من بينهم بطل «القرن العظيم: كوسيم».. أكبر حملة للقبض على فنانين أتراك بسبب المخدرات

نفذت السلطات التركية عملية ميدانية في إسطنبول، طالت مجموعة من أبرز نجوم الفن ومنصات التواصل الاجتماعي في تركيا، ضمن تحقيقات قضائية بشأن تعاطي مواد مخدّرة.
في تصعيد قانوني لافت، أعلنت نيابة الجرائم الاقتصادية والمخدرات في إسطنبول، يوم الأربعاء (8 أكتوبر/ تشرين الأول)، بدء تحقيق شامل يطال 19 من أبرز الشخصيات في مجالي الفن والإعلام الرقمي في تركيا، للاشتباه في استخدامهم مواد مخدّرة أو منشطة.
العملية الأمنية، التي نُفذت بشكل منسق في ساعات الصباح الأولى، شملت أسماء لامعة، من بينها المغنية حديثة آجيكغوز، والممثلتان ديميت إيفغار بيرباتاش وبيرّاك توزونآتاتش، والمغنية إيرام ديريجي، إلى جانب الممثلين كوبلاي آكا وكاان يلديريم، بالإضافة إلى مشاهير على وسائل التواصل مثل دويغو أوزاسلان، ديرين تالو، وديرن تالو.
تفاصيل القبض على فنانين أتراك في تحقيقات موسعة حول المخدرات
وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن مكتب المدعي العام، جرى نقل الشخصيات المعنية إلى مقر قيادة الدرك الإقليمي في إسطنبول بغرض الاستماع إلى إفاداتهم وجمع عينات من الدم، دون إصدار أي قرارات توقيف. وأوضحت النيابة أن التحقيقات تتركز على تهم تتعلق بالاستخدام الشخصي فقط، دون أي مؤشرات على وجود نوايا ترويجية أو تجارية مرتبطة بهذه المواد.
تضمنت القائمة كذلك أسماء بارزة مثل ديلان بولات، إنجين بولات، زينب ميريك أرال كسكين، أوزغه أوزبيرينتشي، ميرت يازيج أوغلو، المحامية فيزا ألتون، زينيت صالي، بيرجي أكالاي، ميتين أكدولغير، وجيرين موراي أورجان، في إطار التحقيق المستند إلى المادة (191) من قانون العقوبات التركي، التي تُعنى بحالات التعاطي الشخصي، وتفتح المجال أمام السلطات لإحالة الأفراد للعلاج أو المتابعة بدلاً من إصدار أحكام بالسجن، وذلك وفقًا لما تسفر عنه التحاليل الطبية.
أشارت مصادر مطلعة إلى أن المعلومات التي بُني عليها التحقيق جُمعت على مدار الأشهر الماضية، من خلال رصد اتصالات وتحركات داخل أوساط محددة. وبحسب التسريبات الصحفية، جرى التخطيط للعملية الأمنية بدقة بهدف تنفيذها بشكل مفاجئ وشامل، ما مكّن الفرق المختصة من استدعاء الشخصيات المعنية في وقت متزامن ودون تسريبات إعلامية مسبقة.
الاتهامات بين التعاطي أو الاتجار والترويج؟
رغم أن التحقيق لم يتضمّن اتهامات تتعلق بالاتجار أو الترويج، فإن حجم الأسماء التي شملتها العملية وسرعة تنفيذها خلّفا تفاعلًا ملحوظًا، وسط ترقّب لنتائج الفحوصات وتطورات القضية.
وأكدت الجهات القضائية أن كل من تم استدعاؤهم سيُفرج عنهم عقب انتهاء الإجراءات الأولية، على أن تستكمل السلطات الإجراءات القانونية لاحقًا استنادًا إلى ما تكشفه التحاليل والبيانات الطبية.
