زيارة محمد بن زايد لتركيا.. تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

تتوج "زيارة الدولة" المقرر أن يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى تركيا، اليوم الأربعاء، النقلة النوعية التي تشهدها علاقات البلدين.
ويبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بما يخدم أولويات التنمية في البلدين، إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وتعد المباحثات المرتقبة بين الزعيمين خلال الزيارة هي الثالثة خلال شهر، بعد المباحثات الهاتفية التي جمعتهما يومي 13 يوليو/تموز الجاري، و17 يونيو/حزيران الماضي، وتم خلالهما بحث التعاون والعمل المشترك في جميع المجالات التي تعزز التنمية والتقدم في البلدين وتسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة، وذلك في إطار العلاقات الوثيقة والشراكة الاقتصادية الشاملة التي تجمع البلدين.
وأكد الزعيمان حرص البلدين على دعم جميع الجهود والمساعي المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين بما يعود بالنماء والازدهار لجميع شعوب المنطقة.
أيضا يعد اللقاء المرتقب خلال الزيارة هو ثاني لقاء بين الزعيمين خلال 8 شهور، بعد اللقاء الذي جمعهما في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ"COP29" في أذربيجان ، وتم خلاله بحث العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بما في ذلك الطاقة المتجددة والاستدامة والعمل المناخي ما يخدم المصالح المشتركة للجانبين.
اتصالات متواصلة تعكس الحرص المشترك للزعيمين على التشاور المستمر فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تطويرها ودفعها إلى الأمام على المستويات كافة وبحث المستجدات والقضايا الدولية، بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار في العالم.
تقدير متبادل
وتعد تلك الزيارة هي الثالثة التي يجريها رئيس دولة الإمارات إلى تركيا خلال 4 سنوات بعد زيارتين أجراهما في 10 يونيو/حزيران 2023، وزيارة أجراها في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 التي كانت بمثابة محطة تاريخية ونقلة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين.
وخلال نفس الفترة أجرى الرئيس التركي 5 زيارات للإمارات كان أحدثها فبراير/ شباط 2024، وحضر خلالها القمة العالمية للحكومات 2024 التي شاركت فيها تركيا كضيف شرف، تتويجا للعلاقات المتنامية التي تجمع البلدين.
وأعرب الرئيس رجب طيب أردوغان عن شكره وتقديره لاستضافة تركيا ضيف شرف القمة في دورة هذا العام.
ورحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالرئيس رجب طيب أردوغان خلال تلك الزيارة، مؤكداً أن العلاقات الإماراتية - التركية شهدت تطوراً كبيراً ونوعياً خلال السنوات الماضية، خاصة على مستوى الاستثمار والتجارة والطاقة والتكنولوجيا والتنمية المستدامة وغيرها، وأوضح أن البلدين يعملان على البناء على هذا التطور من أجل مستقبل أفضل لعلاقاتهما .
كما سبق أن أجرى الرئيس التركي 4 زيارات للإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ويوليو/ تموز 2023، إضافة إلى زيارتين أجراهما في فبراير/شباط ومايو/أيار عام 2022.
واستلمت سفارة دولة الإمارات في أنقرة، وساما من قبل الرئيس أردوغان، تقديرا لجهود الإمارات في إغاثة الشعب التركي المتضرر من الزلزال الذي ضربها في العام 2023، خلال عملية "الفارس الشهم2"، حيث بلغت مساهمات الدولة لكل من تركيا وسوريا 10030 طناً من المساعدات.
حصاد مثمر
كان لتلك القمم واللقاءات حصاد مثمر على العلاقات بين البلدين
- توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، والتي دخلت حيز التنفيذ مطلع سبتمبر/أيلول من العام نفسه، الأمر الذي يبرز النقلة النوعية التي وصلت إليها علاقات البلدين، ويؤكد مضي علاقات البلدين إلى مستقبل زاهر.
- إعلان اتفاق مشترك لإنشاء "لجنة استراتيجية عليا" بين دولة الإمارات وتركيا.
- كما شهد الزعيمان تبادل نحو 15 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة تبلغ 50.7 مليار دولار، تستهدف تنويع مجالات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وتوسيع آفاقها بما يحقق تطلعات البلدين إلى النمو الاقتصادي والازدهار المستدامين.
