توطين صناعة المحمول في مصر.. 40% للمكون المحلي والعوائد تنافسية
يعد توطين الصناعة أولوية استراتيجية تعمل الحكومة المصرية على تحقيقها في السنوات الأخيرة، لبناء اقتصاد مرن بوجه التحديات العالمية.
توطين الصناعات التكنولوجية
وقد أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حرص الدولة المصرية على تقديم مختلف التيسيرات والمحفزات التي من شأنها دعم وتعزيز دور قطاع الصناعة، والنهوض به، بالنظر لما يمثله هذا القطاع من أهمية بالنسبة للاقتصاد المصري، لافتا إلى اهتمام الحكومة ببذل المزيد من الجهود التي تسهم في تعميق وتوطين الصناعة في مختلف المجالات، وخاصة ما يتعلق بالصناعات التكنولوجية، وذلك تنفيذا لتوجيهات رئيس البلاد عبدالفتاح السيسي، في هذا الصدد، على أن يتم ذلك بالتعاون مع كبريات الشركات العالمية العاملة هذا المجال.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم؛ لمتابعة جهود توطين الصناعات التكنولوجية، وصناعة التليفون المحمول في مصر.
ولفت رئيس الوزراء -خلال الاجتماع- إلى الجهود المبذولة في إطار توطين صناعة التليفون المحمول في مصر، وما يتم حاليًا من تفاوض وتنسيق مع إحدى الشركات العالمية الكبرى في هذا المجال، لإنشاء مصنع لهذا الغرض، مشيرًا إلى أن الحكومة تستهدف من خلال هذا التعاون الوصول بنسبة المكون المحلى في هذه الصناعة إلى 40 %.
فيما صرح السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، بأنه تم خلال الاجتماع، استعراض عدد من التيسيرات والمحفزات المقترحة، التي من شأنها أن تسهم في زيادة حجم استثمارات الشركات العالمية العاملة في مجال الصناعات التكنولوجية، وصناعة التليفون المحمول في مصر، والتوافق على إجراء تعديل تشريعي، تحفيزا لهذه الشركات على توطين صناعتها في مصر.
مبادرة ابدأ.. ونقل التكنولوجيا العالمية
وقد أطلقت الحكومة في 2022 المبادرة الشبابية الوطنية لتوطين الصناعة “ابدأ”، من أجل تعزيز القطاع الصناعي في مصر، والاعتماد على المنتج المحلي وزيادة حجم الصادرات.
وتتضمن «ابدأ» 3 محاور رئيسية، هي: محور المشروعات الكبرى، ويستهدف عقد شراكات مع كبار المصنعين سواء كانت مشروعات قائمة ترغب في تطوير أنشطتها أو مشروعات جديدة، وذلك في إطار زيادة الاستثمارات الصناعية بالشراكة مع الخبراء في القطاعات المختلفة، وتشجيع الصناعات المغذية وضمان قدرتها على التوسع.
ونجحت المبادرة في تجميع المصنعين المتنافسين داخل القطاع الواحد لتوطين صناعات مغذية تتطلب الإنتاج بحجم كبير واستهلاك المنتج من قِبل تحالف من المستثمرين المحليين؛ حيث نجح المحور في عقد شراكات في مختلف القطاعات مثل الأجهزة الكهربائية المنزلية، الذي جذب مستثمرين من اليابان والصين وتايوان وإيطاليا وتركيا لتوطين صناعات مكونات الأجهزة الكهربائية المنزلية.
وشهدت المبادرة تنفيذ 64 مشروعًا صناعيًا مع 33 شركة مصرية خاصة و20 شركة أجنبية تعمل على نقل التكنولوجيا من 12 دولة، كما تستوفى جميع المشروعات الكبرى معايير توطين أحدث التكنولوجيات في الصناعة، ونسب مكون محلى مرتفعة تتم زيادتها بشكل تدريجي بما يضمن تقليل الفجوة الاستيرادية والتكامل بين الصناعات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، كما تستهدف بعض المشروعات تصدير إنتاجها بالكامل للخارج بناء على دراسة المواصفات الفنية والقياسية لأسواق التصدير.
تصنيع الهواتف الذكية في مصر
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، وتحت شعار "صنع في مصر"، طرحت شركة سامسونغ، الدفعة الأولى من هواتفها الذكية المصنعة في مصر بالسوق المحلي.
ويتم بيع الهواتف المصنعة محليا لدى فروع الشركة وإثنين من الوكلاء المعتمدين، على أن يتم تباعا طرح كميات أكبر من الهواتف في السوق المصري لتلبية الطلب على هواتف الشركة، وفق وسائل إعلام محلية.
ويعد إطلاق أول هاتف محمول صنع في مصر للشركة من مصنعها بمحافظة بني سويف، التي تبعد عن القاهرة ساعة ونصف الساعة، بادرة استثمار هامة تشجع المزيد من المستثمرين خلال الفترة المقبلة، حسبما أفادت شعبة المحمول بالغرف التجارية.
وأنتجت شركة سامسونغ، بمصنعها بمدينة بني سويف هواتف محمولة من فئة غالاكسي A، بنسبة تصنيع محلي مناسبة.
وتعتزم الشركة زيادة إنتاجها من الهواتف المحمولة، وفقا لحجم الطلب المحلي والدولي، مع استمرار إنتاج أحدث أجهزة التليفزيونات والشاشات والتابلت المدرسي.
ويبلغ استثمارات مصنع سامسونغ في بني سويف 270 مليون دولار أمريكي، ويصدر نحو 85% من إنتاجه إلى منطقة الشرق الأوسط و36 دولة أفريقية.
ولا تعتبر شركة سامسونغ الأولى في مصر التي تعمل على إطلاق نسختها المصرية من هواتفها المحمولة، حيث أعلنت شركة نوكيا العملاقة لصناعة المحمول عن قرب إصدار أول هاتف من هواتفها صنع في مصر مع العمل على التوسع في صناعة المحمول داخل السوق المصرية التي يصل حجم الشراء فيها إلى 18 مليون هاتف سنويا تقريبا.
وتمتلك مصر تجربة بالفعل في صناعة الهاتف المحمول بالكامل من تصنيع الشركة المصرية «سيكو»، فيما يتم العمل على تصنيع هاتف محمول من تصنيع شركة فيفو التي أعلنت إطلاق مصنعها في مصر خلال الفترة الماضية.
aXA6IDEzLjU4LjQ1LjIzOCA= جزيرة ام اند امز