منتخب هولندا بكأس العالم عام 1990.
ولا شك أن مثل كل تلك الأمور كان من الممكن ألا تحدث حال عدم ظهور صلاح بقيمته الكبرى في الملاعب الأوروبية، والتي ساعدت "الفراعنة" كثيرا.
وضاعت أحلام ليفربول
الأمر لم يكن ليتوقف فقط على المنتخب المصري، بل إن نادي ليفربول كان الممكن أن يضيع حلمه في استعادة دوري أبطال أوروبا بعد غياب 14 عاما، والدوري الإنجليزي بعد غياب 30 عاما، في حالة عدم توهج صلاح على الساحة الأوروبية.
ليفربول تعاقد مع صلاح في عام 2017 قادما من روما الإيطالي، لينجح النجم المصري خلال تلك الفترة في أن يكون النجم الأول للفريق، ويقوده لتحقيق ألقاب "البريميرليج" ودوري الأبطال وكأس السوبر الأوروبي ومونديال الأندية.
وفي حالة عدم توهج صلاح أوروبيا، فإن ليفربول كان سيتعاقد مباشرة مع الألماني جوليان براندت، لاعب بروسيا دورتموند الألماني الحالي، والذي كان ينشط في باير ليفركوزن في ذلك الحين، حيث أكدت صحيفة "ميرور" أنه كان خيار "الريدز" الأول.
وبالنظر إلى مسيرة براندت مع دورتموند، فلم يكن من المُتوقع أن يقدم اللاعب الألماني ما قدمه محمد صلاح مع ليفربول، وهو ما يعني أن الفريق الإنجليزي كان سيخسر كثيرا، وربما لم يكن ليحقق تلك الألقاب التي ظفر بها مؤخرا.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA= جزيرة ام اند امز