يقودها محمد بن زايد.. جهود إماراتية مكثفة لوقف التصعيد بالمنطقة
جهود مكثفة يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لوقف التصعيد الذي تشهده المنطقة، والدفع بحلول دبلوماسية لأزماتها.
وباتت منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن، بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل السبت الماضي، في حين تدرس تل أبيب حاليا سبل الرد، في وقت يتواصل فيه التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعلى مدار الأسبوع الجاري، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات اتصالات مع عدد من القادة العرب، لمنع توسيع الصراع في المنطقة وتجنيبها تبعات أزمات جديدة، إضافة إلى بحث تعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
مباحثات مكثفة
ضمن أحدث تلك الاتصالات، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مباحثات هاتفية، مساء أمس الثلاثاء، مع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية.
واستعرض الجانبان خلال الاتصال تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وخطورة انعكاساتها على الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما تناول الاتصال الجهود المبذولة لتعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
واتفق الزعيمان على عدة أمور مهمة وهي:
- ضرورة تحلي الأطراف كافة بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب وتبعاتها الوخيمة.
- تكثيف الجهود والمساعي للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
- توفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية الإغاثية الكافية إلى سكان القطاع بصورة مستدامة دون عوائق.
- ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمنع توسيع الصراع في المنطقة وتجنيبها تبعات أزمات جديدة.
- العمل على إيجاد أفق سياسي للسلام العادل والشامل والدائم على أساس "حل الدولتين" الذي يضمن الاستقرار والأمن الإقليميين.
جاءت تلك المباحثات بعد يومين من مباحثات هاتفية أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الأحد، مع كل من عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، كل على حدة.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع القادة الثلاثة المستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها تطورات الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة وتعزيز الاستجابة لها.. إضافة إلى تكثيف الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في القطاع وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية الكافية بمختلف الطرق الممكنة وبصورة مستدامة ودون عوائق.
وأكد القادة العرب في مباحثاتهم الهاتفية أهمية تنسيق الجهود العربية وضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل لاحتواء التوتر والعمل من أجل منع توسيع الصراع في المنطقة من خلال دفع مسار الحل السياسي وإيجاد أفق للسلام العادل والشامل والدائم على أساس "حل الدولتين" الذي يضمن عدم إدخال المنطقة في أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها.
تعزيز التعاون العربي
اتصالات إماراتية تأتي ضمن "جهود إماراتية مكثفة لتعزيز التعاون العربي، لضمان الاستقرار والازدهار الإقليمي بما يعود بالخير على الشعوب ويجنبها شبح المواجهات والصراعات"، كما أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" ( تويتر سابقا) ، اليوم الأربعاء، تعليقا على تلك الاتصالات.
وبين قرقاش أن اتصالات رئيس دولة الإمارات بأشقائه القادة العرب "تتركز حول ضرورة تغليب الحكمة وتبني الدبلوماسية لوقف التصعيد الذي تشهده المنطقة".
صفيح ساخن
وباتت منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن، بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل السبت الماضي.
وأطلقت إيران عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل، ردا على هجوم إسرائيلي على قنصليتها في سوريا في الأول من أبريل/نيسان، أسفر عن مقتل محمد رضا زاهدي القيادي البارز بفيلق القدس التابع للحرس الثوري وآخرين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيرد على الهجوم الإيراني "في الفرصة والوقت الذي يختاره".
المواجهة المباشرة مع إيران تأتي أيضا في وقت يتواصل فيه التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
دبلوماسية حكيمة
وفي مواجهة التصعيد الذي تشهده المنطقة، كانت الإمارات سباقة بمواقفها ودبلوماسيتها التي تدرك مغبة تلك التوترات في مهدها، وعقب الهجوم الإسرائيلي، أدانت الإمارات العربية المتحدة في بيان صادر عن وزارة الخارجية مطلع أبريل/نيسان الجاري استهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.
وعقب الهجوم الإيراني، أعربت دولة الإمارات عن القلق البالغ تجاه التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، ودعت إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر في المنطقة.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، أن دولة الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التداعيات الخطيرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.
ودعت إلى حل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الدبلوماسية، وإلى التمسك بسيادة القانون واحترام ميثاق الأمم المتحدة، كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما بتعزيز الأمن والسلم الدوليين عبر حل القضايا والصراعات المزمنة في المنطقة والتي باتت تهدد الأمن والاستقرار العالمي.
بيانات واتصالات ومباحثات تؤكد حكمة الدبلوماسية الإماراتية التي تدفع باستمرار لحلول دبلوماسية لأزمات المنطقة والعالم، حتى باتت دولة الإمارات بسياستها الخارجية ودبلوماسيتها الإنسانية وإعلامها وثقافتها وتراثها وقيمها ومبادئها مصدر إلهام ونموذجا يقتدى به ويتطلع مئات الملايين حول العالم أن تحذو بلادهم حذوه.
وقد جسدت الدبلوماسية الإماراتية على مدار 5 عقود نموذجا يحتذى به في تعزيز الأمن والسلام والاستقرار والازدهار في مختلف أرجاء المنطقة والعالم.
وتسير دولة الإمارات على مبدأ تعزيز الأمن والسلام والتنمية المستدامة في مختلف أرجاء المنطقة والعالم منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971.
واتخذت دولة الإمارات من هذا المبدأ بعداً أساسياً في سياستها الخارجية، وهو المبدأ الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير على خطاه القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وبذلت دولة الإمارات خلال الفترة الماضية جهودا دبلوماسية رائدة لتصفير الأزمات بالمنطقة وبناء جسور التعاون مع مختلف الدول، إضافة إلى الدفع بحلول دبلوماسية سلمية لأزمات المنطقة والعالم.
دبلوماسية حكيمة توجت بنجاح وساطات إماراتية في عدد من دول العالم تتوج جهود الإمارات الإنسانية والدبلوماسية المتواصلة لحل الأزمات ودعم الاستقرار ونشر السلام بالعالم، أبرزها عدة صفقات لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
ترسخ النجاحات الإماراتية المتتالية مكانة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستويين الإقليمي والدولي.
أيضا لم يغلق اتفاق السلام مع إسرائيل الطريق أمام الإمارات، لاتخاذ مواقف قوية مساندة لفلسطين والأقصى، متى استدعت الظروف، بل وفر لها إطارا يعزز مطالبها في هذا الصدد من باب علاقات السلام مع إسرائيل.
فأصدرت دولة الإمارات عدة بيانات إدانة سابقة لاقتحامات إسرائيلية للمسجد الأقصى، كان صداها عالميا، كونها صادرة من دولة داعمة للسلام.
أيضا وظفت دولة الإمارات علاقات السلام في تقديم دعم متواصل لأهل فلسطين بشكل عام، وأهل غزة بشكل خاص منذ التصعيد الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتكون إحدى أبرز الدول الداعمة لأهل غزة عبر نحو 14 مبادرة إنسانية.
aXA6IDMuMTQ1LjguMiA=
جزيرة ام اند امز