- خلال تلك الزيارة منح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "وسام زايد"، الذي يعد أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لقادة الدول وملوكها ورؤسائها، تقديراً للجهود التي بذلها في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون الثنائي بين البلدين وازدهارها على جميع المستويات.
- كما أهدى أردوغان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سيارة من نوع "توغ" الكهربائية من الصناعات الوطنية التركية، تعبيراً عن اعتزازه بالعلاقات المتينة التي تجمع البلدين.
- بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس أردوغان مسارات التعاون ومستوى تطوره في مختلف المجالات.
- أكد رئيس دولة الإمارات أن بلاده تعد تركيا شريكاً أساسياً، ولديها توجه استراتيجي لدفع العلاقات معها إلى مستويات أعلى خاصة في مجالات التجارة والتكنولوجيا والطاقة والأمن الغذائي وغيرها.
- أكد الرئيس التركي أن العلاقات بين دولة الإمارات وتركيا شهدت خلال الفترة الماضية نمواً وتطوراً على جميع المستويات، معرباً عن حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع دولة الإمارات خاصة الاقتصادية والاستثمارية بما يرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات أعلى تواكب تطلعاتهما ورؤيتهما نحو التنمية والازدهار لشعبيهما وبما يخدم التنمية والاستقرار والسلام لشعوب في المنطقة كلها.
أيضا من أبرز تلك القمم، قمة أبوظبي يوليو/ تموز 2023 ، والتي كان أبرز نتائجها
زيارات تاريخية
أيضا من أهم الزيارات المتبادلة بين البلدين، الزيارة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وكانت بمثابة محطة تاريخية ونقلة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين.
وخلال الزيارة، عقدت قمة إماراتية تركية تم في أعقابها توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات بين البلدين، إلى جانب إعلان دولة الإمارات تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا.
وبعد 3 أشهر، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة لدولة الإمارات، منتصف فبراير/شباط 2022، في خطوة وصفت بـ"التاريخية" وكانت الأولى له منذ نحو 9 أعوام، تعزيزا ودعما للعلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.
وشهدت الزيارة توقيع نحو 13 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم وبروتوكولات بين عدة جهات في دولة الإمارات ونظيراتها في تركيا تهدف إلى تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بين البلدين في مجالات الاستثمار والصحة والزراعة بجانب النقل والصناعات والتقنيات المتقدمة والعمل المناخي، إضافة إلى الثقافة والشباب وغيرها.ودشنت الزيارتان التاريخيتان صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين بلدين مهمين في المنطقة، تصب في صالح دعم الأمن والاستقرار وتحقيق الرخاء والازدهار.
وما بين الزيارتين وعقبهما شهد البلدان زيارات متبادلة ومباحثات متواصلة واتفاقيات مشتركة، ساهمت بشكل كبير في تسريع خطى التعاون.
وتعد قمة اليوم بين الجانبين تتويجا للنقلة النوعية في العلاقات بين البلدين.
ويرتقب أن تعطي القمة التي يعقدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي اليوم الأربعاء دفعة جديدة لعلاقات البلدين لتعزيز الشراكة بين بينهما، والانطلاق بالعلاقات إلى مستقبل واعد يدعم ازدهار ورخاء واستقرار البلدين والمنطقة.
وتعد "زيارة الدولة"، التي يجريها الرئيس الإماراتي اليوم إلى تركيا أرفع أنواع الزيارات الرسمية التي تتم بين قادة الدول، ولها مراسم وبرامج وبروتوكولات خاصة، منذ الإعداد لها وحتى إتمامها، إذ تعد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي، الأمر الذي يعبر عن حجم المكانة التي يحظى بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ودولة الإمارات لدى تركيا وقيادتها.
أيضا تأتي زيارة رئيس الإمارات إلى تركيا بعد 5 شهور، من حصول دولة الإمارات على وسام الشرف، من الرئيس رجب طيب أردوغان خلال برنامج "نتّحد"، الذي أقيم بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لزلزال 6 فبراير/ شباط حيث كانت دولة الإمارات من الدول الرائدة في تقديم المساعدات لتركيا الصديقة في أعقاب الزلزال الذي وقع في جنوب تركيا عام 2023.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTgwIA== جزيرة ام اند امز