المغربية قدس جندل لـ"العين الإخبارية": المسرح يمنحني المشروعية وهذا دور زوجي بمسيرتي الفنية
نشاط قدس جندل محاولة جادة من جانبها لتعويض غيابها الطويل عن الساحة الفنية، حيث انشغلت لنحو 8 سنوات بالعمل كمذيعة في الإذاعة.
تعيش الممثلة المغربية قدس جندل حالة من النشاط الفني، حيث يعرض لها حاليا مسلسل "الزعيمة" الذي تخوض به المنافسة الرمضانية على شاشة القناة الثانية المغربية، فيما شاركت مؤخرا في بطولة فيلم "إطار فارغ" أمام الفنانة سناء عكرود، وقدمت للمسرح عرض "بلا متسول" إخراج زوجها الفنان ياسين أحجام.
ويعد نشاط قدس جندل محاولة جادة من جانبها لتعويض غيابها الطويل عن الساحة الفنية، حيث انشغلت لنحو 8 سنوات بالعمل كمذيعة في الإذاعة، وتكشف في حوارها لـ"العين الإخبارية" عن تفاصيل تجاربها الفنية الأخيرة، ورؤيتها لقدرة الدراما المغربية على المنافسة على المستوى العربي، وإمكانية مشاركتها في عمل فني إماراتي.
ما سبب ابتعادك عن التمثيل وتركيزك على العمل كمذيعة في الإذاعة؟
لم أتعمد الابتعاد عن التمثيل، لكن تجربة العمل الإذاعي جاءت بالصدفة، ففي سنة 2009 اتصل بي مسؤولو الإذاعة واقترحوا أن أقدم برنامجا عن المشاهير، ووافقت لأن عالم الإذاعة ساحر بالنسبة لي، وقلت لنفسي إنها تجربة يمكن أن أستفيد منها كثيرا، وهذا ما حدث بالفعل، ومرت السنوات بسرعة وبعد 8 سنوات ونصف السنة اكتشفت أنه يجب أن أتوقف الآن، وأن أترك العمل الإذاعي وأعوض ما فاتني من وقت كممثلة، وأستعيد مهنتي الأولى وهي التمثيل.
ما الذي استفدتيه من عملك الإذاعي في مهنتك الأصلية كممثلة؟
كنت أخاف أن يؤثر غيابي عن التمثيل في أدائي أو طاقتي كممثلة، لكن بالعكس استفدت كثيرا على مستوى الإلقاء والتحكم في الإيقاع وكيفية التعبير بالصوت عن الأحاسيس، فكل شيء في الإذاعة بالصوت، والصوت من أهم أدوات الممثل، ثم تعلمت الحكمة والصبر، فالعمل الإذاعي يتطلب كثيرا من الصبر والحكمة، وعودتي للتمثيل كانت من خلال عرض مسرحي بعنوان "بلا متسول"، وتطلب الأمر تدريبا على المستوى البدني والتنفس، وكنت أحتاج إلى مزيد من الثقة بالنفس؛ لأنه بعد غياب نحو 9 سنوات كنت أظن أنني فقدت أدواتي كممثلة، فتطلب مني الأمر بعض الأيام لاسترجاع أهم تقنيات التمثيل على خشبة المسرح.
ماذا عن تجربتك في مسلسل "الزعيمة" الذي يعرض حاليا على القناة الثانية المغربية؟
أقدم في المسلسل شخصية "شيماء"، وكنت متخوفة من تقديم هذه الشخصية لأنها امرأة ثلاثينية ومن قيادات حزب سياسي ولها طموح كبير، وهي تبرر كل شيء من أجل أن تصل إلى مناصب كبيرة في السلطة، فهي شخصية من الممكن وصفها بأنها شريرة لكني لا أحكم عليها بهذه الطريقة، بل أعطيها دوافع وأسباب لما تفعله، فهي شخصية طموحة وحازمة وتحب عملها السياسي، وتحارب بقوة في مجال السياسة وهو حكر على الرجال تقريبا في المغرب، فهي مقتنعة بأن الرجال لن يتركوا لها الفرصة لتحتل مكانة مميزة في المجال السياسي، وبالتالي ترى أن كل الطرق مشروعة للدفاع عن مكانتها.
تشاركين حاليا في أعمال تلفزيونية وسينمائية ومسرحية، فما سر هذا التكثيف؟
ابتعادي عن التمثيل فترة طويلة جعلني متلهفة للعمل، وأسعى لاستغلال كل فرصة للوقوف على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، فأنا عدت للعمل بطاقة إيجابية وبنضج أكبر، وتوقفي عن العمل الإذاعي جاء بعد تفكير عميق جدا؛ لذلك أنا متعطشة للتمثيل.
ما طبيعة دورك في فيلم "إطار فارغ" الذي شارك في عدد من المهرجانات مؤخرا؟
أعتز بتجربتي في فيلم "إطار فارغ" لأنه جمعني بصديقتي الممثلة والمخرجة سناء عكرود التي أعرفها منذ سنوات طويلة، وكنت طلبت منها أن تمنحني دورا في أحد أفلامها كمخرجة ولم تبخل عليّ، حيث جسدت شخصية صحفية تحاور شخصية "فاطمة" التي جسدتها سناء عكرود، وهي امرأة جاءت إلى المدينة من قرية نائية وكل أملها أن تحصل على إطار لنظارة شيخ القبيلة حتى يستطيع أن يقرأ الرسائل التي تصل إلى أهل القرية، وأثناء ذلك تتعرض للعديد من المشاكل، رغم أنها ترى العالم بعيون بريئة، وتفجر الصحفية قضية هذه المرأة وتكشف عن معاناتها للرأي العام.
ما سر حرصك على العمل في المسرح؟
في المسرح أكتسب مشروعيتي، وأحرك آلة التمثيل الخاصة بي، وأتغلب على تعطشي للتمثيل، فالمسرح كان اختياريا منذ بداية مشواري كممثلة، وأثناء ابتعادي عن التمثيل والتركيز في العمل الإذاعي كنت أشتاق للمسرح أكثر من أي شيء آخر، ففي المسرح أغذي روحي كممثلة.
هل ترين أن الدراما المغربية مظلومة عربيا؟
لا أظن ذلك؛ لأن الدراما المغربية لها جمهور في المغرب وفي بقية دول المغرب العربي، وكذلك في دول الخليج العربي، فالدراما المغربية أصبحت تقدم بلهجة مبسطة على غرار الأغنية المغربية التي أصبحت منتشرة عربيا، وأعتقد أن الدراما المغربية تحمل نوعا من الخصوصية، ويجب أن تحافظ على هذه الخصوصية، لكن أتمنى أن يتم الاستعانة بالممثلين المغاربة في الأعمال العربية؛ لأن لدينا ممثلين كبار ومهمين، وحاليا نشاهد ممثلين سوريين ومصريين وتوانسة وخليجيين ولبنانيين في أعمال عربية مختلطة، فأتمنى أن أرى كذلك ممثلين مغاربة.
ماذا لو عرض عليك المشاركة في عمل فني إماراتي؟
بالطبع سأرحب بذلك، فهذه التجربة ستضيف لمشواري كممثلة، وستكون تحدي جديد بالنسبة لي، فأنا منفتحة على جميع التجارب الجميلة والراقية وأتقبلها بصدر رحب.
ما الدور الذي يلعبه زوجك الفنان ياسين أحجام في مسيرتك الفنية؟
هو يؤدي دورا مهما، فنحن نتشارك في جميع القرارات، ونأخذ آراء بعضنا، وعندما قررت أن أتوقف عن العمل الإذاعي أرسلت إليه رسالة من جملة واحدة: "قررت التوقف"، فأجابني برسالة من جملة واحدة أيضا: "قرار حكيم وأتحمل معك جميع المسؤوليات.. المهم أن تكوني مرتاحة"، وهذا بالنسبة لي شيئا مهما وله قيمة كبيرة جدا، فضلا عن أن ياسين أحجام حاصل على دكتوراه في المسرح، ولديه ثقافة مسرحية وسينمائية وتلفزيونية كبيرة جدا، وعندما كنت أحضر لمسلسل "الزعيمة" كان يعطيني ملاحظات حول الوقوف أمام الكاميرا، وعن كيفية الأداء، والأشياء التي يجب أن أتجنبها، والأشياء التي يجب أن أركز عليها، فأعطاني من خبرته الكثير، واستفدت من نصائحه على المستوى المهني، كما أنني استفدت منه كمخرج مسرحي، فمسرحية "بلا متسول" من إخراجه، فهو ليس ممثل فقط ولكنه واحد من أهم مخرجي المسرح في المغرب.
ماذا عن أعمالك الفنية المقبلة؟
لدي فيلم سينمائي سأبدأ التحضير له بعد شهر رمضان، ولدي أعمال صورتها وستعرض بعد شهر رمضان، كما أستعد لتقديم عرض مسرحي مع المخرج أمين نسور.