عندما أدركت قوى الشر أن الشيخ محمد بن زايد يحارب توجهاتهم الحزبية ووقف ضد مؤامراتهم، وجّهوا سهامهم الخبيثة عبر الأبواق القطرية.
عندما علم "الفرنجة" أن قوة العرب الذين يحكمون الأندلس في ذلك الوقت من التاريخ تكمن في وحدتهم، وضعوا استراتيجية تعمل على تفكيك تلك القوة، وتفتيتها حتى تتفرق وتصبح دويلات وإمارات ضعيفة متهالكة إلى أن تصبح طوائف، وبالفعل تحقق الهدف ونجحت المؤامرة وحكمت تلك الطوائف عدة مماليك، ليقدم بعدها "الفرنجة" الدعم العسكري غير المباشر لتلك الطوائف حتى تحارب بعضها البعض، إلى أن أنهكت قواهم، وهو ما فسح المجال للفرنجة للقضاء حينذاك على ما كان يطلق عليه الخلافة الإسلامية في الأندلس.
توالت هذه المؤامرات واستمرت إلى يومنا هذا، ولكن ربما يجادلني البعض بالقول: لقد مللنا تلك الأسطوانة المشروخة التي تلقي بلائمة الفشل على الغير بحجة المؤامرة والدسائس لتقسيم الدول العربية والإسلامية إلى دويلات ضعيفة وكيانات متفرقة، ولكن هذه المرة اختلف الحال.
فقد حملت قطر راية أعداء الأمة وتولت "الجارة الخبيثة" التي تعمل منذ سنوات على تفكيك قوة الوحدة العربية، وزعزعة أمنها واستقرارها لتضعف الأمن القومي العربي، لتبدأ تنفيذ مخططها الخبيث من خلال تقديم الدعم لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في دول عديدة كمصر وليبيا وتونس واليمن والبحرين والسعودية والإمارات واحتواء المليشيات المسلحة والشخصيات الطائفية والإجرامية المطلوبة في أغلب الدول العربية كسوريا والعراق والصومال والسودان وغيرها، وذلك من أجل أن تصبح قطر دولة عظمى، وقوة لا يستهان بها في المنطقة.
لست هنا لأفند لكم مؤامرات الشر القطرية الواضحة للجميع، بل لكي نستذكر معاً على عجالة محور الدوحة المدعوم من تركيا وإيران الذي يعمل باستمرار ومنذ سنوات على إضعاف مصر حتى لا تستطيع أن تعود إلى دورها القيادي والريادي في المنطقة، ومن بعدها تعمل على تفتيت قوة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ليسهل لها تحقيق استراتيجيتها ومؤامراتها التي افتضحت كل خفاياها من خلال ذلك التسجيل المشؤوم بين القذافي والحمدين، والذي كشف عن سوء نية قطر في إنهاك وإضعاف الدول العربية والإسلامية وفِي مقدمتها بلاد الحرمين الشريفين.
وامتدت مؤامرات الخبث القطرية للتحريض على زعزعة استقرار الحكومات الخليجية في البحرين والكويت والإمارات، سواء من خلال دعم جماعات الإخوان السرية الموجودة في تلك الدول، أو عبر إنشاء شبكات على مواقع التواصل بهدف زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار فيها.
وأول من تنبأ وأفشل مخططات الإخوان والجماعات الإرهابية الأخرى التي تدعمها قطر وغيرها من دول الشر والإرهاب، شخصية لا تحتاج إلى تعريف، بل قد يعتقد البعض أني سأبالغ لو قلت إن الإلمام التام بشخصية بحجم الشيخ محمد بن زايد قد يتطلب منا سنوات لإحصائها، ومراكز بحثية ضخمة لرصدها، وفريق عمل كبير لحصرها من أجل أن تسليط الضوء على جهود وتأثير هذا "القائد العظيم" على الأمة العربية والإسلامية الذي لم يتوانَ ولو للحظة في تحصين الأمن الوطني الإماراتي وتحقيق السلام والاستقرار وحماية الأمن القومي العربي من خطر مؤامرات الشر والإرهاب لإسقاط الحكم وزعزعة الأمن الاستقرار في العديد من الدول العربية والإسلامية.
وعندما أدركت قوى الشر أن الشيخ محمد بن زايد يحارب توجهاتهم الحزبية ووقف ضد مؤامراتهم التي تحاك ضد الإمارات والمنطقة العربية، وجهوا سهامهم الخبيثة عبر الأبواق الإعلامية القطرية والمأجورة ضد سموه وضد كل من يقف في وجه شرورهم وجرائمهم.
