محمد بن زايد في السعودية.. زيارة تتوج تاريخا من العلاقات الراسخة والتعاون المشترك

زيارة أخوية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى السعودية، تتوج العلاقات التاريخية الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.
ووصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس إلى الرياض، الأربعاء، في زيارة أخوية إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وكان الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد السعودية رئيس مجلس الوزراء، في مقدمة مستقبليه لدى وصوله والوفد المرافق، إلى مطار الملك خالد الدولي.
زيارة تحمل أهمية خاصة لأكثر من سبب؛ أبرزها أنها تتزامن مع احتفال المملكة العربية السعودية بيومها الوطني الذي يحل 23 من الشهر الجاري في لفتة من رئيس دولة الإمارات تبرز قوة العلاقات بين البلدين.
القضية الفلسطينية
وتحمل الزيارة -أيضا- أهمية خاصة، كونها تأتي في وقت تتزايد فيه التحديات التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بعد تلويح إسرائيل بضم أراضٍ في الضفة الغربية، ردا على اعترافات دولية مرتقبة بالدولة الفلسطينية.
وتدعم الإمارات والسعودية الزخم الدولي المتزايد للاعتراف بدولة فلسطين، بما يدعم الوصول لحل شامل وعادل للصراع، ويعزز فرص تحقيق سلام مستدام.
ويرتقب أن تتصدر تلك التطورات أجندة المباحثات بين الزعيمين خلال تلك الزيارة الأخوية.
وحذرت دولة الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء، من أن أي ضم إسرائيلي في الضفة الغربية سيشكل "خطا أحمر" بالنسبة لها و"سيقوض بشدة ما تنطوي عليه اتفاقات إبراهيم".
وقالت لانا نسيبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية لـ"رويترز": "منذ البداية، نرى الاتفاقيات وسيلة لتمكيننا من مواصلة دعمنا للشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة إلى دولة مستقلة".
وأضافت "كان هذا موقفنا في 2020، ولا يزال موقفنا حتى اليوم".
واعتبرت رويترز أن هذه التصريحات "تمثل أقوى انتقاد من جانب الإمارات لأفعال إسرائيل منذ بدء حرب غزة عام 2023".
وفي هذا الصدد، دعت نسيبة، الحكومة الإسرائيلية إلى "وقف هذه الخطط"، مشددة على أنه "لا يجوز السماح للمتطرفين، من أي نوع، بإملاء مسار المنطقة. فالسلام يتطلب شجاعة ومثابرة ورفض السماح للعنف بتحديد خياراتنا".
وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك برئاسة مشتركة من قبل السعودية وفرنسا، وبمشاركة دولية وإقليمية رفيعة المستوى.
ورسمت الإمارات، خلال مشاركتها، خريطة طريق لتحقيق السلام المستدام، عبر معالجة جذور الصراع، مع تأكيدها ضرورة العمل على وقف الكارثة الإنسانية المأساوية الجارية في قطاع غزة.
قمم ولقاءات
كذلك تحمل الزيارة أهمية خاصة، كون أن المباحثات التي تجمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وولي العهد السعودي خلال الزيارة تعد الثانية خلال أقل من شهر، بعد المباحثات الهاتفية بينهما 14 أغسطس/آب الماضي، الأمر الذي يبرز قوة العلاقات بين البلدين، والحرص على التشاور المستمر بين القادة.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان -خلال اتصال هاتفي- العلاقات الأخوية وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين.
كما استعرضا خلال الاتصال عدداً من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها المساعي المبذولة تجاه التطورات في منطقة الشرق الأوسط لترسيخ أسباب الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
أيضا يعد اللقاء بين الزعيمين هو الثالث خلال أقل من عام بعد الزيارة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى المملكة 21 فبراير/شباط الماضي، للمشاركة في اللقاء الأخوي الذي عقد بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن بشأن القضية الفلسطينية.
جاء هذا اللقاء بعد نحو 3 أشهر من الزيارة الأخوية التي أجراها ولي العهد السعودي إلى دولة الإمارات مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي وتزامنت مع عيد الاتحاد الـ53، في لفتة من ولي العهد السعودي تبرز خصوصية العلاقات بين البلدين.
علاقات تاريخية
تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أيضا بعد نحو شهرين من زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، إلى المملكة 3 يوليو/تموز الماضي، ولقائه مع ولي العهد السعودي.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين وأوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات والسبل الكفيلة بتطويره وتعزيزه.
وتعد زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خطوة مهمة نحو تعزيز العمل المشترك ودفع علاقات التعاون نحو مزيد من التنسيق حيال مختلف القضايا التي تشهدها المنطقة في وقت يشهد تحديات إقليمية ودولية متصاعدة.
لا تتوقف الزيارات المتبادلة لوفود ومسؤولين ورجال أعمال من البلدين لتعزيز التعاون، الذي شهد نقلة نوعية بعد تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي عام 2016.
وتعد العلاقات الأخوية التي تربط دولة الإمارات والمملكة، نموذجا فريدا، بالنظر إلى عمقها وتكامليتها، وما تتضمنه من تاريخ حافل بالتعاون على مختلف الأصعدة التي شملت المجالات كافة.
وانطلاقًا من الرؤى الصائبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تشهد العلاقات بين الدولتين الشقيقتين تطوراً هائلاً وتقدماً كبيراً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية استناداً إلى أسس تاريخية صلبة تعززها روابط المصير المشترك وتحكمها وحدة الرؤى والأهداف.