10 وصايا من محمد بن راشد للحكومة الناجحة
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يشاطر من خلال كتابه "قصتي" القراء إضاءات ومحطات من رحلة 50 عاما من حياته وعمله ومسؤولياته.
لخص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، قصة نجاحه الإنساني والعملي في 10 وصايا، كشف عنها في كتابه الجديد، الذي صدر الإثنين، بعنوان "قصتي.. 50 قصة في خمسين عاما".
وشدد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أن الوصايا العشر تمثل علامات إرشادية على طريق النجاح في الإدارة الحكومية، ما يجعلها هدية لكل المسؤولين، لا في الدول العربية فقط، وإنما في مختلف أنحاء العالم، من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل لصالح الشعوب.
الوصية الأولى: اخدم الناس
الغاية من الإدارة الحكومية هي خدمة الناس، الغاية من الوظيفة الحكومية هي خدمة المجتمع، الغاية من الإجراءات والأنظمة والقوانين هي خدمة البشر: لا تنس ذلك، لا تمجد الإجراءات، ولا تقدّس القوانين، ولا تعتقد أن الأنظمة أهم من البشر.
الوصية الثانية: لا تعبد الكرسي
الوظيفة والمنصب والمسؤولية كلها مؤقتة، ستذهب عنها سريعاً، أو ستذهب عنك، رصيدك الحقيقي هو عملك وإنجازك، وكلما أنجزت أكثر ارتفع منصبك، وعلا اسمك، وأحبك الناس.
إذا أحببت الكرسي، لن تملك الشجاعة لاتخاذ قرارات ترفعك وتوصلك للكرسي الذي يليه.
الوصية الثالثة: ضع خطتك
عندما لا تخطط فأنت تخطط لفشلك، الكثير من المسؤولين يعيشون وظيفتهم يوماً بيوم، لا ينظرون لأبعد من أسبوع أو شهر، وهذا أحد أكبر تحدياتنا الإدارية، دور القائد الأساسي هو معرفة الاتجاه، وإرشاد فريقه نحوه، وتحفيزهم باستمرار للوصول إليه.
إذا أخفقت في وضع خطة، فأنت تسير بغير هدى، ولا يهم أين تصل، لأنك لن تصل إلى شيء ذي قيمة.
الوصية الرابعة: راقب نفسك
راقب الأداء في مؤسستك، واجعل لك رقيباً داخلياً في المؤسسة، وخارجياً محايداً، لا بد من مؤشرات تضمن من خلالها بأنك تمشي في الاتجاه الصحيح لتحقيق الخطة، لا تغش نفسك ووطنك بوضع مؤشرات ضعيفة ورقابة ضعيفة، لا يمكن إنجاز أي مشروع دون مؤشرات حقيقية وصريحة تلزم بها نفسك وفريق عملك.
الوصية الخامسة: اصنع فريق عملك
لا تحلّق وحيداً، لا تغرّد وحيداً، لا تصفق وحيداً. اصنع فريقاً يحمل أهدافك لآفاق جديدة، تنازل عن صلاحياتك لهم، أرشدهم وعلمهم ومكّنهم، ارفع السقف أمامهم، اخرج المارد الذي بداخلهم كافئهم وابرز إنجازاتهم.
لأن الفريق العظيم سيحملك إلى أماكن عظيمة.
الوصية السادسة: ابتكر أو انسحب
الحكومات التي لا تبتكر تشيخ وتهرم وتخرج من السباق ومن السياق، الأفكار تجدد الدماء، وتسبق بها المنافسين، وتقلل بها التكاليف، وتعيد من خلالها اكتشاف نفسك، الاقتصاد الجديد قائم على الأفكار، والعالم الجديد يبحث عن مواهب تحمل أفكاراً جديدة.
لا يوجد شيء أقوى من فكرة عظيمة.
الوصية السابعة: تواصل وتفاءل
أخبر العالم عن طموحاتك وقدراتك، من خلال الإعلام تحصل على مساندة الجمهور لك؛ لأنهم يعرفون أين تذهب، ويعذرونك إن أخطأت لأنهم عرفوك وألفوك في خدمتهم. أعلن أهدافك في الإعلام لأنهم سيحاسبونك وهذا في صالحك؛ لأنك ستبذل الغالي والنفيس في تحقيق ما أعلنته والتزمت به أمام الناس.
تواصل دائماً ولا تختبئ، فالإعلام صديق وليس عدواً، صديق للمخلص المنجز وعدو للمتكاسل والفاسد.
الوصية الثامنة: لا تكن من غير منافس
التنافسية مبدأ مهم في سلوكنا نحن البشر. نافس نفسك أو غيرك، اجعل بيئة العمل بيئة تنافسية أيضاً، التنافسية أسلوب حياة في الحكومات، من غيرها تتراجع الهمم، وتنطفئ الحماسة وتفتر العزائم.
الوصية التاسعة: اصنع قادة
اصنع قادة تصنع مستقبلاً، القائد الحقيقي هو من يصنع قادة، والمؤسسة الحقيقية هي التي تخرج قادة.
صنع القيادات سرُّ لا يفهمه إلاّ رجال تغلبوا على تضخم الأنا والذات، وفهموا أن أعظم إنجاز يصنعونه هو بناء البشر وليس الحجر.
الوصية العاشرة: انطلق لبناء الحياة
نحن محظوظون لأننا نعمل في الحكومات، وظيفتنا ليست وظيفة عادية، وظيفتنا أجمل ما في حياتنا، بل هي الحياة، وظيفتنا عظيمة، نغير من خلالها حياة الملايين نحو الأفضل.
لا تستهن بدورك أو عملك أو جهدك، فأنت تعمل في مجال صنع الحياة، وتصميم المستقبل، وبناء الأوطان.
ويُعَد كتاب "قصتي"، الذي يصدر الإثنين، سيرة ذاتية ذات طابع تاريخي وإنساني، يشاطر خلاله الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ملايين القرّاء في الإمارات والوطن العربي والعالم، إضاءات ومحطاتٍ من رحلة 50 عاما من حياته وعمله ومسؤولياته؛ وهي رحلة يتداخل فيها الشخصي بالعام، كما تتقاطع فيها فصول بناء الذات مع بناء الدولة.