"العين الإخبارية" تحقق في تجاهل محمد صلاح تهنئة المغرب.. هل أخطأ الفرعون المصري؟
فتحت تغريدة الصحفي المغربي عبدالصمد ناصر، ضد اللاعب المصري محمد صلاح، بسبب عدم تهنئته منتخب المغرب أو تشجيعه خلال مونديال قطر 2022، حديثا مطولا متباينا بين الجماهير العربية عن موقف الفرعون المصري.
عقب تجاوز المغرب لمنتخب البرتغال وصعوده للدور قبل النهائي للمونديال، غرد ناصر، عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، قائلا: "ولا كلمة تهنئة ولا تشجيع في حق منتخب المغرب.. بصراحة موقف غريب من لاعبنا العربي محمد صلاح الذي لم نتوقف يوما عن تشجيعه، خير إن شاء الله يا محمد.. عسى المغاربة ما زعلوك في شي".
العين الإخبارية استطلعت آراء خبراء علم اجتماع مصريين حول سلوك محمد صلاح، خلال التقرير التالي.
موقف خاطئ
تميل الدكتور سامية خضر، أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس المصرية، إلى رأي الصحفي المغربي، بأن اللاعب محمد صلاح كان يتعين عليه المباركة للمنتخب المغربي تماشيا مع اللياقة والذوق العام.
وتدلل خضر، في حديثها لـ"العين الإخبارية"، على قولها بأن صلاح رأي أن العالم العربي بأكمله كان مبتهجا بتأهل المغرب إلى الأدوار النهائية في المونديال، وما كان يتعين عليه أن يخالف السياق والرأي العام العربي بسكوته.
وتشير خضر إلى أن النجومية التي يحظى بها أي لاعب، يجب ألا تنحصر فقط بأدائه داخل البساط الأخضر ومهاراته الفنية، بل يجب أن تمتد إلى السلوكيات الاجتماعية بين أبناء الأمة العربية الواحدة، التي هي أهم من أي مجد رياضي على الملعب.
سفير لمصر
في السياق ذاته، ترى الدكتورة نوران فؤاد، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعات المصرية، إن اللاعب محمد صلاح جانبه التوفيق في عدم تهنئة المنتخب المغربي في الوصول إلى الأدوار النهائية في المونديال، لاسيما أن الفرعون المصري بات مخضرما ولديه ثقافة تجعله يدرك أهمية دوره الرياضي والأدبي.
وترى فؤاد، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن صلاح كان يتوجب عليه أن يتصرف كشخص مسؤول، خاصة أنه لا يمثل نفسه فقط، لكنه يعد سفيرا رياضيا واجتماعيا لمصر، وأحد قواها الناعمة داخل وخارج البلاد، مضيفة أن كتابته تغريدة لتهنئة المنتخب المغربي كان سيكون لها أبلغ الأثر الطيب في نفوس المصريين والعرب.
وتعتبر فؤاد أن كرة القدم والنجاح المغربي في المونديال، نجح في إحداث التفاف حقيقي بين أبناء الأمة العربية حول الهوية العربية المشتركة، وبالتالي كان يتعين على لاعب بوزن محمد صلاح أن يكون مدركا لأبعاد نتائج تغريدته الإيجابية، بينما امتناعه أثر عليه هو فقط بالسلب، خاصة أن منتخب أسود الأطلس تلقى التهاني والتبريكات من شخصيات عامة والشعوب العربية.
ورفضت فؤاد اختزال القوى الناعمة للرياضة المصرية في نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، لاسيما أن هناك عشرات النماذج المصرية الناجحة في الرياضات المختلفة، ونحج بعضهم في حصد ميداليات في المسابقات الأولمبية والدولية.
انتقاد في كل الأحوال
فيما يرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن محمد صلاح كان سيتعرض للنقد سواء هنأ المنتخب المغربي أو لم يهنئه، والشخصيات العامة عادة ما تتعرض للانتقاد بأي حال من الأحوال.
ويفند صادق رأيه، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، قائلاً: "ماذا لو هنأ صلاح منتخب المغرب؟.. ستجد على الفور آلاف التعليقات التي تنتقص من وطنيته، وتتهمه بأنه يجامل منتخبا غير منتخب بلاده، وسكوته جلب إليه الانتقادات أيضا.
وشدد صادق على أن أي شخصية حرة في توجهاتها الفكرية والأدبية، ومن غير المعقول أن يفرض على لاعب بحجم محمد صلاح أن يقدم على تصرف بعينه، لأنه وبطبيعة الحال لدى صلاح أسباب في الإقدام على أي تصرف أو الإحجام عنه، دون أن يكون تصرفه مبني على سوء نية أو حتى حسن نية.