وجميعنا يشاهد اليوم وبكل وضوح كيف أضحى فقط ذكر اسم الشيخ محمد بن زايد، الذي يشكل مصدر قلق حقيقي لمخططات الشر والإرهاب القطرية؛ لأنهم على علم تماماً بمدى جدية هذا القائد العظيم في تدمير مشروعهم التخريبي في المنطقة، لأنهم لم ينسوا أبداً وقفته الرجولية مع مصر، وكيف عمل على كشف وتفكيك خطط قطر التمويلية لجماعة الإخوان المسلمين ودفع الملايين من الأموال من أجل إسقاط الحكم فيها وإضعافها، حيث أدرك سموه مبكراً جداً أهمية دور مصر في المنطقة باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار والسلام والأمن للمنطقة، ولم ننسَ وقفته أيضاً إلى جانب الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، حيث كانت له وقفة مشرفة بجانب الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز "رحمه الله" وسلمان الحزم ومحمد بن سلمان لإحباط خطط الدمار والتفتيت والخراب، موقناً بأن العلاقة الاستراتيجية مع الرياض مهمة جداً وأنه لابد من إدراك أن الأمن والاستقرار يجب أن يشملا الجميع، من خلال استقرار مصر والسعودية في الطريق إلى استقرار بقية الدول في عالمنا العربي والإسلامي.
جهود محمد بن زايد للتصدي للتطرف والإرهاب، يشهد لها القاصي قبل الداني في الوقوف مع شعبه وأمتيه العربية والإسلامية حتى في أحلك الظروف، في السلم والحرب، لأنه يؤمن إيماناً عميقاً بأن العمل العربي المشترك هو في صالح الشعوب العربية.
إن دعم ومساندة الإمارات ومشاركتها الفعالة والمؤثرة في عاصفة الحزم التي قادتها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية جاءت كسند أساسي للرياض، لتحقيق أهدافها بكل جدارة، وعملت على إزاحة ما يسمى بالمشروع الإخواني القطري الحوثي الإيراني، وقطع دابر تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن الذي تموله قطر، في سبيل إعادة الأمل والابتسامة إلى اليمن السعيد.
ولن ينسى كذلك شرفاء ليبيا وقفة محمد بن زايد إلى جانبهم، وتطهير بلدهم من خطر المخططات الإرهابية التخريبية والمدمرة لمقدرات الأوطان والوقوف مع الشعب الليبي ودعم خياراته من أجل حياة مستقرة آمنة.
جهود محمد بن زايد في مكافحة التطرّف والإرهاب مستمرة بأعلى المستويات متحصنة باليقظة والتنسيق المكثف والتشاور لمواجهة الأجندات الخارجية، ومخاطر الإرهاب والتطرف، في جميع الدول الخليجية والعربية وحتى الغربية، بل هي ليست مقتصرة بالتدخل العسكري فقط، ولكن بالجهود الإنسانية والإنمائية التي تشهد لها كل بقاع الأرض، ولن يرضى أي عربي مخلص لوطنه أبداً أن تأتي إمارة كقطر وتعمل على تفكيك دولنا العربية كما فعلت الفرنجة بالأندلس.
قلت لكم في بداية مقالي إنه من الصعب جداً أن نحصي جهود وتأثير هذا القائد العظيم الملهم في المنطقة، والتي أوجعت تنظيم الإخوان الإرهابي الذين يتخذ من الدوحة مقراً له ومن منابر قطر الإعلامية منصات لتبرير مخططاته التخريبية ليقض مضاجعهم ويربك حساباتهم ويحبط جميع مخططاتهم القذرة التي تهدد أمن الخليج وتشق وحدة المنظومة الخليجية.
وجميعنا يدرك أن هناك فرقاً شاسعاً بين إمارة تعبث بمقدرات الأوطان وتدمر شعوبها، ورمزاً سخر نفسه لدينه ووطنه ونصرة أشقائه مسهماً بكل وطنية وإخلاص في صناعة المجد من أجل الأجيال المقبلة.
يبقى محمد بن زايد رمزاً شامخاً ونبراساً للفخر والمجد، ولن تنال منه إمارة، وسيبقى رمزاً عربياً لاستقرار الأمة ومعول خير لبنائها وتنميتها واستقرارها.
قال تعالى في كتابه العزيز: "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"؛ نعم ستبقى الإمارات بيتاً متوحداً وعنواناً للتنمية والسلام والتسامح والاستقرار برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وبالجهود الكريمة والمتابعة المباشرة من الشيخ محمد بن زايد رغم أنف الحاقدين والجاهلين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة