ما نشاهد من دبلوماسية متميزة للمملكة يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود عبر زيارات خليجية مكثفة تُسعدنا جميعا.
كل ذلك يأتي من أجل مستقبل بلادنا ومنطقة الخليج العربي وتطورها وتنميتها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
نعم، بهمَّة الكبار وعزيمة الشباب نرى الإنجازات تتوالى، حيث رسم ولي العهد السعودي تصورا واضحا لمستقبل المملكة، التي باتت خطاها تسابق الزمن لتحقيق آمال وتطلعات الشعب السعودي بصفة خاصة، وشعوب دول الخليج العربي بصفة عامة.
لقد جاءت زيارات ولي العهد السعودي إلى دول مجلس التعاون الخليجي بدءا بعُمان ثم الإمارات فقطر والبحرين والكويت، ولاحظنا الاهتمام الكبير بها من قبل الجميع، وهو ما عبّرت عنه حفاوة غير مستغربة من تلك الدول في استقبالها لقائد شاب تُعقد الآمال عليه.
لكن تُرى ما أسباب هذا الاهتمام الكبير عالميا بهذه الزيارات التي ضمتها جولة ولي العهد السعودي، رغم أنها تدخل في إطار علاقات أخوة ومصير بين دول مجلس التعاون الخليجي؟
لهذه الزيارات وقع كبير وأثر عظيم في تحديد المسارات والأولويات تجاه قضايا مصيرية عالمية كثيرة، اقتصادية وسياسية، هذا في جانب، وفي آخر تكمن أهميتها في المصلحة الاستراتيجية المشتركة بين دول مجلس التعاون كتحالف اقتصادي مؤثر عالمياً، وليس في المنطقة فحسب، وما يتبع ذلك من مصالح تنموية حيوية، ناهيك بمستقبل المنطقة في ظل أزمة كوفيد-19، فضلا عن أزمة النووي الإيراني وسلوك طهران عموما، المزعزع لاستقرار الإقليم.
إن جولة ولي العهد السعودي في منطقة الخليج العربي تؤكد ما توليه المملكة من حرص على التواصل مع دول مجلس التعاون، وتعزيز روابط الأخوة لما فيه مصلحة شعوبها ويخدم آمالها وتطلعاتها، بالإضافة إلى حرص السعودية على كل ما يدعم التنسيق والتكامل بين دول المجلس في الميادين كافة.
لزيارات ولي العهد السعودي الأثر الواضح على السياسة والعلاقات الخليجية، فهي تأتي في هذا التوقيت الحساس من عمر المنطقة لتهدف إلى بناء أسس طويلة الأمد من التعاون وتنسيق المواقف، فضلا عن فتح مسارات اقتصادية جديدة بين الشركات الخليجية.
إن تفعيل العمل الخليجي والعربي المشترك بما يخدم القضايا والملفات الإقليمية والدولية وترسيخ أركان الاستقرار الإقليمي يشكّل القاعدة الرئيسية للتنمية والبناء والتقدم، ليس في الخليج العربي فقط، وإنما يمتد أثره إقليميا وعالميا، نظرا للثقل السياسي لدول الخليج العربي، لا سيما السعودية والإمارات، على المستوى العالمي، سياسيا واقتصاديا.
وقد اهتمت الصحف العربية بجولة ولي العهد السعودي في منطقة الخليج وقدمت تحليلاتها إشادات قوية بما تهدف إليه الجولة من إعادة تفعيل العمل العربي المشترك، بتجاوز أي تباين في المواقف من أجل تحقيق وحدة واقعية بين دول المجلس، يمتد أثرها كمظلة للاستقرار العربي والإقليمي بالتبعية.
لن نقلق على مستقبل خليجنا العربي، لأننا نُدرك تماما مدى الخطر الذي يواجهه والجهود المبذولة من قادة على وعي بالتحديات الاقتصادية والسياسية وصعوبات المرحلة.
حفظ الله خليجنا العربي وأدام على دوله الأمن والاستقرار والرفاه بفضل قيادة حكيمة لا تدخر جهدا من أجل رفعة شعوبها.. دُمتَ يا خليجنا شامخا!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة