مركز محمد بن زايد - جوكو ويدودو.. ثمرة التعاون الإماراتي الإندونيسي
تجمع دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا علاقات وثيقة وروابط تاريخية توّجتها شراكة استراتيجية بين البلدين.
وبدأ رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو، الثلاثاء، زيارة دولة إلى الإمارات تستغرق يومين، يبحث خلالها مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تطوير العلاقات الاستراتيجية.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" أن الزيارة تأتي في ظل الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وإندونيسيا، وبما يسهم في تحقيق رؤى البلدين نحو التنمية والازدهار المستدام.
وجاء مشروع مركز محمد بن زايد - جوكو ويدودو الدولي لأبحاث القرم تكليلا للعلاقات بين الإمارات وإندونيسيا، وثمرة لالتزام الدولة بتقديم 10 ملايين دولار للجهود الدولية لتنمية أشجار القرم.
مركز محمد بن زايد - جوكو ويدودو
أعلنت دولة الإمارات عن إنشاء مركز لأبحاث القرم لأول مرة خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" الذي استضافته الدولة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت الإمارات وضع حجر الأساس لمشروع "مركز محمد بن زايد - جوكو ويدودو" لأبحاث القرم في جزيرة بالي، لتعزيز جهود لتنمية شجرة القرم في مواجهة التغيرات المناخية.
ويقام مركز "محمد بن زايد - جوكو ويدودو" على مساحة 2.5 هكتار، وسيكون داخل متنزه الغابات الكبرى "نغوراه راي" في مقاطعة بالي الإندونيسية، وهو متنزه يتميز بتنوعه البيولوجي الفريد وأشجار القرم البيئية.
ويهدف المركز إلى إجراء مزيد من الأبحاث في زراعة أشجار القرم وتعزيز دورها بوصفها خزانات طبيعية للكربون، ومواجهة التغيرات المناخية وتعزيز البيئات الطبيعية الساحلية وازدهار التنوع البيولوجي.
كما سيعمل على تعزيز تبادل المعرفة في مجال تنمية أشجار القرم مع مختلف الدول من أجل تعويض خسارة العالم من هذا النوع المهم من الأشجار للنظم البيئية، إذ تعد غابات القرم من النظم البيئية الأكثر أهمية بيئيا.
وتتميز أشجار القرم بقدرتها على تخزين الكربون بنسبة تصل لـ400% أسرع من الغابات الاستوائية المطيرة، وتحمي البيئة الساحلية، وتعتمد 80% من مجموعات الأسماك العالمية على النظم الأيكولوجية لأشجار القرم.
متانة العلاقات
ويجسد المركز متانة الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا في العديد من المجالات الحيوية، وأهمها دفع منظومة التنمية المستدامة، وتوحيد الجهود لخلق مستقبل مستدام للبلدين.
وخلال وضع حجر أساس المشروع، قال الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية إن المركز يعكس التزام الإمارات بتعزيز سبل الشراكة لمواجهة تحديات الاستدامة.
فيما أكد وزير الطاقة والبنية التحتية المبعوث الخاص لوزير الخارجية لجمهورية إندونيسيا، سهيل بن محمد المزروعي، وقتها أن المركز خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدولي في مجال البحوث البيئية.
وأوضح أن المشروع يأتي ضمن الجهود الإماراتية في مواجهة التغيرات المناخية، وسيسهم في تطوير الاستراتيجيات اللازمة للحفاظ على البيئة، وسيكون منصة للعلماء والباحثين للتعاون وتبادل الخبرات.
وقال: "المركز سيدعم توجهات الإمارات التي تتوافق مع أهداف مؤتمر (cop28)، التي تركز على تعزيز الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، وتحقيق الاستدامة البيئية، وتعزيز التعاون لتحقيق الاستدامة".
أهداف المركز
من جهتها، قالت الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك إن دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حريصة على الإسهام بدور فاعل في إيجاد حلول عملية لحماية الطبيعة، ودعم مسيرة الاستدامة لكل الشعوب.
وأضافت: "المركز يمثل أحد أهم إسهامات الإمارات بالتعاون مع إندونيسيا لتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة لاحتواء آثار التغيرات المناخية على مستوى البلدين والعالم، إذ تعد أشجار القرم خزانات طبيعية للكربون".
وأكدت: "المركز يساعد في دعم جهود نشر المزيد من أشجار القرم عالميا، لا سيما في الإمارات التي تتعهد بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول 2030 إضافة إلى إندونيسيا التي تضم أكبر غابات للقرم في العالم".
وتابعت: "في ظل تناقص غابات القرم عالميا، فإن الإمارات تدرك أن خسارة المزيد منها تتسبب في زيادة حدة آثار التغيرات المناخية، مثل وقوع مزيد من الفيضانات والعواصف، وتهديد سكان المناطق الساحلية".
وأشارت إلى أن المركز سيعمل على إيجاد حلول لوقف خسارة هذا الكنز البيئي، وإعادة ازدهاره في العالم والمساهمة في صناعة مستقبل مستدام، مؤكدة أن المركز يعد إضافة متميزة لجهود زيادة نشر أشجار القرم.
ولفتت إلى "تحالف القرم من أجل المناخ" الذي أطلقته الإمارات بالتعاون مع إندونيسيا، ويضم 41 دولة، إضافة إلى مبادرة "تنمية القرم" التي تجمع كلا من التحالف العالمي لأشجار القرم ورواد الأمم المتحدة للمناخ.