يقوده محمد بن زايد.. حراك إماراتي لتعزيز أمن واستقرار العالم
حراك سياسي ودبلوماسي إماراتي متواصل ومكثف، لحلحلة أزمات عربية ودولية والبحث عن حلول نوعية لها، بما يسهم في دعم أمن واستقرار العالم.
يقود هذا الحراك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، عبر قمم متواصلة ومباحثات مكثفة.
أحدث تلك القمم شهدتها مدينة العقبة الأردنية اليوم الجمعة، وجمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي في لقاء أخوي.
وتعد قمة اليوم هي القمة الـ13 التي يعقدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع قادة دول شقيقة وصديقة، خلال الأيام المنقضية من شهر مارس/آذار الجاري فقط.
كما أجرى خلال الفترة نفسها مباحثات هاتفية مع 10 من قادة ورؤسات حكومات عدد من دول المنطقة والعالم.
وتناولت مجمل تلك القمم والمباحثات تعزيز العلاقات الإماراتية الثنائية مع قادة تلك الدول، وتعزيز التضامن الخليجي، والعمل على لم الشمل العربي، وبحث تطورات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها.
23 قمة إماراتية عربية دولية (13 قمة و10 مباحثات هاتفية) تم عقدها خلال 25 يوما فقط حسب إحصاء لـ"العين الإخبارية"، هو ما يعني عدم مرور أي يوم خلال تلك الفترة دون حراك سياسي يقوده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات والتحولات التي تشهدها المنطقة والعالم، والعمل على تعزيز التضامن الخليجي والعربي.
وإضافة إلى القمم التي تم عقدها، يرتقب أن يلتقي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الرباط الأسبوع المقبل.
جهود تأتي ضمن سعي الإمارات لتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين خلال فترة رئاستها لمجلس الأمن الدولي خلال مارس/آذار الجاري.
وأثمرت تلك الجهود بحدوث اختراقات نوعية في بعض الملفات، على رأسها الأزمة السورية، عبر استقبال الإمارات الرئيس السوري بشار الأسد في أول زيارة لدولة عربية منذ 11 عاما، في زيارة يتوقع أن تسهم في إعادة سوريا لحاضنتها العربية.
أيضا كثفت الإمارات جهودها الإنسانية للتخفيف من تداعيات الأزمة الأوكرانية، وسط سعي دبلوماسي حثيث لدعم حل سلمي للأزمة.
وتوجت تلك الجهود بزيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي إلى روسيا 17 مارس/آذار الجاري، وإجرائه مباحثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف لدعم هذا المسار.
أيضا، هناك تطورات نوعية على مسار جني ثمار جهود دولة الإمارات الشجاعة في نشر السلام منذ توقيع معاهدة تاريخية مع إسرائيل منتصف سبتمبر/أيلول 2020، توجت بقمة ثلاثية إماراتية مصرية إسرائيلية في شرم الشيخ قبل أيام.
كما يرتقب قمة عربية أمريكية لوزراء خارجية 5 دول من بينها الإمارات في إسرائيل الأحد المقبل على مدار يومين.
قمة العقبة.. لقاء أخوي
أحدث القمم الإماراتية شهدتها مدينة العقبة الأردنية، اليوم الجمعة، وجمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي في لقاء أخوي.
وتناول اللقاء الذي حضر جانباً منه الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز وزير دولة عضو مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية تعزيز العلاقات الأخوية بين الدول الشقيقة.
وقالت رئاسة الوزراء العراقية إن اللقاء تناول تعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات، ولا سيما في التخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية في قطاعي الأمن الغذائي والطاقة، وبحث اللقاء التنسيق العالي، وتوسيع التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري وبما يحقق مصالح الشعوب الشقيقة في الازدهار والتنمية.
وتطرق اللقاء إلى الأزمات الدولية والإقليمية، وتعزيز الجهود في وضع الحلول لها، من أجل أمن المنطقة واستقرارها.
شرم الشيخ.. قمتان
يأتي هذا اللقاء بعد 3 أيام من قمة ثلاثية، عقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية، الثلاثاء، جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونفتالي بينيت رئيس وزراء إسرائيل.
وتناولت القمة تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث، وأهمية التعاون والتنسيق والتشاور بما يلبي طموحات التنمية والاستقرار في المنطقة، وأمن الطاقة واستقرار الأسواق العالمية.
وتم خلال القمة تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
جاءت تلك القمة بعد يوم من قمة ثنائية جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس السيسي في شرم الشيخ تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل الارتقاء بها ودفعها إلى الأمام لمصلحة البلدين وشعبيهما الشقيقين.
كما استعرض الجانبان خلال لقائهما القضايا والملفات محل الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وتطرقت المباحثات إلى الأوضاع في المنطقة العربية وأهمية تعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة، في ظل التطورات والتحولات المتسارعة في المنطقة والعالم.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء متانة العلاقات الأخوية التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية على جميع المستويات وما يربطهما من وشائج محبة وتقدير واحترام متبادل، والحرص المشترك على المضي قدماً نحو مزيد من التطوير لهذه العلاقات وتنميتها.
كما أكد أن مصر الشقيقة تعد ركناً أساسياً من أركان الأمن العربي ودورها محوري ضمن منظومة العمل العربي المشترك عامة وجهودها مقدرة، مشيراً إلى حرص دولة الإمارت على التشاور المستمر معها حول كل ما يعزز المصالح المشتركة ويحقق الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة.
وأكد الجانبان في ختام اللقاء توافق رؤى البلدين بشأن التعامل مع العديد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تعزيز التعاون والتنسيق الإماراتي-المصري بما يسهم في تطوير منظومة العمل العربي المشترك.
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا الإطار على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
10 قمم في أبوظبي
استبق القمم الثلاث 10 قمم تم عقدها في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أبرزها القمة التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس السوري بشار الأسد يوم الجمعة الماضي 18 مارس/آذار الجاري.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء عن تمنياته أن تكون هذه الزيارة فاتحة خير وسلام واستقرار لسوريا الشقيقة والمنطقة جمعاء.
وبحث الجانبان العلاقات الأخوية والتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الشقيقين بما يحقق مصالحهما المتبادلة ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط.
وناقش الجانبان خلال اللقاء عددا من القضايا محل الاهتمام المشترك وتأكيد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وانسحاب القوات الأجنبية، إضافة إلى دعم سوريا وشعبها الشقيق سياسياً وإنسانياً للوصول إلى حل سلمي لجميع التحديات التي يواجهها.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن سوريا الشقيقة تعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي، وأن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية.
وتفتح زيارة الأسد لدولة الإمارات مجددا الباب أمام احتمال عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر في الجامعة العربية، بعد أن علّق وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ نهاية نوفمبر/تشرين ثاني 2011 عضوية سوريا في الجامعة العربية، عقب اندلاع أزمتها.
وإضافة للقمة التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس السوري، عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال النصف الأول من شهر مارس/آذار الجاري 9 قمم في أبوظبي، مع كل من عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، والفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، ونانا أكوفو أدو رئيس غانا، وماريو عبدو بينيتيز رئيس الباراجواي، وإيدي راما رئيس وزراء ألبانيا، وكارل نيهامر مستشار النمسا، وأندريه بلينكوفيتش رئيس وزراء كرواتيا، والدوق هنري دوق لوكسمبورغ الأكبر.
أيضا أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية مباحثات هاتفية مع 10 من قادة ورؤساء حكومات العالم خلال شهر مارس/آذار الجاري.
وأجرى مباحثات هاتفية مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلوديمير زيلينسكي والفرنسي إيمانويل ماكرون.
كما أجرى مباحثات هاتفية أيضا مع إلهام علييف رئيس أذربيجان، وفرانك فالتر شتاينماير رئيس ألمانيا، وألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا، وغوتابايا راجاباكسا رئيس سريلانكا، وكيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، وفوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان، ونجلاء بودن رمضان رئيسة الحكومة التونسية.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال تلك اللقاءات والمباحثات حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على توسيع قاعدة تعاونها مع الدول الصديقة، والتي تقوم على مبادئ الثقة والاحترام المتبادل والتعاون المشترك.
وتبادل وجهات النظر بشأن مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات أزمة أوكرانيا وتداعياتها على الأمن والسلام في العالم، مؤكدا ضرورة إيجاد تسوية سلمية لها من خلال الحوار والتفاوض والحلول الدبلوماسية، وشددا على أهمية تقديم الدعم الإنساني للمتضررين من المدنيين وتوفير الحماية والمساعدة لهم.
وأكد أن دولة الإمارات من خلال رئاستها مجلس الأمن الدولي خلال شهر مارس/آذار الجاري تبذل كل ما في وسعها من أجل تشجيع الحلول السلمية للأزمة الأوكرانية، والعمل والتعاون مع الأطراف المعنية لتعزيز السلام الدولي.
وتطرقت بعض المباحثات إلى وضع سوق الطاقة العالمي في ضوء أزمة أوكرانيا، وفي هذا السياق شدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على أن دولة الإمارات حريصة على أمن الطاقة في العالم واستقرار أسواقها وتوازنها.
قمة مرتقبة في الرباط
وإضافة للقمم السابقة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيلتقي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في الرباط الأسبوع القادم، لبحث الأمن الإقليمي والتطورات الدولية.
ومن المقرر أن يزور بلينكن إسرائيل والضفة الغربية والمغرب والجزائر في الفترة من 26 إلى 30 مارس/آذار للتشاور مع الشركاء حول مجموعة من الأولويات الإقليمية والعالمية، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية، وأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، واتفاقيات إبراهيم للسلام، والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، والحفاظ على حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
على صعيد ذي صلة، أعلنت إسرائيل استضافة قمة عربية أمريكية لوزراء خارجية 5 دول الأحد المقبل على مدار يومين.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، إنه "بدعوة من وزير الخارجية يائير لابيد، ستُعقد يومي الأحد والإثنين المقبلين قمة دبلوماسية تاريخية في إسرائيل".
وأشارت إلى أن "وزراء خارجية أمريكا ودولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين سيصلون إلى إسرائيل لعقد سلسلة من الاجتماعات الدبلوماسية".
تتوج تلك القمة جهود الإمارات لنشر السلام عبر توقيع معاهدة تاريخية مع إسرائيل منتصف سبتمبر/أيلول 2020، دون المساس بالقضية الفلسطينية، والتي يجني العالم ثمارها الآن، وحذت العديد من الدول حذو الإمارات، وسط توقعات باتساع دائرة الدول المنضمة لقطار السلام.
إشادات دولية
جهود دبلوماسية وسياسية متواصلة تقوم بها الإمارات بشكل متواز ومتزامن على أكثر من صعيد، ويقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه، لتعزيز التضامن الخليجي ولم الشمل العربي لمواجهة التحولات والتحديات التي تشهدها المنطقة والعالم، ودعم وأمن الاستقرار والسلم الدوليين، في ظل تعاظم مكانة الإمارات وتزايد الثقة الدولية في قدراتها، وتوالي الإشادات العربية والدولية، على المستويين الرسمي والشعبي، بدبلوماسية الإمارات "المتوازنة" و"الشجاعة" تجاه العديد من الأزمات.
aXA6IDMuMjEuMTYyLjg3IA== جزيرة ام اند امز