عيد «موكا».. اليمنيون يحتفلون بهويتهم القومية القديمة
يحتفل اليمنيون منذ سنوات في 3 مارس/ آذار من كل عام، بيومهم الوطني للعودة لزراعة البُن اليمني، الذي ارتبط بتاريخهم منذ قرون.
وتشهد اليمن في كل عام احتفالات وأنشطة وفعاليات جماهيرية بمناسبة "عيد موكا" اليمني، ترافقها حملات إعلامية لتوعية وتشجيع المزارعين العودة لزراعة البُن، في مختلف مناطق البلاد؛ لرفع الإنتاج المحلي من محصول القهوة.
كما يقود ناشطون وإعلاميون حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، لإبراز أهمية زراعة البُن، والتجارة فيه، والعمل على ممارسة أهم نشاط زراعي اشتهرت به اليمن منذ القدم.
وتشير بيانات رسمية، إلى أن الأراضي المزروعة بشجرة البُن في اليمن، تصل إلى نحو 30 ألفا و544 هكتاراً فيما بلغ إنتاج اليمن من البُن، عام 2019 نحو 20912 طنا.
الاحتفال بعيد موكا اليمني
وقال رئيس نادي البُن اليمني هاشم بدر النعمان في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن يوم 3 مارس/ آذار من كل عام يعد عيداً وطنيًّا للبن اليمني ولجميع اليمنيين، من مزارعين ومنتجين، ومصدرين، ومهتمين، وناشطين يحتفلون بهذا اليوم.
وأضاف أن "البن اليمني يعد الهدية الجميلة التي أهديناها للبشرية في مختلف دول العالم، لذا لنا الحق أن نحتفل بيوم البن الوطني، ونعمل على إعادة المجد الذي تميز به في السابق".
وأشار إلى أن البن يعتبر بالنسبة للإنسان اليمني أكثر من مجرد محصول زراعي، أو كوب قهوة، وإنما يعد هوية قومية ارتبطت بتاريخ اليمنيين وأجدادهم وحاضرهم ومستقبلهم ، وأنه الوجه الأجمل لليمن في كل دول العالم.
وكشف نعمان، أن نحو 20 ألف أسرة، تعمل في قطاع زراعة البن في 17 محافظة يمنية.
رافد اقتصادي مهم
وتابع: "إذا اهتممنا بإعادة زراعة البن في وديان اليمن ممكن يمثل رافدا ضخما للاقتصاد اليمني بالعملة الأجنبية، حيث إن الزيادة في الإنتاج تنعكس على الزيادة في التصدير وهذا الذي نأمله بحيث يرفد السوق اليمني حيث يصل سعر كيلو البن الواحد في مزادات العالم إلى 500 دولار أمريكي".
وأوضح أن اليمن اليوم ليست بأحسن حال بمجال زراعة البن، حيث تبلغ المساحة المزروعة بالبن أقل من 30 ألف هكتار، في وقت الذي يفترض أن تكون المساحة المزروعة به، لا تقل عن 250 ألف هكتار في عموم البلاد.
ويتميز البن اليمني بمذاقه الفريد، ونكهته المميزة، التي جعلت منه أهم الأصناف المنافسة عالميًّا، ورمزاً للحضارة والثقافة اليمنية القديمة، حيث كانت المخا مصدراً رئيسيًّا لشحنات البن إلى مختلف دول العالم، إذ صدرت أول شحنة للبن اليمني في القرن الـ15 الميلادي.
العودة لزراعة البن
عمل بعض الأشخاص مؤخراً، وعبر مستويات فردية، بإظهار البن اليمني في أماكن محددة من العالم، لكنها تبقى مبادرات فردية، لا تمكن البن اليمني من الحصول على حقه في الترويج، كما هو الحاصل مع البن البرازيلي، والبن الحبشي.
ووفقا للمهندس والخبير الزراعي اليمني مختار سعيد فإن البن يعد من أهم المحاصيل النقدية، والتي تعزز الاقتصاد الوطني، حيث يعتبر البن اليمني من أجود أنواع البن في العالم.
وقال في حديثه لـ "العين الإخبارية"، إن العودة لزراعة البن، تحتاج إلى إمكانيات كبيرة، وإنه بالإمكان إعادة زراعة البن بالمساحات الواسعة بمناطق اليمن، لكن بشكل تدريجي، وبمساعدة الدولة، وتكثيف الجهود المختلفة.
وأضاف الخبير الزراعي، أن أبرز المشكلات التي يواجهها البن اليمني في الوقت الراهن، أنه يتم زراعته بكميات قليلة، وعبر صغار المزارعين، بالإضافة إلى توسع شجرة القات وغزو مساحات زراعية واسعة، كانت مزروعة بشجرة البن؛ وذلك يرجع لكون القات محصول سريع العائد المادي، بعكس البن الذي يأخذ موسم حصاده فترات طويلة.
وأكد مختار أن من أسباب تراجع زراعة البن في اليمن، أزمة المياه، وتوسع الجفاف، وقلة الخصوبة في بعض الأراضي الزراعية، لضعف الاهتمام فيها، وتأثيرات التغيرات المناخية.
وأشار إلى أن أشجار البن لا تحتاج لكميات كبيرة من المياه، بعكس ما تحتاجه شجرة القات، والتي تستنزف المياه الجوفية.
وأوضح أنه لعودة زراعة البن، يتطلب جهودا كبيرة، خاصة بعد ما شهدته عدة مناطق يمنية، من غرس مساحات واسعة بشتلات صغيرة لشجرة البن، والذي يعد إيجابياً، وأنه لا بد من تسخير الجهود الحكومية والدولية والمجتمعية، لدعم وتشجيع المزارعين، وعمل البحوث والدراسات لانجاح الزراعة، ودعم المزارعين بدرجة رئيسية.
كما أنه يتطلب التسويق والترويج، لمنتج القهوة اليمني على المستوى العالمي، لما يتميز من جودة أصيلة.
"البن" ثروة قومية
وتابع: "يعد البن اليمني ثروة قومية، وعائد اقتصادي على البلد بشكل كبير، وذلك إذا كثفت ونظمت الجهود لزراعته".
وفي الأعوام الأخيرة شيد عشرات اليمنيين الكثير منهم نساء مشاريعهم الخاصة منها في زراعة البن وأخرى في التصدير ومنهم كافيهات تقدم كافة نكهات البن اليمني
وتتركز زراعة البن في المناطق الجبلية ذات الطقس البارد، كحراز وبني مطر والحيمتين في صنعاء، وبني حماد في تعز، ويافع جنوب اليمن، لكن الأشهر محليا، المزروع في بني حماد وحراز حيث تنتجان أجود أنواع البن اليمني.
واعتمد المزارع اليمني على محصول البن والتجارة فيه، كأهم مصدر دخل خلال الفترة من القرن الـ16 ميلادي إلى القرن الـ18، والتي تعد فترة الازدهار حينها.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA== جزيرة ام اند امز