«منى واصف».. مسيرة فنية استثنائية وتاريخ من العطاء
تحتفل اليوم الفنانة منى واصف بعيد ميلادها، حيث ولدت في 9 فبراير/ شباط 1942، وهي ممثلة سورية بارزة بدأت مسيرتها الفنية كعارضة أزياء قبل أن تدخل عالم التمثيل.
منى واصف ليست مجرد ممثلة، بل هي رمز للفن العربي الذي ترك بصمة لا تُنسى في المسرح، السينما، والتلفزيون. استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة راسخة في قلوب الجماهير، وما زالت تُعد واحدة من أيقونات الدراما السورية والعربية.
قدمت عشرات الأعمال المسرحية والسينمائية، وأكثر من 170 عملًا تلفزيونيًا، مما جعلها واحدة من أشهر نجمات الوطن العربي. خلال مسيرتها، تقلدت مناصب مهمة وحصلت على العديد من الجوائز تكريمًا لعطائها الفني.
مسيرة منى واصف الفنية
بدأت منى واصف مشوارها كعارضة أزياء في أواخر الخمسينيات. في عام 1960، انضمت إلى مسرح القوات المسلحة وقدمت أول عروضها المسرحية بعنوان "العطر الأخضر"، ما فتح لها الباب أمام العديد من العروض المسرحية التي أسست لفن المسرح في سوريا. أولى مشاركاتها التلفزيونية كانت عام 1961 من خلال مسلسل "ميلاد ظل".
ثم انضمت إلى فرقة الفنون الدرامية التابعة لوزارة الإعلام برئاسة رفيق الصبان عام 1964، وساهمت في إثراء السينما السورية، المصرية، واللبنانية. قدمت أحد أشهر أدوارها في السينما بدور هند بنت عتبة في فيلم "الرسالة". وهي عضو في نقابة الفنانين السوريين منذ 1 مارس/ آذار 1968.
حياة منى واصف الأسرية
عاشت منى واصف مع زوجة أبيها ولديها ثلاث شقيقات، منهن الفنانتان هيفاء وغادة واصف. شقيقتها هيفاء واصف متزوجة من الفنان محمود جبر، وأولادهما الممثلتان ليلى جبر ومرح جبر.
في عام 1963، تزوجت من المخرج محمد شاهين، وأنجبت منه ابنها الوحيد عمار عبد الحميد، الذي أصبح معارضًا سياسيًا ويقيم في أوروبا والولايات المتحدة.
مشوارها الفني
دخلت منى واصف عالم التمثيل دون دعم عائلي في البداية، حيث رفضت والدتها هذا المجال، بل وعاقبتها عندما اكتشفت مشاركتها في عروض المركز الثقافي العربي بدمشق. وبعد ذلك تقبلت والدتها الأمر، مما منحها الثقة في الاستمرار. قالت منى عن هذه المرحلة:
"لو فكرنا في نظرة المجتمع لما أكملنا هذا الطريق، لكن والدتي عندما تقبلت الأمر، لم يعد يهمني رأي الآخرين."
قدمت خلال مسيرتها عشرات العروض المسرحية، 30 فيلمًا سينمائيًا، والعديد من الأعمال التلفزيونية والإذاعية.
أعمالها المسرحية
بدأت منى واصف في مسرح القوات المسلحة عام 1960، حيث قدمت:
- العطر الأخضر.
- افتحوا النوافذ للشمس.
- دكتور رغم أنفها.
- غروب القمر.
انضمت إلى جماعة الأدب الدرامي، وحققت نجاحًا في مسرحية دون خوان، مما ساهم في دمج المسرح الوطني مع مجموعة الأدب الدرامي تحت اسم المسرح الوطني، الذي قدمت عبره أكثر من 15 مسرحية لكتاب عالميين وعرب.
شاركت منى واصف في عروض مسرح الشوك إلى جانب دريد لحام، نهاد قلعي، وعمر حجو، ولعبت دور البطولة في المسرحية الكلاسيكية أنتيغون.
اعتزال منى واصف المسرح
قررت منى واصف اعتزال المسرح في التسعينيات بعد تقديم مسرحية حرم سعادة الوزير لمدة ثماني سنوات، بسبب صعوبات في الإنتاج واعتذارات الممثلين. أوضحت قرارها قائلة:
"بعد أن أعطاني المسرح شبابي وألقه، قررت التفرغ للسينما والتلفزيون، وهذا القرار الوحيد الذي لم أتراجع عنه."
لكنها أبدت استعدادها للعودة إذا أُعيد إنتاج مسرحية الأم شجاعة لـ برتولت بريخت، مستذكرة تكريمها في ألمانيا الشرقية عام 1973 عندما قُدمت كأصغر ممثلة أدت هذا الدور.