محمد صلاح الأوروبي.. كيف تحول عاشق "ليالي الأبطال" إلى فارسها؟
8 سنوات، تحول فيها المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي الحالي، من أحد محبي ليالي دوري أبطال أوروبا، إلى صانعي المجد فيها.
صلاح سجل هدفا قاد به ليفربول للفوز على لايبزيج الألماني 2-0، مساء الثلاثاء، في ذهاب الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا.
الهدف كان الرابع للاعب المصري في الموسم الحالي من دوري أبطال أوروبا، والـ24 له مع ليفربول في البطولات الأوروبية، ليواصل الابتعاد في المركز الثاني بقائمة أكثر لاعبي "الريدز" تسجيلا في تلك البطولات.
الوصول إلى تلك النقطة لم يكن سهلا، حيث سبقته رحلة طويلة من التضحيات، سواء منه أو من أسرته التي ساندته ليحقق حلمه في الوصول إلى أعلى المستويات.
نقطة البداية
وُلد صلاح لعائلة تحب كرة القدم في 15 يونيو/حزيران 1992، في مدينة بسيون بمحافظة الغربية، في يوم كروي أوروبي شهد فوز ألمانيا، بطلة العالم وقتها، على أسكتلندا 2-0 في دور المجموعات من كأس أمم أوروبا 1992.
المئات من الأطفال المصريين كانوا يشاهدون ويستمتعون ويمارسون كرة القدم في تلك الليلة وفي الليالي التي تبعتها بشغف وحب وتمعن، لكن قليلين للغاية الذين قرروا في لحظة ما التضحية بكل شيء من أجل هذه اللعبة، حتى يتحولوا يوما ما إلى أحد تلك الأساطير التي ينبهرون بها عبر ليالي دوري أبطال أوروبا.
صلاح قال في حوار لموقع ليفربول الرسمي، بعد شهور من الانتقال إلى أنفيلد رود في ديسمبر/كانون الأول 2017: "اعتدت على لعب كرة القدم مع شقيقي ولكنه لم يكن جيدا، لعبت مع أصدقاء لي، أحد أصدقائي الذي كان أكبر مني كان يتوقع لي أن أصبح لاعباً كبيراً يوماً ما، كان صديقي المقرب وظل إلى الآن كذلك".
والد صلاح وعمه وخاله كانوا يمارسون كرة القدم في مركز شباب نجريج، وهو ما يبرر عشق اللاعب المصري للعبة.
وكشف موقع "فرانس 24" الفرنسي أن صلاح بدأ التردد على مركز الشباب في سن الثامنة، حيث وصفه بقوله: "لم يكن يحمل مجرد موهبة، ولكن عزيمة فولاذية ومجهود وإصرار".
صلاح كان عاشقاً لمشاهدة مباريات دوري الأبطال، وتابع مواجهة ريال مدريد الإسباني وباير ليفركوزن الألماني في نهائي دوري أبطال أوروبا 2002 وهو في العاشرة من عمره.
وكان صلاح يحلم بأن يلعب يوما ما تلك المواجهة، وهو ما منحه له القدر مرتين، الأولى بعد 16 عاما، والثانية في العام التالي، فخسر الأولى أمام ريال مدريد، بينما فاز في الثانية 2-0 على توتنهام هوتسبير الإنجليزي وسجل أول أهداف اللقاء.
تضحيات المجد
كان والد صلاح أول من نصحه وأخبره بضرورة التضحية في سنه الصغير لكي ينجح في مسيرته المستقبلية، ومثلما كان ينصحه، كان يعمل في أكثر من مجال كي يوفر لابنه نفقات استكمال مشواره الكروي.
وبعيدا عن عمله الحكومي، كان والد صلاح يعمل في تجارة الياسمين وهي الزراعة التي تشتهر بها القرية، لينجح في مهمته إلى أقصى حد.
وأكد نجم ليفربول أن والده طلب منه ألا يتوقف عن السفر لمدة 4 ساعات يومياً من بلده طنطا إلى القاهرة كي يتدرب في صفوف فريق المقاولون العرب، بداية نقطة انطلاقته إلى العالمية، وهنا جاء دور تضحية الملك المصري.
والد صلاح جعله يغير مساره من مجرد عاشق للعبة كرة القدم ومشاهد لمبارياتها إلى لاعب كرة قدم محترف وناجح، ليس على الصعيد المحلي بل على الصعيد العالمي.
ومن مركز شباب نجريج انضم صلاح إلى فريق بسيون ومنه لعب لفريق عثماثون طنطا قبل أن ينتقل للمرحلة الأهم داخل القاهرة وهي المقاولون العرب.
وبالفعل بدأت مسيرة صلاح مع المقاولون العرب في سن 14 سنة حتى تم تصعيده للفريق الأول للنادي في عام 2010 ومنها شارك مع منتخبات الشباب والمنتخب الأول حتى بدأت رحلة احترافه من بازل السويسري في 2012، أما البقية فهي مسيرة ذهبية لأحد أفضل اللاعبين في تاريخ أفريقيا والعالم.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز