مدرسة متنقلة.. التعليم يزور أطفال اليمن في المخيمات (صور)
يفرُ اليمنيون بأطفالهم من بطش مليشيات الحوثي الإرهابية، ليجدوا أنفسهم في مخيمات النزوح بعيداً عن مدنهم وقراهم وحياتهم الطبيعية.
فحرب المليشيات كَتبت على اليمنيين ترك أعمالهم ومدارس أطفالهم، الذين باتوا في العراء، يرنون إلى مقاعد العلم والتدريس التي حُرموا منها بفعل حرب الحوثي.
الأمر الذي يفرض على أطفال اليمن مستقبلاً غامض الملامح؛ نظراً لابتعادهم عن التعليم وافتقار مخيمات النزوح إلى بيئة تعليمية مناسبة، تُمكّنهم من اللحاق بركب العلم الذي اغتالته آلة الحرب الحوثية.
وفي سبيل إحياء التعليم في مخيمات النازحين، وإنقاذ مستقبل أطفال اليمن، انتهجت عددٌ من المنظمات المحلية، مشروعاً ومبادرةً نوعية، بدعم الأشقاء بدولة الكويت يُوفر "مدرسةً متنقلة" لتعليم صغار النازحين.
المدرسة المتنقلة
المشروع أو المبادرة كما يحلو للقائمين عليها تسميتها، جاءت ضمن تدخلات مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية، في المجال التعليمي، لدعم تعليم الأطفال في المراحل الدراسية المبكرة.
وهو مشروع مموّل من جمعية الرحمة العالمية، في دولة الكويت، ويشمل تجهيز مدرسة تعليمية متنقلة تضم "حافلة" مجهزة بأربعة فصول دراسية، ومكتبة، ومعمل حاسوب، وشاشات عرض تعليمية، بطاقة استيعابية تتسع لـ90 طالباً.
ووفق منظمي المشروع، فإن الحافلة التعليمية المتنقلة تستهدف الوصول إلى الأطفال المحرومين من مواصلة التعليم؛ بسبب ظروف النزوح والذين يعيشون في المخيمات ومراكز تجمعات النازحين.
كما تستهدف المراحل الدراسية من الصف الأول وحتى الصف الرابع الابتدائي، والتركيز على المواد الدراسية الأساسية كـ"القرآن الكريم، اللغة العربية، الحساب، والعلوم"، بإشراف واعتماد وزارة التربية والتعليم، ضمن برنامج التعليم في حالات الطوارئ الذي تنفذه مؤسسة التواصل.
نقلة تعليمية
المدرسة المتنقلة تتجول بين المخيمات وتجمعات النازحين ضمن خطة تعليمية تستهدف تعليم 900 طفل من الأطفال النازحين في محافظتي حضرموت ومأرب.
ولاقى المشروع إشادة من مسؤولي التربية والتعليم في الحكومة اليمنية، عبر نائب وزير التربية والتعليم اليمني علي العباب، الذي أثنى على الدور الكويتي المحوري الإنساني الفعال في اليمن.
وقال الوزير العباب إن الكويت ما زالت تبهرنا بعطائها السخي وبمشاريعها النوعية والمستدامة في اليمن، والتي تعزز البنية التحتية للتعليم في اليمن، وهي بذلك ترسخ مشوار عطائها الإنساني منذ عقود.
واعتبر نائب وزير التربية اليمني مشروع العربة التعليمية المتنقلة "مشروعاً نوعياً" يستهدف شريحة الأطفال النازحين والمشردين في المخيمات وتجمعات النازحين، كما يمثل نقلة نوعية في خدمة التعليم باليمن، بتغطيته لمعضلة حصول الأطفال النازحين على التعليم؛ بسبب استمرار الصراعات.
وأكد العباب أن الحافلة المتنقلة أتت بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، حيث تدرس المواد الأساسية ثم نقوم نحن معادلتها وتبنيها وفق منهج الوزارة.
طريقة سلسلة
فكرة المشروع، التي يصنفها القائمون عليه، بأنها "خارج الصندوق" انبثقت من الحاجة لتقديم خدمة سهلة وسلسلة عبر عربة تعليمية متنقلة، وفق رئيس مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية رائد إبراهيم.
وأشار إبراهيم لـ"العين الإخبارية" إلى أن الفكرة الأساسية تمثلت في إيصال التعليم إلى مخيمات النازحين، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وبتمويل كريم من جمعية الرحمة العالمية.
وأكد على الأثر البالغ الذي سينتج عن المشروع في حياة الأطفال، حيث لُمستْ فرحتهم وهم يتعلمون ويكتبون بعد أن حُرموا من التعليم فترة طويلة؛ نتيجة الصراع المستمر منذ سنوات.
وقال رئيس مؤسسة التواصل: "نتطلع إلى وصول التعليم إلى أكبر قدر من شريحة النازحين في مخيمات النزوح في مختلف المحافظات".
وتقدّم بالشكر لكل الخيّرين والمحسنين في دولة الكويت وجمعية الرحمة العالمية على جهودهم وتمويلهم لهذا المشروع النوعي الذي تشهده اليمن لأول مرة.