جامع محمد علي.. صاحب أعلى مئذنتين بالقاهرة قبل افتتاح مسجد مصر الكبير
"بلد الألف مئذنة"، عبارة اشتهرت بها العمارة الإسلامية في العاصمة المصرية القاهرة، لكن الواقع الآن يشير إلى عدد أكبر بكثير.
وفي يونيو/حزيران 2020، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية ارتفاع عدد المساجد الرسمية في القاهرة إلى 2475 مسجدًا، و2485 زاوية "مسجدا صغيرا".
وقال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، في تصريحات سابقة، إن عدد المساجد المصرية يتجاوز 140 ألف مسجد وزاوية، فيما يبلغ عدد المساجد الكبيرة "الجامعة" أكثر من 100 ألف مسجد.
ومن الأزهر والسيدة زينب والحسين إلى محمد علي والظاهر بيبرس والشافعي، تشتهر القاهرة بمساجد أيقونية تبرهن على براعة عمارتها منذ تم فتحها عام 20 هجرية.
جامع محمد علي
يأتي جامع محمد علي على طراز المساجد العثمانية، ويقع إلى جوار قلعة صلاح الدين في القاهرة، وبدأ بناؤه عام 1830/ 1246 هجرية على أنقاض قصر الأبلق، وتبلغ مساحته 5 آلاف متر مربع.
وبحسب الهيئة المصرية العامة للاستعلامات، استمر العمل في بناء الجامع بلا انقطاع منذ عام 1830 حتى وفاة محمد علي باشا عام 1849-1265هجرية، ودفن جثمانه في المقبرة التي أعدها لنفسه داخل الجامع.
ويسمى مسجد محمد علي "جامع المرمر"، وهو أحد أنواع الرخام النادر الذي كُسي به، ويكتسب هذا الجامع شهرة عريضة بين المصريين، إذ يخلط البعض بينه وبين قلعة صلاح الدين الأيوبي لشهرة المسجد بها.
أطول مئذنتين
يأتي تصميم الجامع على مساحة مستطيلة، وتنقسم إلى قسم شرقي مخصص للصلاة، وقسم غربي وهو الصحن وتتوسطه "فسقية" للوضوء، ولهما بابان: أحدهما جنوبي والآخر شمالي، ويتسم بتفاصيل معمارية وفنية جميلة.
وتعتبر مئذنتاه الشاهقتان أعلى مئذنتين في مصر، ويصل ارتفاعهما إلى 84 مترًا، ومع إضافة ارتفاع القلعة المشيد عليها الجامع يصل ارتفاع المئذنتين إلى نحو 164 مترًا، ويضم 365 مشكاة (مصباح متدل) بعدد أيام السنة.
ومع افتتاح المركز الثقافي الإسلامي في العاصمة الإدارية الجديدة قبل أيام، أصبحت مئذنتا مسجد مصر الكبير الأعلى في البلاد، إذ يصل طولهما إلى 140 مترًا، ويضم المسجد 12 قبة صغيرة و8 متوسطة وقبة رئيسية قطرها 30 مترًا.
وتقع المقصورة التي دفن بها جثمان محمد على باشا في الركن الجنوبي الغربي للجامع، وهي مقصورة نحاسية مذهبة، تجمع بين الزخارف المصرية والعربية والتركية، وتتوسطها تركيبة رخامية بها قبر محمد علي باشا.
ساعة لويس فيليب
ويوجد بصحن الجامع برج نحاسي، يضم ساعة أهداها ملك فرنسا لويس فيليب إلى محمد علي عام 1845، وهي الهدية التي ردها محمد علي إلى ملك فرنسا بإهدائه مسلة رمسيس الثاني وتزين ميدان الكونكورد بباريس.
ويشتهر الجامع بقبابه المرتفعة كأكبر القباب في العمارة الإسلامية بمصر، ويأتي طرازه العثماني على غرار مسجد آيا صوفيا بإسطنبول، ومنبره كان يعتقد أنه الأعلى في العالم حتى افتتاح مسجد مصر الكبير هذا العام.
وتشير الروايات التاريخية إلى أن حاكم مصر عباس باشا الأول بدأ أعمال النقش ببوابات الجامع وأعمال الرخام، فيما زوّد الخديو إسماعيل باشا المسجد بأبواب جديدة بشماعات نحاسية ومصحفين مذهبين.
وتمهيدًا لزيارة السلطان العثماني عبدالعزيز الأول إلى مصر في النصف الثاني من القرن الـ19، أعد الخديو إسماعيل مقصورة بجوار المنبر كي يصلي فيها الباب العالي، كما أنشأ سورا يحيط بالمسجد وله دورة مياه.
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjExNyA= جزيرة ام اند امز