خبراء يكشفون لـ"العين الإخبارية" سر المادة الفعالة بلقاحي كورونا من موديرنا وفايزر
وضع العالم قدما على طريق إنهاء جائحة كورونا بعد أسبوع من إعلان نتائج أولية للقاحين أحدهما لشركتي "فايزر"، و"بيونتك"، والآخر لـ"موديرنا".
ولا يوجد لقاح في تاريخ اللقاحات فعال بنسبة 100%، خاصة أنه يتم حساب الفعالية في التجارب السريرية من خلال تقسيم المتطوعين إلى مجموعتين، مجموعة تحصل على اللقاح الحقيقي، والأخرى تحصل على لقاح وهمي (البلاسيبو).
ويتم قياس نسبة الفعالية من خلال معادلة رياضية تقيس معدلات الإصابة بالفيروس بين المجموعتين (معدل إصابة الأشخاص غير الملقحين، مطروحا من معدل إصابة الأشخاص الملقحين، مقسوما على معدل إصابة الأشخاص غير الملقحين، ويتم ضرب ذلك في 100).
ويقول د.محمد مدحت أستاذ الفيروسات بمدينة زويل لـ"العين الإخبارية": "الوصول إلى 90 % و94% نسبة كبيرة جدا تجاوزت المأمول، ولكن يجب الانتباه جيدا إلى أن التجارب المعلن عنها أولية، ولم تنته أي شركة من تجارب المرحلة الثالثة، والتي تضم أعدادا كبيرة من المتطوعين، بحيث يمكن من خلالها إعطاء رقم أكثر دقة عن نسبة الفعالية".
وتستند أرقام الفعالية المعلنة حديثا من قبل كل من شركتي "فايزر" و"موديرنا" إلى تحليل ضم 94 مريضًا، ويمكن أن تتغير هذه الأرقام مع الانتهاء من تجارب المرحلة الثالثة، حيث سجلت "فايزر" بالتعاون مع "بيونتك" عددا من المتطوعين لهذه التجارب وصل إلى 43 ألف و358 مشارك، فيما سجلت "مودرينا" 30 ألف مشارك.
ويقول مدحت: "الوصول إلى نسبة 50% على الأقل من الفعالية بعد انتهاء هذه التجارب سيكون خبرا جيدا للغاية".
ويستطرد: "سيكون من الجيد أيضا أن نطالع تفاصيل القصة كاملة، والتي لم تكشفها أرقام فعالية النتائج المبكرة، مثل فهم مدى جودة حماية اللقاح للأشخاص في مختلف الفئات العمرية والفئات الديموغرافية".
ويضيف: "على سبيل المثال فإن كلا اللقاحين، استندت نتائجهما المؤقتة على الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض كوفيد – 19، وهذا يعني أننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كان الشخص الذي تم تطعيمه قد يصاب أم لا، وحتى من لم تظهر عليه أي أعراض لكنه ينشر الفيروس، وهؤلاء يطلقون عليهم "الموزعون الصامتون للفيروس".
ومع ذلك ينظر د.خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط، جنوبي مصر، إلى النتائج المبكرة للقاحين على أنها مبشرة للغاية، ويبقى التحدي الذي يواجه الشركات المنتجة هو قدرتهما على الإنتاج بكميات كبيرة، والظروف الملائمة لتخزين كل لقاح، وهذا يعتمد بشكل كبير على الآلية المستخدمة في التصنيع.
ويعتمد لقاح "فايزر" و"بيونتك"، على المادة الوراثية المعروفة باسم "مرسال الحمض النووي الريبي" أو "إم آر إن إيه"، حيث يحتوي على جزء منها استخلصه العلماء من الفيروس، وتم تحويله إلى لقاح يحتوي على جسيمات نانوية دهنية تحيط بشريط من المادة الوراثية ذاتها.
أما لقاح "موديرنا" فيتكون من قطع صغيرة من الحمض النووي "mRNA" التي تحفز الجسم على إنتاج البروتين الموجود على سطح الفيروس، وهو البروتين الذي يمنح الفيروس شكله التاجي الشهير، وبمجرد إنتاج هذا البروتين في الجسم، يتوهم الجهاز المناعي بوجود الفيروس فيبدأ بإنتاج الأجسام المضادة، كما لو كان الإنسان مريضا بالفعل.
وتمنح طريقة التصنيع الخاصة بلقاح موديرنا إمكانية لتخزين اللقاح في المبردات العادية لمدة 6 أشهر، أو لمدة شهر في الثلاجات العادية، دون أن يفقد فعاليته، وذلك على عكس لقاح "فايزر" و "بيونتك"، الذي يحتاج تخزينه إلى درجات حرارة شديدة البرودة تصل إلى 70 درجة تحت الصفر.
ويقول شحاتة لـ"العين الإخبارية": "قد تعطي هذه الميزة التخزينية فرصا أفضل للقاح موديرنا في التوزيع، وتعطيه ميزه أخرى في السعر، بينما يمكن أن ينعكس استهلاك الطاقة في اللقاح الآخر على سعره، ليصبح أعلى من الآخر".
وأيا كانت الفوارق بين اللقاحين، فإنهما ستواجدان بقوة لتصدر سباق اللقاحات بعد الحصول على موافقات الإنتاج والتوزيع، ولكن يجب عدم الاعتماد على فكرة انتهاء الجائحة بمجرد توفر اللقاحات.
ويقول د.أشرف الفقي، الباحث السابق بهيئة سلامة الدواء الأمريكية لـ"العين الأخبارية": "الأهم من توافر اللقاح هو استخدامه في التلقيح، لتحقيق مناعة القطيع".
ولن تتحقق مناعة القطيع الكافية لاستئصال الفيروس قبل تلقيح من 60 إلى 70% من سكان العالم، وهذا رقم يرى الفقي أن امكانية تحقيقه تحتاج إلى فترة ليست بالقصيرة، ويحتاج ذلك أيضا إلى أكثر من لقاح، حيث من المنتظر انضمام لقاحات أخرى إلى المشهد قريبا مثل لقاح أكسفورد بالتعاون مع شركة استرازينكا.
وكان معهد الصحة العالمية بجامعة ديوك الأمريكية، كشف أنه من المحتمل ألا تكون هناك جرعات كافية لتغطية سكان العالم بالكامل قبل عام 2024.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg جزيرة ام اند امز