المغربية يسرا طارق لـ"العين الإخبارية": عانيت بعد حلاقة شعري بـ"دقات القدر"

يسرا طارق تكشف عن تجربتها السينمائية في فيلم "دقات القدر"، وطبيعة العمل مع زوجها المخرج محمد اليونسي، ورؤيتها لمنافسة السينما المغربية
تؤمن الممثلة المغربية يسرا طارق أن الإبداع لا حدود له، وأن طاقاتها الإبداعية يمكن أن تتوزع بين مجالات فنية مختلفة، لذلك في ذروة تألقها على شاشة السينما، أصدرت مؤخرا روايتها الأولى "الواهمة"، فيما لا تزال تمارس عملها كمذيعة بالتلفزيون المغربي.
وفي حوارها مع "العين الإخبارية" تكشف يسرا طارق عن تفاصيل تجربتها السينمائية المثيرة في فيلم "دقات القدر"، وطبيعة العمل مع زوجها المخرج محمد اليونسي، ورؤيتها لمنافسة السينما المغربية وتواجدها على المستوى العربي.
فيلمك الأخير "دقات القدر" يتعرض لمعاناة المرأة المغربية في مواجهة بعض العادات والتقاليد التي يفرضها المجتمع.. فكيف جاء الاختيار؟
انحيازي الأساسي يكون للقضايا الإنسانية، ومنها بالتأكيد قضية المرأة، فأنا أنظر إلى قضية المرأة من منظور إنساني مفتوح، سواء أمام الرجل أو المرأة على السواء، وأن كليهما مطالب بواجبات فردية في العديد من المجالات الأساسية مثل السياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة، وأن كل عمل إبداعي يناقش قضايا المرأة يساهم في تنمية حياتنا هو عمل منتج دال على وجودهما الإنساني، وبناء عليه فأنا منفتحة على كل القضايا، خاصة قضايا المرأة التي تحقق نوعا من تمكين المرأة في مختلف مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، من أجل مستقبل يستوعب المقاربة الإنسانية التي يجب علينا أن نرى بها المرأة، مقاربة يتطلب تحقيقها إلى جرأة وأرضية فكرية صلبة من أجل ضمان مساواة كونية للمرأة والرجل باعتبارهما بشرا.
ألم تترددي قبل حلق شعر رأسك لتصوير بعض مشاهد فيلم "دقات القدر"؟
لم أكن أفكر يوما بحلق شعر رأسي كاملا من أجل عمل ما، لكنني عندما قرأت سيناريو فيلم "دقات القدر"، وجدت أن الشخصية التي سأقوم بتشخيصها في هذا الفيلم شخصية فريدة من نوعها، وقد طلب مني المخرج حلق شعري، ولم أتردد في ذلك أبدا، لأنه أقنعني بأن حلق شعري هو اختيار جمالي وفكري، يتطلبه الأداء الصادق والاحترافي الذي يحترم ذكاء الجمهور، وقد عانيت كثيرا بعد أن انتهيت من التصوير، فقد وجدت صعوبة في العودة إلى حياتي الطبيعية حليقة الرأس، في مجتمع ذكوري لا يقبل المرأة خارج الإطار الذي يرسمه لها.
هل تشعرين براحة أكبر في العمل مع زوجك المخرج محمد اليونسي؟
أنا أشعر بالراحة مع كل مخرج مبدع يتقن عمله، ويتناول أعماله بعمق جمالي وفكري، ويحمل رؤية ناضجة تمكنه من الإبداع، وهذا هو منطلقي في التعامل مع المخرجين، حتى عندما تعاملت مع المخرج محمد اليونسي، فبالنسبة لي أنا أتعامل مع المخرج وليس مع الزوج.
أي الصفات أقرب إلى قلبك: الممثلة أم المذيعة أم الروائية؟
بصراحة أنحاز إلى الممثلة، فالتمثيل بالنسبة لي هو عيش حياوات أخرى، وأفتخر دائما بتقديمي نفسي على أنني الممثلة التي تمتهن الإعلام وتعشق الكتابة، فتشخيص وتقمص الشخصيات المعقدة والمختلفة على مستوى أبعادها النفسية والجسدية، ومحاولة محاكاتها لتبعث من على الورق إلى صور سينمائية ومشاهد درامية، متعة حقيقية تشعرني بأنني أصل إلى أعلى درجات بلوغ قمم الحرية.
هل ساعدتك كتاباتك الأدبية في اختياراتك الفنية؟
الكتابة عموما بالنسبة لي فعل تمردي يعكس حالتي المزاجية، وهي المنبع الأصيل لاختياراتي الفنية، حيث أحاول من خلالها إسقاط بعض المشاعر للشخصيات التي يخلقها خيالي على بعض الشخصيات التي أديتها أو سؤف أؤديها في المستقبل كممثلة، وسواء كان ما أكتبه شعرا أو رواية، فالهدف الأساسي منها هو التمرد على القبح، وبالتالي دعوة رصينة لخيالي ليبحث عن الأفضل دائما.
ما سر غيابك عن الساحة بعد فيلم "دقات القدر"؟
لم أغب عن الساحة لأنني متواجدة كإعلامية وكاتبة، حيث إن عالمي الكتابة والإعلام يحتاجان إلى الإبداع كما السينما، كما أنهما يأخذان من وقتي المساحة الكبرى، وهذا ما ينعكس على التريث في اختيار الأدوار التي تتناسب ووضعيتي المهنية، وكذلك تتناسب مع توجهاتي الفكرية والفنية، كما أن عروض المخرجين واقتراحاتهم أصبحت قليلة منذ أن بدأت الاشتغال مع زوجي المخرج محمد اليونسي، وربما هذا ما يخلق حاجزا لدى البعض في عدم اعتمادهم عليّ كممثلة في أعمالهم الدرامية والسينمائية.
كيف ترين تواجد ومنافسة السينما المغربية على الساحة العربية؟
السينما المغربية في طور التقدم، وتعيش حيوية وديناميكية على المستوى المغاربي والعربي كما وكيفا، وبات حجم إنتاجها ونوعيته خلال السنوات القليلة الماضية في تزايد وتطور مستمر، وهي تحتل موقعا لائقا في خريطة المشهد السينمائي المغاربي والعربي، كما يحفل المشهد السينمائي المغربي بالعديد من المهرجانات والملتقيات السينمائية المتنوعة، ويحسب لها بلوغ هذه المكانة المتميزة في سينمات العالم، أنها جاءت وليدة لقدرات ومواهب حقيقية، انخرطت في وقت مبكر من أعمارها في نوادي السينما الموزعة بالمدن المغربية، هذا إلى جانب الحضور الوازن للأفلام المغربية بعدة مهرجانات سينمائية كبرى ومرموقة موزعة بأرجاء العالم.