في سياق متصل، شهدت الساحة الإعلامية صباح الأربعاء تطورات متسارعة مع توقيف المغنية إيرام ديريجي (38 عامًا) من منزلها في منطقة شيشلي، بتهمة تتعلق بـ"الترويج لاستخدام المخدرات"، وتم اقتيادها إلى مركز أمني لاستكمال التحقيقات.
محاميتها آيشه غُل مرمر أفادت بأن موكلتها لم تتلقَّ إخطارًا رسميًا مسبقًا، وأنها تجاوبت طوعًا مع الاستدعاء، دون أن يُطلع فريق الدفاع على تفاصيل الملف حتى اللحظة.
شخصيات معروفة بين القائمة
وشملت العملية أيضًا توقيف أو استدعاء شخصيات معروفة، من بينهم: ديلان بولات، إنجين بولات، ديميت إيفغار باباتاش، زينب ميريك أرال كسكين، كاان يلديريم، كوبلاي آكا، ميتين أكدولغير، مارت يازيج أوغلو، بيرجي أكالاي، جيرين موراي أورجان، بيرّاك توزونآتاتش، ديرين تالو، ديرن تالو، أوزغه أوزبيرينتشي، دويغو أوزاسلان، المحامية فيزا ألتون، والمغنية زينيت صالي، وجميعهم خضعوا لفحوص طبية شملت جمع عينات دم كجزء من التحقيقات الجارية.
اللافت في القائمة ظهور الممثل ميتين أكدولغير، الذي جسد دور السلطان مراد الرابع في المسلسل التاريخي "القرن العظيم: كوسيم"، مما أضفى بُعدًا دراميًا إضافيًا على القضية في وسائل الإعلام التركية.
محامو بعض الشخصيات أبدوا اعتراضاتهم على إدراج موكليهم في التحقيق. فمحامي زينيت صالي، على سبيل المثال، صرّح بأن موكلته لم تُحتجز، بل استدعيت فور عودتها من الخارج، مؤكدًا أنها "لم تدخن حتى سيجارة طيلة حياتها"، ومشككًا في دقة ورود اسمها ضمن قائمة التحقيق.
تعليمات مباشرة من النيابة العامة
في مشهد عكس طبيعة الإجراءات المفاجئة، أفاد الصحفي إسماعيل سايماظ بأن المحامية فيزا ألتون أنكرت في البداية علاقتها بالقضية، قبل أن تتعرض للاستدعاء من داخل منزلها لاحقًا.
كما ذكرت مراسلة "سي إن إن تورك"، ميرفي توكاز، أن العملية الأمنية تمت بموجب تعليمات مباشرة من النيابة العامة، دون أوامر توقيف رسمية، مؤكدة أن الاتهامات تتمحور حول "الاستخدام الشخصي" للمواد، دون التوسع في توجيه اتهامات تتعلق بالتوزيع أو الترويج.
وسجل الصحفي أمر الله أردينتش تفصيلًا إنسانيًا، إذ نقل عن مصادر أمنية أن الممثلة زينب ميريك أرال كسكين طلبت مضخة حليب خلال تواجدها في مقر الجندرمة، نظرًا لكونها أمًّا مرضعة.
ورغم حساسية الوضع القانوني، استمر بعض من وردت أسماؤهم في متابعة نشاطهم المعتاد عبر منصات التواصل الاجتماعي. فنشرت حديثة صورًا من حفلها الغنائي الأخير، وظهرت ديلان بولات بمقاطع مصورة من منزلها، فيما اختارت بيرجي أكالاي نشر محتوى توعوي بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي، ما يعكس تعايش البعض مع التحقيق دون تأثير مباشر على نشاطاتهم اليومية.
وأكدت السلطات أن مرحلة الإفادات والفحوص ستُستكمل خلال الساعات القادمة، على أن يُفرج عن جميع المعنيين تباعًا، في انتظار نتائج التحاليل التي ستحدد مستقبل كل حالة ضمن المسار القضائي المرسوم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNSA= جزيرة ام اند امز