"درونز" في المخا.. السلاح الإيراني يتدفق للحوثيين على شكل طائرات
السلاح الإيراني في اليمن: صواريخ باليستية وحرارية.. وطائرات
الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي الانقلابية لم يقتصر على تقديم الصواريخ الباليستية والحرارية، فالطائرات العسكرية عرفت طريقها أيضاً.
لم يقتصر الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي الانقلابية على تقديم الصواريخ الباليستية والحرارية، فالطائرات بدون طيار عرفت طريقها أيضاً من طهران لحلفائهم في اليمن.
وكشفت المعارك الدائرة في الساحل الغربي لمحافظة تعز، اليوم السبت، عن استخدام مليشيا الحوثي لطائرات بدون طيار، كانوا ينوون إطلاقها من منصة متنقلة لاستهداف قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية التي شاركت في عملية تحرير المخا، قبل أن تستهدفها مقاتلات من القوات الجوية الإماراتية العامة في اليمن.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية"وام"، عن نائب رئيس أركان الجيش اليمني، اللواء أحمد سيف اليافعي، أنه تم رصد الاستعداد لإطلاق الطائرة من فوق آلية نقل خفيفة، وتم التنسيق والتواصل مع القوات الجوية الإماراتية العاملة في اليمن، والتي قامت بدورها بالتعامل مع الطائرة، حيث تم تدميرها من خلال صاروخ جو أرض.
المسؤول العسكري اليمني ذكر أن الطائرة إيرانية الصنع، وقال إن"المليشيات الانقلابية وبعد تضييق الخناق عليها بدأت باستخدام أسلحة تم تهريبها إليها من إيران، ومنها هذا النوع من الطائرات التي يتم تهريبها إلى اليمن".
وأظهرت لقطات بثتها"وام" لحظات تتبع آلية النقل الخفيفة من قبل المقاتلة الإماراتية، قبل أن يتم استهدافها واندلاع ألسنة اللهب منها، بعد استهداف الطائرة العسكرية التي على متنها.
وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الحوثيون طائرة عسكرية بدون طيار منذ بداية الحرب قبل قرابة عامين، وذلك بعد قيام عاصفة الحزم بتحييد سلاح الجو التابع لهم، وتدمير القواعد الجوية.
ويرى مراقبون، أن استخدام المليشيا لهذا النوع من الطائرات حالياً، يكشف أنها وصلت إليهم خلال الفترة الأخيرة من الحرب عن طريق التهريب، وإلا لكانوا استخدموها في قصف القوات الحكومية منذ الأشهر الأولى للحرب.
واستخدمت المليشيا الطائرات التجسسية خلال الأشهر الماضية من الحرب في تصوير مهرجاناتها في صنعاء، وكذلك في تصوير مواقع القوات الحكومية في ميدي بحجة، شمال غربي اليمن ومأرب.
ويرى المحلل السياسي اليمني"أحمد الزرقة"، أن مليشيا الحوثي استخدمت الطائرات الصغيرة على نطاق واسع بنفس الطريقة والشكل التي استخدمها تنظيم داعش الإرهابي.
وقال الزرقة في تصريح لـ"بوابة العين الإخبارية"، إن الاستخدام كان يتم على شقين، الأول يتعلق بالاستعراض والترويج الحشود التابعة للحوثيين في المسيرات والفعاليات الاحتجاجية التي كانت المليشيا تنظمها لأحداث نوع من التضخيم للحشود، بالإضافة لاستخدامها في تصوير الاستعراضات العسكرية والحشود القبلية، وهي تقنية استخدمها حزب الله أيضاً في تصوير فعالياته.
وأضاف "الشق الثاني هو الاستخدام العسكري للطائرات الصغيرة التي تم استخدامها للتجسس والتصوير في الجبهات وتم استخدامها على نطاق واسع في الحدود اليمنية السعودية وفي الجبهات التي تحارب فيها المليشيا اليمنيين في مأرب والجوف وتعز وشبوة والبيضاء، وغيرها".
وذكر الزرقة، أنه وخلال الفترة الماضية استخدمتها المليشيا بشكل واسع في تصوير مواقع المقاومة والجيش الوطني وفي حالات أخرى في تصوير ورصد قوات التحالف على الأرض.
ويعتقد الزرقة، أنه ربما استطاع الحوثيون الحصول على تقنيات جديدة وأجيال حديثة من هذه الطائرات الصغيرة التي تستخدم لأغراض عسكرية هجومية كتلك التي يستخدمها تنظيم داعش الإرهابي.
وخلال الفترة الماضية، استخدم الحوثيون صواريخ حرارية وباليستية متطورة، قالت مصادر حكومية إن مصدرها إيران، كما عمل خبراء إيرانيون على تطوير صواريخ باليستية في اليمن لتكون بعيدة المدى من أجل استهداف الأراضي السعودية، ومن أبرزها ما يعرف بـ"صاروخ قاهر 1" و"بركان" المشابهين لصواريخ "شهاب 1" و"شهاب 2" الإيرانيين في كل المواصفات.
ووفقاً للمحلل اليمني"الزرقة"، فالمواجهات الأخيرة بين مليشيا الحوثي والمخلوع صالح من جهة والجيش الوطني من جهة أخرى كشف عن امتلاك المليشيا لأسلحة وصواريخ حرارية متطورة لم تكن ضمن عتاد وتسليح الجيش اليمني، غالبيتها إيرانية الصنع وكانت تدخل عبر ميناء المخا وعبر سواحل شبوة وهي المناطق التي تستميت المليشيا في الدفاع عنها بشراسة.
وقال "ولعل الحديث عن إلقاء القبض على سفن تهريب أسلحة ايرانية من قبل القوات الأسترالية وغيرها في المياه الإقليمية تكشف بشكل واضح عن حجم الدعم الكبير بالأسلحة الذي تقدمه إيران لحلفائها في اليمن وهو أحد أسباب إطالة عمر المواجهات، فالإسلحة والصواريخ البالستية والحرارية تجعل المليشيا تستمر في عملياتها العسكرية وحرب العصابات في عدد من المناطق، وتؤخر عملية الحسم العسكري في اليمن".
وتوقعت مصادر عسكرية، أن يكون هذا النوع من الطائرات هي من قامت بتصوير معسكرات الجيش الوطني في باب المندب وذوباب والتي تعرضت في وقت سابق لهجمات باليستية من قبل المليشيا الانقلابية.
وقال مصدر عسكري لـ"بوابة العين"، إيران تقوم بتزويد المليشيا الانقلابية بكل الأسلحة المتطورة التي تديم من عمر حلفائهم في الحرب، ومن المتوقع أن الضربات التي تعرضت لها بعض معسكرات الجيش الوطني قد حددت مواقعها مثل هذا النوع من الطائرات.