محمد نادي.. شاب مصري استهتر بكورونا فقتله الفيروس
محمد النادي.. شاب مصري راح ضحية الاستهتار بفيروس كورونا، تاركا كافة الرسائل التحذيرية لمن يريد أن يستهين بالفيروس التاجي مثله
أعلن استهتاره وسخريته من فيروس كورونا عبر مقطع فيديو على صفحته الخاصة بموقع "فيسبوك"، ولكن سرعان ما تحولت الأمور رأسا على عقبا، بعدما أصيب الشاب محمد نادي بـ"كوفيد 19"، بمدة لا تزيد على أسبوعين من نشره للفيديو الساخر من هذا الفيروس التاجي القاتل.
ومع انطلاق حملة "أنت مسؤول" المعنية بزيادة الوعي حول مضار الفيروس وكيفية تجنبه، تعيد "العين الإخبارية" نشر هذه القصة المؤلمة للشاب المصري لعدة أهداف، أولها، مطالبة المستهترين بالفيروس بعدم الاستهانة به. وثانيا، ضرورة اتخاذ الاحتياطات المشددة واتباع الإجراءات الواقية الكافية لتجنب الإصابة خصوصاً في أوقات العمل والمواصلات العامة.
المفارقة الموجعة في قصة هذا الشاب المصري الذي أصبح حديث العالم العربي وداخل مواقع التواصل، إنه توفي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا الذي سخر منه في بداية الأمر، ولم يتوقف عند هذا الحد، فبعد 3 أيام من رحيله عن عالمنا، توفى والده أيضا متأثرا بإصابته بهذا الفيروس الذي نقله "محمد" له.
القصة بدأت عندما خرج محمد النادي على عالم التواصل الاجتماعي منذ 3 أسبابيع، بفيديو يعلن فيه سخريته من هذا الفيروس التاجي المتوحش القاتل، ويبدأ حديثه بالآية القرآنية الكريمة رقم 77 من سورة النساء والتى تقول (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ).
ويكمل حديثه بالفيديو قائلا: "كورونا فزاعة وطعم.. القصة كلها تدور أن اقتصاد الصين سيهمين على العالم كله، فالولايات المتحدة تحاول تفكيكه عن طريق فزاعة كورونا لضرب الصين.. إحنا يا مصريين خايفين من دور برد.. كورونا دي طُعم وإحنا كلنا بلعناه.. يا جماعة أنا بقول وجهة نظري.. كورونا أونطة وإحنا شربناها.. متخافوش من كورونا".
وبعد أسبوعين على نشره فيديو السخرية من كورونا، أصيب الشاب المصري صاحب العضلات المفتولة، بكوفيد 19، واخترق الفيروس جسده مدمرا أعضائه بدون رحمة، تاركا إياه وحيدا في مستشفي 15 مايو للعزل.
وعقب مرور أيام قليلة على دخوله للمستشفي، نشر الشاب المصري فيديو آخر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يبدي فيه ندمه وحسرته على استهتاره بفيروس كورونا.
وقال في الفيديو الثاني: "ياناس إلحقوني.. أنا سخن أوى ياجدعان.. درجة حرارتي نار.. عايز دكتور.. إلحقوني أنا بموت.. عايز علاج.. يا مستشفي.. يا تمريض.. يا دكاترة.. إلحقوني أنا بموت".
ولم يكتف "النادي" بالفيديو الثاني، بل نشر نصائحه ورسائل تحذير للجميع، مطالبا بعدم الاستهانة بالفيروس، وقال: "كلمتين أول ما قدرت أكتبهم كتبتهم.. أنا بقالي أسبوع في العناية المركزة.. لأنه عملي مضاعفات كتير في جسمي خصوصا الكلى والرئة.. ياما اتقالي خليك في بيتك بلاش خروج.. وأنا ولا حياة لمن تنادي.. ذلا مني وراء لقمة العيش الكاذبة.. لكني أحمد الله الواحد الأحد.. أرجوكم بلاش استهتار لأنه مرض مش سهل وقاتل وبيدمر كل حتة فيك".
وفي آخر فيديو ظهر فيه "النادي"، كان يحاول نطق الشهادتين، وبعدها بساعات قليلة رحل عن عمالمنا مفارقا أهله وزوجته وابنته، تاركا للجميع رسالة في منتهى الخطورة، "لا تستهتروا بهذا الفيروس، عليكم جميعا باتخاذ الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة به".