نظام عالمي "أكثر إنصافاً".. العين الإخبارية تنشر أهم أهداف "بريكس"
مع اقتراب قمة بريكس 2023 المقرر عقدها في جنوب أفريقيا في وقت لاحق من أغسطس/آب الجاري، كانت هناك مؤخراً بعض الأصوات من وسائل الإعلام الغربية التي حاولت الترويج لوجود اختلافات بين الأعضاء ستؤثر على وحدة المنظمة وتطويرها مستقبلاً.
ادعاءات لم تتخط كونها مجرد ضوضاء مستترة تحركها أغراض جيوسياسية لدول غربية، وهذا ما أكدته دول "بريكس".
وتتجه أنظار العالم في الفترة 22-24 من أغسطس/آب 2023 إلى جنوب أفريقيا، حيث من المقرر أن تستضيف العاصمة جوهانسبرغ قمة "بريكس"، وسط أنباء عن استعداد بلدان المجموعة الاقتصادية الصاعدة لبحث إنشاء عملة مشتركة كأحد الموضوعات الرئيسة التي سيتم طرحها على جدول الأعمال، وكلمة "بريكس" هي اختصار لأربع دول الأعضاء هي (البرازيل وروسيا والهند والصين) BRIC وانضمت جنوب افريقيا إلى المجموعة لاحقًا في عام 2010، لتصبح "BRICS".
محللون صينيون، قالوا في 3 أغسطس/آب الجاري، إن الآراء المختلفة طبيعية للغاية في منظمة تدعم التعددية والديمقراطية في العلاقات الدولية، ولكن إذا حاول أي شخص المبالغة في الاختلافات بين الأعضاء والتقليل من أهمية آلية تعاون بريكس، فإن ذلك يفضح فقط الغيرة والعصبية لدى بعض النخب الغربية، خاصة أولئك الذين يريدون الحفاظ على الهيمنة الأمريكية والنظام العالمي أحادي القطب، عندما يرون التعاون والتنمية الذي لا يمكن إيقافه بين الدول غير الغربية أو الاقتصادات الناشئة، حسب ما نقل الموقع الإلكتروني الرسمي الخاص بتكتل "بريكس".
- بريكس vs مجموعة السبع.. تنافس على قيادة النمو العالمي
- بريكس.. كل ما تريد معرفته عن نادي الدول الأكثر نموا
وكانت بعض وسائل الإعلام الغربية، بما في ذلك وكالات بلومبرغ ورويترز، نشرت تقارير مؤخرا تُكثر من تضخيم ما يسمى بمشاكل الانقسام بين أعضاء البريكس مع اقتراب موعد القمة. يوم 2 أغسطس/آب، ذكرت وكالة رويترز أن "البرازيل قاومت حشد الزخم في مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة الرئيسية لإضافة المزيد من الدول الأعضاء، لكن النقاش حول معايير القبول يبدو حتمياً في قمة هذا الشهر"، نقلاً عن "ثلاثة مسؤولين حكوميين برازيليين" دون ذكر أسمائهم. وهذا ما دحضته تصريحات الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في اليوم ذاته، حيث قال إن لديه توقعات كبيرة لقمة "بريكس" الخامسة عشرة التي ستعقد في جنوب أفريقيا في نهاية الشهر الجاري، مشيراً إلى أنه من "المهم للغاية" أن تقوم دول مثل المملكة العربية السعودية والأرجنتين ودول نامية كبيرة أخرى بالانضمام إلى الكتلة، وهذا ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
ومن جانبه، قال لي هايدونغ، الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، لصحيفة جلوبال تايمز الصينية، في 3 أغسطس/آب الجاري، إنه من الطبيعي جداً أن نرى آراء مختلفة داخل منظمة دولية، و"يمكننا أن نرى العديد من الحجج وحتى الصراعات داخل حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع". وأضاف "تحاول الولايات المتحدة دائماً إبقاء حلفائها مطيعين أو على الأقل متحدين من خلال "إثارة تهديدات جديدة"، ما يعني أن الغرب -إلى حد ما- يعد أكثر انقساماً من الاقتصادات الناشئة.
وتابع لي "إن استخدام الشائعات والتقارير التي لا أساس لها للمبالغة في الاختلافات بين أعضاء البريكس يُظهر فقط عقلية بعض النخب الغربية التي تأمل في أن تصاب بريكس بالشلل، وتسقط في خلل وظيفي ناتج عن الصراعات الداخلية، ولكن حتى هذا النوع من التوقعات بعيد كل البعد عن الحقائق".
بالإضافة إلى رويترز، نشرت بلومبرغ أيضاً مقالاً في 2 أغسطس/آب الجاري، قالت فيه إن بريكس "ليست كبيرة بما يكفي لكل من الهند والصين"، حيث حاولت القول إن التوترات بين البلدين "من المرجح أن تمنع كتلة بريكس من تشكيل تحد متماسك أمام الغرب". وهذا ما انتقده ونفاه المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية أريندام باجي، مؤكداً أن التقارير المنشورة ما هي إلا مجرد تكهنات "لا أساس لها" وغير صحيحة، حيث شدد على أن الهند تدعم توسع "بريكس".
وبدوره، قال لين مينوانغ، الأستاذ بمعهد الدراسات الدولية بجامعة فودان، لصحيفة جلوبال تايمز، في 3 أغسطس/آب، إن الصين والهند دولتان ناميتان رئيسيتان، لذا ففي العديد من القضايا المتعلقة بالتنمية والتعاون داخل جنوب الكرة الأرضية تشتركان في مصالح مشتركة، والتعاون هو السمة السائدة على الرغم من وجود المنافسة الاقتصادية، ولهذا السبب تمكنت آلية بريكس من التطور بنجاح في السنوات الأخيرة.
والأهم من ذلك، بالإضافة إلى الصين والهند، تضم مجموعة "بريكس" أيضاً روسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل، وبالتالي فإن مستقبل آلية التكتل يتم تحديده من قبل جميع الأعضاء، وليس واحداً أو اثنين منهم فقط، فضلاً عن الاقتصادات الناشئة التي ترغب في الانضمام.
ولطالما كان هدف "بريكس" الرئيسي هو الدفع باتجاه الشمولية، وإصلاح الحوكمة العالمية والمؤسسات المالية، وتأسيس نظام عالمي متعدد الأطراف أكثر إنصافاً، وتسريع التجارة العالمية والحد من سياسات الحمائية، وعلى أرض الواقع زادت التجارة بين أعضاء "بريكس"، والتي تُرجمت بعد ذلك إلى فوائد مباشرة للنمو الاقتصادي وبيئة الأعمال.
واستنتاجاً مما سبق عرضه، "بريكس" لن تلعب لعبة مواجهة الكتلة مع الغرب، وحتى إذا تضمنت دول البريكس المزيد من الاقتصادات الناشئة في المستقبل فهي غير مهتمة بتحدي مجموعة السبع أو غيرها من المنظمات التي تقودها الولايات المتحدة.
"بريكس" تحاول بناء عولمة جديدة منفتحة على الدعم المتبادل والتكامل، ولن تكرر الخطأ الذي ارتكبته العولمة التي يقودها الغرب، والتي تسببت في اتساع إشكالية التنمية غير المتكافئة، من فوضى واضطراب في جميع أنحاء العالم.
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز