الانتخابات البرلمانية في مولدوفا.. كفة الغرب «ترجح»

تصدر الحزب الحاكم المؤيد للاتحاد الأوروبي في مولدوفا، الأحد، نتائج الانتخابات البرلمانية، وفق ما أظهرت نتائج شبه نهائية، في ظل اتهامات لروسيا بالتدخل في العملية الانتخابية.
ومنذ فترة طويلة هناك انقسام في الدولة الصغيرة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والواقعة على الحدود مع أوكرانيا ولديها منطقة انفصالية موالية لروسيا، بشأن التقرب أكثر من بروكسل أو المحافظة على علاقات وثيقة مع موسكو.
ويُنظر إلى الانتخابات التي جرت الأحد باعتبارها مفصلية بالنسبة للبلاد للحفاظ على زخم التكامل مع الاتحاد الأوروبي الذي بدأ بعد حرب أوكرانيا في عام 2022.
وبعد فرز 95% من الأصوات فجر الإثنين، حصد حزب العمل والتضامن "باس" الذي يحكم البلاد منذ عام 2021، على 48,3% من الأصوات، بينما حصل التكتل الوطني الموالي لروسيا على 25,5%.
وكان باس قد نال 52,8% من الأصوات عام 2021.
وبلغت نسبة المشاركة نحو 52%، وهي نسبة مماثلة لتلك التي شهدتها الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وتبادل كل طرف الاتهامات بالتلاعب ومحاولة الترهيب في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة البالغ عدد سكانها نحو 2,4 مليون نسمة.
ودعا إيغور دودون، الرئيس السابق وأحد قادة التكتل الوطني، إلى "الاحتجاج سلميا" الإثنين، متهما حزب باس بسرقة الأصوات.
وقال في وقت متأخر الأحد أمام مقر اللجنة الانتخابية الذي قصده مع بعض أنصاره "إذا كان هناك تزوير أثناء الليل، فلن نعترف بنتيجة الانتخابات البرلمانية ... وسنطلب إعادة الانتخابات".
وخالفته الرأي ناتاليا ساندو وهي ربة منزل تبلغ 34 عاما، قائلة: "نأمل البقاء على المسار الأوروبي. البديل لا يمكن تصوره، أرفض حتى تخيّل أي عودة إلى الوراء".
وهيمنت على العملية الانتخابية مخاوف من شراء أصوات واضطرابات، على وقع "حملة تضليل غير مسبوقة" قامت بها روسيا، بحسب الاتحاد الأوروبي.
غير أن موسكو نفت هذه المزاعم، فيما اتهمت المعارضة في مولدوفا المؤيدة في غالبيتها لروسيا، الحزب الحاكم بالتخطيط لعملية تزوير.
وأعلن جهاز الأمن السيبراني في مولدوفيا الأحد أنه رصد عدة محاولات هجوم على المنشآت الانتخابية، "تم تحييدها فورا من دون التأثير على توافر الخدمات الانتخابية أو سلامتها".
البلاد في خطر
وحذرت الرئيسة الموالية لأوروبا مايا ساندو بعد إدلائها بصوتها من "تدخل هائل لروسيا"، مؤكدة أن بلادها "في خطر".
وصرحت للصحفيين بعد إدلائها بصوتها في العاصمة كيشيناو "إذا لم يحشد بشكل كاف وإذا كان لتدخل روسيا تأثير كبير على انتخاباتنا فإن مولدوفا قد تخسر كل شيء".
وتمكّنت ساندو من بدء مفاوضات انضمام مولدوفا الى الاتحاد الأوروبي، فضلا عن تأمين مساعدات مالية غربية للجمهورية السوفياتية السابقة التي تضم عددا كبيرا من الناطقين بالروسية.
وكانت ساندو اتهمت روسيا بدفع "مئات ملايين اليورو" لشراء أصوات وتنظيم حملات تضليل عبر الانترنت والتخطيط لأعمال عنف.
واعتبر إيغور بوتان مدير مركز أديبت للأبحاث أن مولدوفا "لم يسبق أن شهدت مستوى مماثلا (من التدخل الأجنبي) في حملة انتخابية" منذ إعلان استقلالها في 1991.
منذ الأول من أغسطس/آب، أجرت الشرطة أكثر من 600 مداهمة على خلفية محاولات لزعزعة الاستقرار، وفق رئيس الوزراء المولدوفي دورين ريشان. وقبض على عشرات الأشخاص في هذا الإطار.