مَن منا يتذكر الإذاعة المدرسية؟ مَن كان يتصور أن نعاود الحديث عنها بلغة ابتهاج بدل لغة حنين إلى الذكريات، بعد اعتقادنا لسنوات أن الحديث عن الذكريات ماضٍ لن يعود.
أمس، 30 أغسطس 2022، تاريخ جديد في الماضي والمستقبل، فقد وصل صوت الأب والقائد والمعلم حاملا مفردات تُشعُّ حنانًا وتوجيهًا، مبتدئًا رسالته الصوتية بتحية الإسلام: "السلام عليكم".. والتي تبث الطمأنينة والسلام في النفس والعقل والوجدان، ويتبعها بكلمة: "عيالي"، والتي أشاعت أيضًا إحساسًا بالفخر والسعادة لدى طلاب المدارس بأن يناديهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بنداء: "عيالي!"، بكل ما يحمله من حب وحنان ودفء لا ينتهى أثره في الحاضر والمستقبل.. إنها مسؤولية القيادة، التي ألهمت المجتمع التفاؤل والإقدام ومزيدا من الأمل والطموح.
وانتقل سموه في كلمته الصوتية إلى المدرسين والعاملين في الحقل التعليمي بعبارة "إخواني وأخواتي"، التي منحت الجميع قيمة المسؤولية مع تقدير دور المعلمين في صناعة العقول وأجيال المستقبل، بالشراكة مع الأب والأم والأسرة، ودور مختلف الجهات لإنجاح العملية التعليمية وإنجاح المجتمع، مختتمًا كلمته بالدعاء بالتوفيق والحفظ من الله العلي القدير.
وأقتبس هنا نص الكلمة الصوتية التاريخية لرئيس دولة الإمارات في بداية العام الدراسي لأبنائه:
"عيالي.. أول شيء أبارك لكم العودة إلى مدارسكم.. وأبارك لجميع المدرسين والعاملين في قطاع التعليم.. وإن شاء الله تكون بداية موفقة وناجحة في عام دراسي جديد.
عيالي.. بداية الحياة أحلام.. تكبر معنا.. ويكبر طموحنا بتحقيقها.. ومدارسكم تصقل هذه الأحلام والمهارات ويرسم فيها المستقبل.. فأوصيكم ببذل الجهد والمثابرة.. فمسيرة العلم والمعرفة مسيرة متواصلة لا تتوقف.. عليكم يا عيالي بالتميز والإبداع والعزيمة حددوا أهدافكم.. ولا تتوقفوا عن المحاولة.. استثمروا أوقاتكم بأشياء تنفعكم وتنفع أهاليكم ومجتمعكم".
وقد شكّلت كلمة صاحب السمو، التي بثتها الإذاعة المدرسية في مدارس الدولة كافة صباح أمس، منحة من نوع جديد.. منحة حب وأبوة ودعاء بالتوفيق والنجاح والتحفيز والإشارة إلى مسار التفوق ووسائل تحقيقه.
وسطرت هذه الرسالة الصوتية لرئيس دولة الإمارات مسارًا مليئًا بالثقة للمضي نحو المستقبل، والذي قال عنه سموه في تدوينة له على "تويتر" قبل شهور بمناسبة الاحتفال بعيد الاتحاد الخمسين: "الاستعداد للمستقبل وامتلاك أدواته، ومن أهمها بنية تكنولوجية متكاملة ومتطورة، تقوم على الابتكار والمعرفة، هو بعد استراتيجي لدولة الإمارات.. قطعنا شوطا مهما على هذا الطريق، والقادم أفضل بإذن الله".
إن رسائل القائد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تأتي في اللحظات الفارقة، فكما شكّلت جملته "لا تشلون هم" سفينة نجاة من أمواج الخوف من جائحة "كوفيد-19"، جاءت رسالة سموه أمس صمامَ أمان للمستقبل عبر احتضان وتوجيه جيل الغد، طلاب اليوم.. ونتعلم مع سموه ألا نحمل همًّا، وألا نتوانى عن بذل أقصى الطاقات، وأن التعليم المتطور واكتساب المهارات والإرادة والتخطيط الجيد والتوكل على الله والثقة بتجاوز التحديات، هي بوصلة الطريق لتحقيق كل الأهداف والطموحات في المجالات كافة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة