محمد ممدوح وحسام داغر يثيران غضب الأيتام: لسنا مادة للضحك

أثار مقطع من بودكاست جمع الفنانين محمد ممدوح وحسام داغر غضبًا واسعًا بعد تداوله، بسبب حديث ساخر عن مواقف داخل دار أيتام.

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بعد تداول مقطع فيديو من بودكاست «شقة التعاون» جمع الفنانين محمد ممدوح وحسام داغر، حيث تحدثا فيه بشكل ضاحك عن مواقف حدثت داخل دار للأيتام، ما أثار استياء عدد كبير من خريجي دور الرعاية الذين اعتبروا ما ورد في الفيديو «سخرية جارحة» من فئة تستحق الدعم والاحترام لا التنكيت.

وخلال المقطع، روى حسام داغر موقفًا طريفًا عن قيامه وأصدقائه بـ«سرقة واي فاي» من دار الأورمان للأيتام، قائلاً مازحًا: «كنا سارقين نت من دار الأورمان اللي جنبنا»، ليرد عليه محمد ممدوح ضاحكًا: «دار الأورمان بتاعة اليتامى، مش لازم نقول أدام الناس يعني»، ليكمل داغر ضاحكًا: «هما اللي كان عندهم واي فاي سريع، وواحد صاحبي هكر الشبكة، كلنا أكلنا مال اليتيم».

كما استكمل داغر حديثه عن موقف آخر أثناء حضوره حفلاً في دار الأيتام، قائلاً إنه فوجئ بتشغيل أغنية «بابا فين» للأطفال، وهو ما أثار موجة ضحك بينه وبين محمد ممدوح، إذ وصف المشهد بأنه «غير متوقع».

إلا أن هذه اللقطات التي بدت عفوية في البودكاست، اعتبرها كثير من خريجي دور الرعاية «مؤذية ومهينة». وقال نور شعبان، أحد خريجي الدور وسفير التضامن الاجتماعي: «الأيتام مش مادة للضحك، دول شباب عندهم أحلام وتحديات زي أي حد، يمكن أكتر. الكلمة والمشهد ممكن يبنوا وممكن يهدوا». وأضاف: «بحترم محمد ممدوح وبقدّر فنه، لكن اللي اتقال في الفيديو مؤلم، لأن فيه تريقة على فئة المفروض نحميها ونحترمها».

من جانبها، عبّرت نهلة النمر، سفيرة المراقبة المجتمعية على دور الرعاية وعضو لجنة أبناء مصر، عن استيائها من المقطع، مؤكدة أنه تضمن سخرية مغلفة بعبارات ظاهرها لطيف، لكنها تحمل استهانة بمشاعر الأيتام. وقالت في منشور عبر صفحتها على «فيسبوك»: «الفيديو بالنسبالي مفيهوش ذرة ضحك، بالعكس، حسيت فيه إهانة وسخرية، خصوصًا لما الفنان يقول (بس أنا بحب الأطفال دي)، وده مش مبرر». وأضافت: «كنت متوقعة من محمد ممدوح، اللي قدم مسلسل خلي بالك من زيزي باحتراف وإنسانية، إنه يكون أكثر وعيًا بتأثير الكلمة على جمهوره من الأيتام».

أما فاتن وليد، وهي إحدى خريجات دور الرعاية، فعلّقت قائلة: «الفيديو وجّعني جدًا، عمري ما كنت أتخيل إن ممثل كنت بحبه يحول وجع الناس لهزار. لما يتحول ألمنا لمادة للضحك، يبقى في خلل كبير في فهم الإنسانية». وتوالت التعليقات الغاضبة عبر مواقع التواصل، التي طالبت الفنانين بالاعتذار العلني عن الفيديو، مؤكدين أن الفن رسالة ومسؤولية، وأن احترام مشاعر فئات المجتمع المختلفة واجب لا يُستهان به.