قطر 2022.. مونديال على جثث العمال وعويل الأمهات
أكثر من 1500 عامل لقوا حتفهم في منشآت مونديال الدوحة لتسجل الرقم الأعلى عالميا في الانتهاكات
على الرغم من الإجراءات والمواثيق الدولية الكثيرة للمحافظة على حياة العمال، مثل المبادئ التوجيهية بشأن نظم إدارة السلامة والصحة المهنيتين والتي أصدرتها منظمة العمل الدولية كتشريع عالمي للحد من وفيات العمال في 2001، إلا أن آلاف العمال لازالوا يقضون نحبهم كل يوم.
وإن كانت غالبية دول العالم قد صادقت على المبادئ التوجيهية وأكدت التزامها بها، فإن الأمر مختلف في قطر، حيث يعمل الآلاف من العمال الآسيويين في ظروف قاسية جدا لإنجاز منشآت مونديال 2022، في بيئة عمل صعبة وأجور متدنية الأمر الذي أدى إلى وفاة ما يزيد عن الـ1500 عامل في منشآت الدوحة لكأس العالم.
وإذا ما قارنا وفيات الدوحة مع إحصائيات ضحايا 6 مناسبات رياضية عالمية من العمال، سنقف على المفارقة التي تجعل تعريف "حوادث عمل"، أمرا صغيرا على مجزرة الحكومة القطرية التي يكاد عدد ضحاياها يضاهي أعداد من قضوا على يد الجماعات الإرهابية الممولة من "تنظيم الحمدين" الحاكم في الإمارة الصغيرة.
لتسجل قطر حتى الآن أعلى الأرقام عالميا في وفيات العمال بما يجعل أعداد الضحايا في أبرز آخر 6 مناسبات رياضية حول العالم أمرا يسيرا مقارنة بما يحدث فيها، ففي العام 2014 توفي 60 عاملاً في أولمبياد سوشي و10 في التحضير لمونديال البرازيل في ذات العام، فيما لم تسجل بقية المناسبات الرياضية سوى حالة وفاة واحدة عدا أولمبياد بكين التي شهدت 6 حالات وفاة.
فملاعب الموت في الدوحة التي يطمح قادتها لاستضافة كأس العالم على جثث البسطاء من عمال العالم، ترسل مع صباح كل يوم جديد تابوتا إلى أم ثكلى في بنجلاديش أو الهند أو باكستان وغيرها من دول العالم، مع رسالة أخرى للضمير العالمي، بأن أطماع "الحمدين" في بناء مجد زائف لن تتوقف حتى جثة آخر عامل أجنبي.
ويعمل العمال في منشآت كأس العالم في قطر أكثر من 72 ساعة إضافية في الأسبوع دون أن يتقاضون أجرا إضافيا، كما لا تتقيد السلطات القطرية بموجهات السلامة العالمية لتجبر الآلاف على العمل تحت أشعة الشمس الحارقة، عبر شروط تقترب من نظام العمل بـ"السخرة".
aXA6IDMuMTQzLjIzNS4xMDQg جزيرة ام اند امز