مسجد السيدة زينب.. ملاذ المساكين في قلب القاهرة
يتوسط حي السيدة زينب، مسجد وضريح حفيدة النبي محمد، وابنة الإمام علي بن أبي طالب، وهو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة، وقبلة محبي "آل البيت"، وملاذ الضعفاء في كل الأوقات.
تشير الروايات التاريخية إلى أن المسجد مبني فوق قبر السيدة زينب، ويقول المؤرخون إنها هاجرت إلى مصر بعد معركة كربلاء، واستقرت بها نحو تسعة أشهر وماتت ودفنت حيث المشهد.
ويحظى مسجد السيدة أو "أم العواجز" كما يلقبها المصريون بمكانة خاصة في قلوبهم، ويعتبر من أهم المزارات الإسلامية في البلاد، وإليه يتوافد المصلون من جميع المحافظات لزيارة مقامها الشريف.
السيدة زينب.. حفيدة الرسول
ولدت السيدة زينب في العام السادس هجريًا، وهي ابنة الإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوجها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وأنجبت منه 6 أولاد وبنتا واحدة.
عاصرت السيدة زينب خلافة كل من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ووالدها علي بن أبي طالب. واختارت العيش في مصر بعد أحداث "الفتنة الكبرى".
واستقبلها أهل مصر بحفاوة منقطعة النظير، حبًا في جدها رسول الله، فدعت لهم "نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا، ومن كل ضيق فرجًا".
وتشير الرواية التاريخية إلى أن والي مصر عرض عليها الإقامة في قصره، فاختارت منه غرفة واحدة، وتحولت بعد وفاتها إلى مقامها الآن، كما أوصت بأن يتحول بقية القصر إلى مسجد، فأصبح مسجد السيدة.
تاريخ المسجد
الثابت تاريخيًا أن المسجد بني عام 85 هجريًا، وجاء ذكره على ألسنة العديد من المؤرخين والرحالة مثل الكوهيني الأندلسي، كما وصفوا مشهده، ويقال إن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي أمر بإعماره وتوسعته.
وأعيد بناء المسجد عام 1768 في عهد الأمير عبدالرحمن كتخدا القازوغلي، الذي بنى مقام الشيخ العتريس القائم خارج المسجد، كما نقش على مقصورة المسجد "يا سيدة زينب يا بنت فاطمة الزهراء مددك".
وفي عام 1547، أمر والي مصر العثماني علي باشا بتجديد المسجد، وفي عام 1940 هدمت وزارة الأوقاف المصرية المسجد القديم لبناء مسجد آخر على طراز إسلامي رفيع، وهو المسجد الموجود حاليا في حي السيدة.
وفي تلك الفترة، أقيم المسجد على 7 أروقة موازية لجدار القبلة، يتوسطها صحن مغطى بقبة، وفي الجهة الأخرى ضريح السيدة زينب، الذي يحاط بسياج من النحاس وتعلوه قبة كبيرة، وأعيد ترميمه عام 1969.
مولد السيدة ورئيسة الديوان
وتحتفل الطرق الصوفية في مصر بمولد السيدة زينب في الثلاثاء الأخير من شهر رجب، في احتفال يعرف بـ"المولد"، ويتوافد إليه الزائرون من جميع محافظات مصر ومن دول العالم الإسلامي خاصة في الليلة الختامية.
وعام 2005، خضع المسجد لأعمال تطوير وتوسعة لزيادة مسطح الجامع إلى 9 آلاف متر مربع ليسع 1500 مصلي، ويشتمل على مركز للوثائق الإسلامية النادرة.
وفي الأول من أغسطس/ آب 2017، سجلت لجنة الآثار الإسلامية في مصر مسجد "رئيسة الديوان" كما يعرفها المصريون، وقبتي العتريس والعايدروس بالقاهرة، ضمن الآثار الإسلامية.
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg جزيرة ام اند امز