الإمارات وعمان.. شراكة تدعم استقرار المنطقة بمساحة نقاش "العين الإخبارية"
"يجب الاستفادة من النجاحات السابقة والبناء عليها لصالح دولة الإمارات وسلطنة عمان.. العلاقات تحلق بجناحي التاريخ والإرادة السياسية".
بتلك الكلمات لخص عدد من الإعلاميين والمحللين السياسيين العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان، خلال مساحة نقاش لـ"العين الإخبارية" بعنوان "الإمارات وعمان.. شراكة تدعم التنمية والاستقرار بالمنطقة" عقدت مساء الإثنين، عشية زيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لسلطنة عمان.
الزيارة التي وصفها المحللون بأنها "تاريخية" لأنها الأولى للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سلطنة عمان منذ توليه سدة الحكم، تساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات بما يخدم الشعبين الصديقين، وستناقش العديد من القضايا، وتعتبر فرصة لمزيد من الشراكة في مختلف المجالات.
ويبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "زيارة دولة" غدا الثلاثاء وتستمر يومين لسلطنة عمان تلبية لدعوة من السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان.
ويحمل قيام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بـ"زيارة دولة" إلى سلطنة عمان، التي تعد أرفع أنواع الزيارات الرسمية، رسائل ودلالات حول قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين التي تستمد جذورها من التاريخ المشترك وحسن الجوار وعمق صلات المودة ووشائج القربى التي تجمع بين شعبي البلدين.
وتعد تلك هي أول "زيارة دولة" يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى دولة عربية وخليجية منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي، الأمر الذي يعبر عن حجم المكانة التي يحظى بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى السلطنة قيادة وشعبا.
توقيت مهم
رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية محمد الحمادي، قال إن العلاقات الإماراتية بسلطنة عمان علاقات متطورة متينة، وهي نموذج للعلاقات القوية الراسخة.
وأضاف أن البعد الاستراتيجي هام خلال الزيارة إلى السلطنة، مشيرا إلى أن البلدين لديهما مستقبل جيد ويشتركان في التقاليد والتاريخ والأعراف.
وتابع أن "المعطيات الإقليمية تجعل من هذه الزيارة مهمة جدا، وستثمر عن الكثير من الأخبار الطيبة التي تسعد الشعبين"، متوقعا تشكيل لجان لتقوية العلاقات وتعزيزها.
وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية، أن العالم يواجه تحديات كثيرة خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، التي سيكون لها تداعيات كبيرة على مختلف دول العالم، وتوقيت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لسلطنة عمان يحمل بين طياته الكثير من الدلالات الهامة للدولتين.
وأشار إلى أن اللقاء بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والسلطان هيثم بن طارق سيترتب عليه الكثير من الأمور التي تصب في صالح الدولتين والشعبين.
وعن أهمية الزيارة في هذا الوقت الذي يواجه العالم الكثير من التحديات، قال الحمادي، إن التحديات التي تواجه العالم كبيرة، ومنطقتنا دائما ساخنة جدا، والعشر سنوات الماضية كانت صعبة، ومازالت بعض الدول تدفع ثمن هذا الوضع.
وأشار إلى أن إشكالية الأزمة الأوكرانية وتداعياتها ممتدة لكثير من دول العالم، ومنطقتنا منها، ولذلك فإن العمل الخليجي المشترك مهم جدا، ودول الخليج تستطيع المشاركة بشكل إيجابي لحل أزمات العالم.
ولفت إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية دقت ناقوس الخطر، فالعالم يواجه تخوفات من أزمة غذاء ومياه، واللقاء الذي يأتي في ظل هذه الظروف الصعبة يمكن أن يجعلنا مطمئنين، لأن هذه المشاكل ستكون على طاولة لقاء الزعيمين.
مزيد من الإنجازات
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد الهوتي، رئيس اللجنة الاقتصادية في غرفة تجارة وصناعة عمان، أن الشعب العماني يتطلع لمزيد من الإنجازات بين السلطنة ودولة الإمارات.
وأضاف:" لدينا قضايا مشتركة ستكون مطروحة خلال الزيارة ولقاء الزعيمين، والسنوات الماضية كانت مميزة على كافة الأصعدة، الفرص مواتية حاليا لمزيد من الشراكة في مختلف المجالات وتعميق التعاون، فنحن نحتاج إلى الاشتراك في كافة الخدمات وخاصة الخدمية التي تخدم الشعبين".
وتابع:" نحن أمام فرصة جديدة نبني عليها ونتقدم من خلالها إلى الأمام، قيادات البلدين حريصان على مصالح شعبيهما وتحقيق الرخاء والنماء، والزيارة سيكون لها ما بعدها، وستشكل مرحلة جديدة على مستوى طموحات الشعبين".
وشدد خلفان الطوقي المحلل السياسي العماني على أن الزيارة سوف تنعكس على كافة المجالات، وتساهم في تعزيز العلاقات، خاصة أن البلدين لديهما رؤى مشتركة يجب تفعيلها إلى جانب اللجنة العليا المشتركة.
ملفات مهمة
وأوضح الطوقي أن العالم يدخل حاليا مرحلة جديدة وهي ما بعد كورونا، والجميع يحاول التموضع في خارطة العالم الجديد، والزيارة جاءت في وقت هام لتقريب وجهات النظر، بحيث تكون متشابهة لمواجهة التحديات التي تفرضها الأزمات التي يعيشها العالم وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية.
ومن جانبها قالت الشيخة عائشة بنت سالم البلوشي، عضو المجلس البلدي، وممثلة محافظة الظاهرة في سلطنة عمان، إن العلاقات الإماراتية العمانية قديمة وتاريخية، ودولة الإمارات وسلطنة عمان تعيشان ظروفا متقاربة على المستوى الاجتماعي، ونطمح لتعزيز العلاقات بشكل أكبر وتعميقها في المجالات الاقتصادية والسياسية، ونتوقع أن تتوج هذه الزيارة بقرارات واتفاقيات ينظر إليها الجميع بشوق.
وتمتد العلاقات بين البلدين بجذورها إلى عمق التاريخ، ومرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد قد عقدا لقاء تاريخيا في عام 1968.
وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.
aXA6IDMuMTQ1LjU2LjE1MCA= جزيرة ام اند امز