منى واصف.. سيدة الدراما السورية وبطلة "الرسالة"
أرشيف منى واصف يضم حتى الآن 29 فيلما و7 أعمال مسرحية و130 مسلسلا تلفزيونيا كان آخرها مسلسل "ممالك النار".
تعد الفنانة القديرة "منى واصف" علامة بارزة في تاريخ الدراما السورية، ويرى كثير من النقاد أن مشوارها الفني حافل بالعطاء ومليء بالأعمال الرائعة في المسرح والسينما والتلفزيون.
تمتلك "واصف" التي لقبت بـ"سيدة الدراما السورية" موهبة ثلاثية، فهي تجيد التراجيديا رغم صعوبتها، والكوميديا بكل تفاصيلها ولديها مهارة في اختيار الأعمال التي تليق بها.
وُلدت منى مصطفى واصف جلميران الشهيرة بـ"منى واصف" في 1 فبراير/شباط 1942 بالعاصمة السورية دمشق، لأب كردي مسلم وأم مسيحية، ونالت قدرا كبيرا من التدليل في مرحلة الطفولة، ولم يتدخل والديها في اختياراتها عندما بلغت سن الصبا، ولم تستثمر الفتاة السورية هامش الحرية بشكل خاطئ وراحت تحسب خطواتها وتتأمل قراراتها.
وفي نهاية الخمسينيات قررت العمل كعارضة أزياء، وأهّلها قوامها الرشيق وملامحها الجميلة للعمل في هذا المجال، ولفتت بشكلها المختلف وحضورها عدسات المصورين، وشيئاً فشيئاً باتت مشهورة ووجها معروف، وشجعها عدد كبير من صديقاتها وأفراد أسرتها على الدخول في مجال التمثيل، وبعد تفكير عميق قررت خوض التجربة.
التحقت بالمسرح العسكري في سوريا عام 1969، وشاركت في عرض مسرحي بعنوان "العطر الأخضر"، وشاءت الظروف أن يشهد المسرح السوري في ذلك التوقيت نهضة كبيرة، ولمع اسم "منى واصف" خاصة بعد انضمامها لفرقة أمية المسرحية عام 1964.
بمرور الأيام وتعدد التجارب زادت ثقتها في إمكاناتها الفنية؛ لذا انتقلت للعمل في التلفزيون وقدمت عبر شاشته الصغيرة مجموعة مهمة من الأعمال الفنية مثل "حمام الهنا" عام 1968، "الخنساء" عام 1977، "فارس من الجنوب" عام 1979، كما انتقلت للعمل في لبنان ومصر، وشقت طريقها نحو السينما.
قدمت واصف في السينما 29 فيلماً، بدأتها بفيلم "سلطانة 1966" إلا أن لقاءها بالمخرج العالمي مصطفي العقاد وضعها في مكانة رفيعة وساعدها على اكتشاف جوانب خفية في تكوينها الفني؛ إذ رشحها العقاد لدور "هند بنت عتبة" في فيلمه العالمي "الرسالة" إنتاج عام 1976 ونجحت في تقديم الشخصية بشكل رائع وحقق العمل نجاحاً باهراً.
يضم أرشيف منى واصف حتى الآن 29 فيلما و7 أعمال مسرحية و130 مسلسلا تلفزيونيا كان آخرها مسلسل "ممالك النار" الذي عُرض العام الماضي أمام خالد النبوي.
وقد ساعدها على التوهج والنجاح فنياً زواجها من المخرج محمد شاهين الذي ساندها ودعمها كثيراً ورحل عنها عام 2004.
تؤمن واصف بأن الفن متعة ورسالة؛ لذا تختار أعمالها بعناية ولا تحب الاستسهال، وتأمل أن يكون القادم أفضل وحافلا بأعمال هادفة وجادة، فمازال عطاؤها مستمراً وطموحها بلا سقف.