"إرث المرزوقي".. خيبات "رئيس الصدفة" تقوده إلى السجن
على مدار سنوات، أثقل الرئيس التونسي الأسبق، محمد المنصف المرزوقي، كاهل بلاده بالكثير من الخيبات والمشاكل والخيانات والتحالف مع الإرهاب.
وبعد مساندة التنظيمات الإرهابية، وتسهيل طريق الإخوان للسيطرة على السلطة، وصل الأمر بالمرزوقي إلى التحريض على تونس في المنابر التليفزيونية بفرنسا، ما دفع الرئيس التونسي قيس سعيد إلى سحب جواز سفره الدبلوماسي، وتحويله للمحاكمة.
وأمس، صدر حكم غيابي قابل للطعن، على المرزوقي بالسجن 4 سنوات في هذه القضية التي أثارت غضبا كبيرا في تونس.
وأفاد بيان لمكتب الاتصال بالمحكمة الابتدائية في تونس، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أمس، بأن القضية تتعلق "بالاعتداء على أمن الدولة الخارجي، بتعمد الاتصال مع أعوان دولة أجنبية الغرض منها أو كانت نتائجها، الإضرار بحالة البلاد التونسية من الناحية الدبلوماسية".
وأشار البيان إلى أن الحكم صدر "غيابيا بسجن المتهم مدّة أربع سنوات، مع الإذن بالنفاذ العاجل"، بعد شهرين من إصدار مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس التونسي الأسبق.
وتولى المرزوقي الرئاسة المؤقتة في الفترة بين عامي 2012 و2014، بعد توافق القوى المشكلة للمجلس الوطني التأسيسي على توليه المنصب.
الوجه الحقيقي
وبذلك، لم يكن تولي المرزوقي الرئاسة في ٢٠١٢ وليد إرادة شعبية قوية، ما أدى إلى خسارته أول انتخابات رئاسية مباشرة في عام ٢٠١٤، بعد أن أدرك الشعب مساوءه وضعف حكمه.
ولم ينس التونسيون تاريخ المرزوقي الحافل بالخيانات، بعد تحالفه مع الإرهاب لضرب الأمن الوطني، ولا يزال النشطاء يصفونه حتى اليوم بالرئيس الذي "حملته الصدفة إلى قصر قرطاج".
كما أن سجل المرزوقي في الرئاسة يعج بالخيبات والسياسات الفاشلة والتشهير بالمواطنين، ففي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2013، أصدرت الرئاسة التونسية "الكتاب الأسود" الذي فتح أرشيف الإعلام في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وكشف الإعلاميين والفنانين والشخصيات الذين تعاملوا مع النظام، ما اعتبره متابعون "خيانة وتشهير بمواطنين تونسيين".
ذكرى "الكتاب الأسود" ظلت عالقة بالأذهان حتى صدور الحكم على المرزوقي بالسجن أمس، حيث كتبت الفنانة التونسية لطيفة في تغريدة عبر "تويتر"، "اللهم لا شماتة، ولكن أريد أن أقول لك إن كل من سميتهم في كتابك الأسود لم يتآمروا أبدا على الوطن بل رفعوا رايته عاليا وسيذكرهم التاريخ".
تحالف مع الإرهاب
وقال حمدي الصديق، الناشط والمحلل السياسي في حديث لـ"العين الإخبارية" إن المرزوقي تعامل في رئاسته لتونس مع الإرهابيين بكل مرونة تحت شعار حقوق الإنسان، ووصل به الحد إلى استقبالهم في قصر قرطاج.
وتابع أن المرزوقي عرض في نهاية 2012، العفو على الإرهابيين المتحصنين في جبل الشعانبي، والذين أسماهم في ذلك الوقت بـ"الجهاديين الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء التونسيين وتركوا السلاح وعادوا إلى الشعب".
وأضاف "المرزوقي كان يتدخل في شؤون الدول الشقيقة مثل مصر، حيث سبق وطالب في سبتمبر/أيلول 2013، السلطات المصرية بإطلاق سراح الرئيس الإخواني الراحل، محمد مرسي".
وتابع "المنصف المرزوقي وصلت به الخيانة إلى حد بيع أرشيف بلاده لدولة قطر"، مضيفا "كل هذه المصائب والخيانات لا يجب أن تمر بشكل عادي بل يجب أن يحاكم عليها".
قرارات كارثية
بدوره، قال عبدالمجيد العدواني، الناشط السياسي التونسي، إن المرزوقي أصدر خلال رئاسته قرارات كارثية للمنطقة العربية كاستضافته اجتماع "أصدقاء سوريا" برئاسة هيلاري كلينتون، واحتفاله بمقتل الرئيس الليبي معمر القذافي.
وتابع في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "المرزوقي أعلن اعتزاله السياسة بعد فشله في الانتخابات الماضية، وانسحابه من رئاسة حزب حراك تونس الإرادة، بعد أن فشل حزبه في الحصول على أي مقعد نيابي في البرلمان، لكنه عاد للظهور مؤخرا للتعبير عن أفكاره المتطرفة والتحريض على بلاده دون أن يخجل ولو قليلا".
وقبل شهرين، أعلنت السلطات التونسية فتح تحقيق في تصريحات لـ"المرزوقي" عبر قناة فرنسية، عبر فيها عن افتخاره بأنه سعى لدى الفرنسيين لإفشال عقد قمة الدول الفرانكفونية (البلدان الناطقة بالفرنسية) والتي كان من المقرر عقدها بتونس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وبعدها، طلب الرئيس التونسي قيس سعيد من وزيرة العدل فتح تحقيق قضائي في هذه المسألة، مشيرا إلى أنه "لا مجال للتآمر على أمن الدولة الداخلي أو الخارجي".
وكان سعيد أصدر قرارا بسحب جواز السفر الدبلوماسي من المرزوقي، واصفا إياه بأنه "عدو لتونس".