محمد النجار.. مخرج الإبداعات الخالدة في ذاكرة الجمهور
النجار يعدّ من المخرجين المبدعين في مصر، إذ لم يتعامل مع الفن على أنه مصدر رزق فقط، لكنّه قدّم أعمالاً نالت قدراً كبيراً من الإشادة.
ساد الحزن في الوسط الفني المصري، بعد رحيل المخرج محمد النجار، الذي توفي، الأحد، عقِب صراع طويل مع المرض.
ويُعدّ النجار من المخرجين المبدعين في مصر، إذ لم يتعامل مع الفن على أنه مصدر لكسب الرزق فقط، لكنّه قدّم أعمالاً مهمةً نالت قدراً كبيراً من إشادة الجماهير والنقاد.
تخرّج النجار في المعهد العالي للسينما، قسم إخراج، عام 1978، ونال ماجستير التخصّص ذاته، ولم يكن طريقه الفني ناعماً ومفروشاً بالورود، فقد عمل مساعدَ مخرج ضمن عدد كبير من الأفلام، ما أكسبه خبرةً واسعةً في التعامل مع مختلف المدارس الفنية.
وشارك الراحل زميله عاطف الطيب في إخراج فيلميْ "سواق الأتوبيس" و"الحب فوق هضبة الهرم"، كما تعاون مع المخرج داوود عبدالسيد في فيلم "الصعاليك".
وسنة عام 1988، ابتسم الحظ للنجار بعد سنوات من الشقاء، حيث أُسنِدت إليه مهمة إخراج فيلم "زمن حاتم زهران"، وكان خائفاً في البداية، خصوصاً أن العمل يضمّ نجوماً كباراً في مقدمتهم الراحل نور الشريف، لكنه استطاع أن يهزم الخوف الذي لازمه عند تجاربه الأولى، وقدَّم فيلماً رائعاً، حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه.
وتوالت نجاحات المخرج محمد النجار، فقدَّم أعمالاً مهمة أبرزها "الصرخة"، و"الذل" الذي قام ببطولته يحيى الفخراني.
وشارك أيضاً في تغيير موجة السينما المصرية خلال التسعينيات، إذ سادت وقتها موجة الكوميديا، وتورات إلى الخلف سينما "الهم الاجتماعي"، فقام بإخراج فيلم "إسماعيلية رايج جاي" لمحمد هنيدي، و"عوكل" لمحمد سعد، و"صباحو كدب" بطولة أحمد آدم.
وبقدر التميّز والتوهّج في السينما، تألق أيضاً بالدراما التلفزيونية، وأخرج أعمالاً مهمة، منها "لقاء على الهواء"، بطولة يسرا، و"الأدهم" لأحمد عز، وكان "الدخول في الممنوع" آخر إبداعٍ يقدّمه سنة 2017.
أُصِيب محمد النجار لاحقاً بالتهاب في الأعصاب أثَّر على حركته، الأمر الذي أبعده عن الساحة الفنية وجعله يعيش العزلة.
وكان الفقيد مصدر البهجة لكل من يحيط به، خاصةً في كواليس الأعمال التي أخرجها، ولكن ساءت حالته النفسية إثر وفاة رفيق دربه الفنان نور الشريف، وكثيراً ما كان يقول إنه شعر بالوحدة بعدما رحل نور.
توفي النجار عن سن تناهز 65 عاماً، لكنه ترك ميراثاً إبداعياً يضمن له الخلود في ذاكرة الجمهور.