تعيش كرة القدم العربية والأفريقية حالة حزن ممزوج باستغراب في الساعات الأخيرة، بعد كشف المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا لعام 2022.
فالجائزة، التي تُمنح للاعبين الذين يلعبون على الأراضي الأوروبية بغض النظر عن جنسياتهم، تَرشَّح لها الفرنسي كريم بنزيما، والبلجيكيان تيبو كورتوا وكيفن دي بروين.
بشكل مفاجئ، خلت القائمة من أحد أفضل اللاعبين في الموسم الماضي، وهو المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي.
ولم يكن استبعاد النجم المصري كافيًا، حيث أكد "يويفا" أن "مو" حلّ في المرتبة السابعة بالقائمة الكاملة، بعد كل من البولندي روبرت ليفاندوفسكي والكرواتي لوكا مودريتش، بالإضافة إلى السنغالي ساديو ماني.
بشكل شخصي، أتفهم أن يوجد الثنائي كريم بنزيما وتيبو كورتوا ضمن أول ثلاثة مرشحين، بعدما لعبا دورًا بارزًا في تتويج فريقهما بدوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى الليجا وكأس السوبر الإسباني، لكن لا يمكن أبدًا تفهم ألا يكون اللاعب الثالث هو محمد صلاح.
"صلاح" أسهم الموسم الماضي في 47 هدفًا مع ليفربول خلال 51 مباراة بكل المسابقات، بمعدل يقترب من هدف واحد في كل مباراة، حيث سجل 31 هدفًا وصنع 16، ليحصل على جائزة لاعب العام من رابطتي النقاد الرياضيين واللاعبين المحترفين.
محمد صلاح حصل على جائزة الحذاء الذهبي كهداف للدوري الإنجليزي، وكان الأكثر صناعة للأهداف فيه، فيما حصد دي بروين جائزة الأفضل فيه من رابطة "البريميرليج" بعدما أسهم في 33 هدفا، حيث سجل 19 وصنع 14!
صحيح أن النجم البلجيكي أسهم في تتويج فريقه بلقب الدوري الإنجليزي، غير أن "صلاح" خسر هذا اللقب بفارق نقطة واحدة، وفاز مع ليفربول بكأس رابطة المحترفين وكأس الاتحاد الإنجليزي، وقاد "الريدز" للتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا، وكان النجم الأول في مباراة ريال مدريد، لكن "كورتوا" كان أشبه بالرجل الخارق، ليحرمه من اللقب.
حتى على المستوى الدولي، رغم أن "صلاح" فشل في قيادة منتخب مصر للفوز بكأس أمم أفريقيا أو التأهل لكأس العالم، لكنه خسر الفرصتين بركلات الترجيح في المحطة الأخيرة، في الوقت الذي حصل فيه دي بروين مع منتخب بلجيكا على المركز الرابع في دوري الأمم الأوروبية!
ربما يعود بنا ذلك 4 سنوات للخلف، وتحديدًا في نهاية 2018، عندما تم الكشف عن الفائزين بالجوائز الفردية في جوائز أفضل لاعب في أوروبا والعالم والكرة الذهبية، والتي شهدت خروج "صلاح" خالي الوفاض، رغم فوزه بلقب هداف الدوري الإنجليزي وتتويجه بجائزة لاعب العام في إنجلترا والتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا قبل الخسارة من ريال مدريد.
في ذلك الوقت، كان المبرر الوحيد لعدم تتويج النجم المصري هو عدم فوزه بأي لقب جماعي مع ليفربول، رغم أرقامه الخارقة على المستوى الفردي، ليقود صلاح "الريدز" للتويج بدوري أبطال أوروبا في الموسم التالي، مع حصوله على لقب هداف "البريميرليج" للموسم الثاني على التوالي، غير أنه خرج خالي الوفاض مجددًا.
لا شك أن هذه الأمور تثير الريبة لدى الجماهير، وتجعلنا نتساءل عما إذا كانت هناك معايير واضحة بالفعل لفوز أي لاعب بالجوائز الفردية، وإذا كان من بين هذه المعايير البلد أو القارة التي ينتمي إليها!
لم يفز أي لاعب أفريقي بجائزة الأفضل في أوروبا، ولم ينجح سوى الليبيري جورج وايا في الحصول على جائزة الكرة الذهبية قبل 27 عامًا.. 27 عامًا أخرجت فيهم القارة السمراء نجومًا تغنى بهم العالم، لكن هذا التغني اقتصر على الصحف وحسابات التواصل الاجتماعي، دون أن ينتقل إلى منصات التتويج الفردية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة